رئيس التحرير
عصام كامل

الهلال.. 132 عامًا على إصدار أعرق المجلات المصرية.. بيان جورجي زيدان يكشف أهدافها.. وهذه آراء طه حسين وعبد الرازق والمازني فيها

جورجى زيدان مؤسس
جورجى زيدان مؤسس مجلة الهلال

فى مثل هذا اليوم الأول من سبتمبر عام 1892 صدرت مجلة الهلال أول وأعرق مجلة ثقافية فى مصر والعالم العربى وهى تتواكب مع بداية حركة النشر والطباعة فى العالم على يد الصحفي والكاتب جورجى زيدان، كما أنها من أقدم المجلات العربية التى تعمل فى مجال الثقافة، وكان الهدف من إصدارها أن تكون أول مجلة ثقافية تنويرية فى الشرق العربي.

أصدر جورجي زيدان مجلة الهلال فى مطبعة صغيرة بشارع الفجالة، قبل ان تنتقل الى مقرها الحالي بشارع المبتديان، وصدرت فى البداية فى 32 صفحة باشتراك سنوي قدره خمسون قرشا، واختار لها اسم "الهلال" لأنها تصدر مع طلعة كل شهر تماما مثل ظهور هلال الشهر في السماء أيضًا الذي يتحول الى قمر كامل يضئ دنيا الثقافة في العالم العربي، وكذلك تيمنا بشعار الدولة العثمانية وحتى يكسب رضاها.

غلاف مجلة الهلال فى البداية 

وأصدر زيدان الذي تولى رئاسة تحرير المجلة بيانا شرح فيه الهدف من إصدار الهلال ورسالتها نشره في افتتاحية العدد الأول قال فيه: الغاية التي نرجو الوصول إليها هو إقبال السواد الأعظم ـ أي الجماهير ـ على مطالعة ما تكتبه الهلال ورضاهم بما نحتسبه وإغضاؤهم عما نرتكبه من أخطاء، فإذا أتيح لنا ذلك كنا قد استوفينا أجورنا فننشط لما هو أقرب إلى الواجب علينا.

الصحفي جورجي زيدان 

وأول رئيس تحرير لمجلة الهلال ومؤسسها فى نفس الوقت هو الأديب والروائي والصحفي اللبناني جورجي زيدان، والذي يعدّ من أوائل المفكرين الذين مهدوا وساعدوا في صياغة نظرية "القومية