رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ إثيوبيا الأسود في الصومال.. حروب أديس أبابا للاستيلاء على أرض مقديشيو بدأت عام 1964.. آبي أحمد أثار التوتر باتفاق يتيح له الاستيلاء على بربرة.. والسيطرة على البحر الأحمر «أبرز الأهداف»

تاريخ إثيوبيا الأسود
تاريخ إثيوبيا الأسود في الصومال، فيتو

تدعى إثيوبيا أنها "تعمل بلا كلل من أجل السلام والأمن في الصومال، على استقرار منطقة"، وذلك ما ورد في بيان الخارجية الإثيوبية، أمس الأربعاء، لكن تاريخ إثيوبيا مع الصومال يقول عكس ذلك، فإثيوبيا، الحبيسة، تريد فتح منفذ بحري لها على البحر المتوسط وقامت بدعم الحركات الانفصالية في الصومال، لتستولي على ميناء بربرة، وتحتل جزء من الصومال.

حكاية الصراع الإثيوبي في الصومال

حكاية الصراع الإثيوبي في منطقة شرق إفريقيا، وخاصة الصراع الإثيوبي الصومالي لم يكن وليد اللحظة، فـلإثيوبيا تاريخ أسود في الصومال، حيث يؤكد خبراء السياسة أن هناك نزاع إقليمي وسياسي، وقع بين إثيوبيا والصومال، واستمر النزاع من أواخر حقبة الأربعينات من القرن الماضي، عندما سلمت بريطانيا منطقة أوغادين إلى إثيوبيا، وبلغت التوترات ذروتها في ثلاث حروب، وفي العديد من الاشتباكات العسكرية على طول الحدود. 

 

إثيوبيا والصومال تاريخ من الصراع والتوتر، فيتو

بداية الصراع الإثيوبي في الصومال نشأ عام 1839، عندما أرادت بريطانية إقامة حامية عسكرية لها على أرض الصومال، لتأمين الطريق لمستعمرتها في عدن، لتوفر لجنودها الغذاء، وبالفعل اقتطعت من أرض الصومال مساحة أطلقت عليها "الصومال البريطاني".

أوغادين نقطة الصراع بين إثيوبيا والصومال

كما احتلت فرنسا 1860 مساحة من الأرض الصومالية، عرفت باسم الصومال الفرنسي (جيبوتي فيما بعد)، وحذت إيطاليا حذوهما وأطلقت اسم "الصومال الإيطالي" عام 1889، وفي عام 1936 قررت إيطاليا توسيع نطاق نفوذها في الصومال على حساب المناطق التي تحتلها بريطانيا، فاجتاحت منطقة أوغادين، وأطلقت على المنطقة كلها (الصومال الإيطالي وإقليم أوغادين) اسم (شرق أفريقيا الإيطالية)، وكانت أوغادين في تلك الفترة خاضعة للسيطرة البريطانية وملحقة بإثيوبيا رغم كون سكانها صوماليين يتحدثون لغتهم الأم.

إثيوبيا تشعل الصراع في الصومال، فيتو

ومنذ هذه الفترة وأصبحت أوغادين نقطة الصراع والتوترات السياسية بين الصومال وإثيوبيا، واندلعت حرب كبيرة بين إثيوبيا والصومال، تحت شعار الأحقية في إقليم أوغادين استمرت الحرب بين عامي 1964 و1967.

ودعمت الولايات المتحدة الأمريكية إثيوبيا بالمال والسلاح والتأييد السياسي في المحافل الدولية، بينما وقف الاتحاد السوفياتي والصين وراء النظام الماركسي في الصومال وقدمتا له كذلك المال والسلاح.

اشتعال الحرب بين إثيوبيا والصومال

الحرب التي امتدت قرابة الثلاث أعوام بين إثيوبيا والصومال أنهكت الدولتين المستقلتين حديثًا، ولم تعد الصومال وإثيوبيا قادرتان على الحرب، وخفت حدة الاستقطاب بين البلدين، لكن كانت هناك حالة من الهدوء الحذر بين البلدين،  والتوترات بين البلدين كبرميل من مواد سريعة الاشتعال، تنتظر عود الثقاب، لتعود للاشتعال والانفجار السريع. 

وبالفعل لم تكد الحرب تهدأ بين الصومال وإثيوبيا، حتى عادت للاشتعال مرة أخري، ففي عام 1969 قام اللواء محمد سياد بري بالاستيلاء على حكم الصومال عقب اغتيال عبد الرشيد علي شرماكي، وبعد سنوات أربع من حكم سياد بري قرر تقديم الدعم المالي والتدريب العسكري للصوماليين المتواجدين في إقليم أوغادين والمطالبين بعودته إلى السيادة الصومالية، واندلعت حرب دامية عام 1977، استمرت لمدة عام كامل، وتوقف القتال بين الجيشين النظاميين، وبدأ صراع آخر تقوده الجماعات المسلحة المدعومة من البلدين.

آبي أحمد ورئيس الصومال اتفاق لم يتم، فيتو

استمر الصراع بين إثيوبيا والصومال حتى عام 1988، وهو العام الذي توصل فيه الطرفان إلى اتفاقية لإحلال السلام بينهما، لكنها لم تدم أكثر من عامين، وحدثت حرب أهلية في الصومال، وكانت إثيوبيا من أكثر المستفيدين من زوال الدولة الصومالية وتفتتها إلى عدة دول، حيث لم يعد أمامها خصم يمتلك جيشا منظما يطالب بحقوق تاريخية ويدعم جماعات معارضة.

إتفاق إثيوبيا وصوماليلاند يثير غضب الصومال

وبالرغم من خمد بركان الخلافات السياسية بين إثيوبيا والصومال لنحو 15 عاما، لكنه عاد هذه الأيام مع تطلعات إثيوبيا ورغبتها في إيجاد منفذ بحري لها في البحر الأحمر، وضعت صوب عينها الاستيلاء على ميناء بربرة البحري، ليكون قاعدة لها. 

الصومال يدعم إنفصال إقليم صوماليلاند عن الصومال، فيتو

وجدت إثيوبيا منفذ لتحقيق حلمها بدعم انفصال إقليم صوماليا لاند عن وطنها الأم الصومال، فعقدت إثيوبيا في يناير 2024،  اتفاقًا مبدئيًّا مع إقليم "أرض الصومال"، تتمتع بموجبه أديس أبابا للوصول إلى البحر الأحمر تمهيدًا لإقامة قاعدة بحرية تجارية إثيوبية بالقرب من ميناء بربرة على مساحة 20 كيلومتر مربع ولمدة 50 عامًا، مقابل اعتراف الحكومة الإثيوبية بـ"أرض الصومال" كدولة مستقلة، وحصول "أرض الصومال" على حصة قدرها 20% من الخطوط الجوية الإثيوبية التي بلغت إيراداتها نحو 6.9 مليار دولار وفقًا لإحصاءات عام 2022.

أطماع إثيوبيا في سواحل الصومال

ويمثل الاتفاق جزءًا من لعبة يقوم بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في القرن الأفريقي، بهدف وضع قواعد جديدة وإعادة هندسة المنطقة، حيث تهدف إثيوبيا تحقيق طموحها القديم لحماية مصالحها الحيوية، وإيجاد منفذ بحري استراتيجي لها في البحر الأحمر،  وذلك التوسع الاستعماري يشكل سياسة آبي أحمد الخارجية خلال السنوات الأخيرة منذ صعوده للسلطة في إثيوبيا عام 2018.

توقيع اتفاقية استيلاء إثيوبيا على ميناء بربرة، فيتو


قضية اعتراف إثيوبيا باستقلال أرض الصومال أحدث توترًا كبيرًا بين الصومال وإثيوبيا، فإثيوبيا وقعت الاتفاقية مع إقليم أرض الصومال الانفصالي لتأجير 20 كيلومترًا من الأراضي الساحلية لدولة إثيوبيا الحبيسة (غير الساحلية). 

وعندما أعلن آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، وموسى بيهي عبدي، رئيس أقليم أرض صوماليا، عن اتفاق المنفذ البحري ووقعاه، أثار ذلك غضب قادة الصومال الذين لم يتم مشاورتهم في الأمر، وأثار مخاوف من نشوب حرب إقليمية في منطقة القرن الإفريقي غير المستقرة أصلًا.

السلطات الصومالية ترفق اتفاق إثيوبيا وصوماليلاند

وأعلنت السلطات الصومالية في مقديشو أن الاتفاق "لاغٍ وباطل"، واعتبرته دليلًا على ما وصفته بـ "العدوان الإثيوبي" تجاه الصومال، وسارعت كل دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية باستنكار الاتفاق.

تجدد الأزمة بين الصومال وإثيوبيا، فيتو

وأشار خبراء السياسة إلى أن وجود إثيوبيا في الصومال وتدخلها العنيف مع أطماعها المعلنة قديم قدم الزمان، وبداية بعثة الإتحاد الإفريقي في إبريل 2022، الذي ساعد على تزايد هجمات حركة الشباب، التي تنظر لإثيوبيا كمحتل وبينهم عداء قديم.

تاريخ إثيوبيا الأسود في الصومال

وأكدوا أن إثيوبيا لها تاريخ وصف بالأسود في تاريخ الصومال، فلم ترغب إثيوبيا يومًا في دعم استقلال الصومال، بل كانت تعارضه لخلق مساحة لها للسيطرة وإيجاد منفذ بحري لها بالتدخل في الصومال، حيث تدخلت إثيوبيا في الانتخابات الصومالية في 2018 لحماية مرشحها لرئاسة الصومال عبد الله فرماجو، وبأوامر منه شخصيا كما كشفت التقارير، عندما اعتقلت خصمه السياسي مختار روبو، وقامت باعتقاله نن ولاية جنوب غرب الصومال، وتطور الأمر إلى مواجهات مسلحة بين الجيش الإثيوبي ومقاتلي روبو. 

وفي عام  2019 نشرت قوة عسكرية في ولاية جلمدج، وفي نفس العام دخلت ولاية جوبالاند، لتقضي على مرشح كينيا في الانتخابات الصومالية، كان غريم قوى لفرماجو وهو أحمد مدوبي، ولم تكتف بذلك بل قبضت على عدد من مسؤولي الولاية. 

حركة الشباب الصومالية ترفض تواجد إثيوبيا، فيتو

كما أن إثيوبيا أنهت بعثة الاتحاد الإفريقي للصومال في ديسمبر 2024، وبدأت إثيوبيا بالفعل سحب قواتها المشاركة في البعثة من مايو الماضي، وكانت إثيوبيا تعتبر انسحابها من البعثة نوع من تهديد الأمن لمقديشيو، في وقت حرج تتعرض فيه الصومال لتهديدات أمنية خطيرة بسبب تصاعد الهجمات الإرهابية.

وأرادت إثيوبيا معاقبة الصومال على رفضها لقبول الاتفاقية بين إثيوبيا وصوماليلاند، وبالرغم من مناشدات الصومال للاتحاد الإفريقي بعدم إنهاء مهمة البعثة، التي تكفل بيها الإتحاد الأوروبي، إلا إن الكل أجمع على ضرورة قيام الصومال بالاعتماد على قواته الذاتية بشكل أكبر. 

ولذا قامت الصومال بتشكيل بعثة جديدة، ولم يكن هناك إقبال كبير من الجهات المانحة لدعمها بل أوصت بتخفيض عددها، لذا قامت الصومال بإيجاد حل تدافع به عن نفسها أما اعتداءات إثيوبيا، فعقدت اتفاقية دفاع مشترك مع مصر، وشاركت بعض الدول ومنهم الاتحاد الإفريقي في تقديم بعثات لحفظ السلام في الصومال، الأمر الذي أثار غضب إثيوبيا.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية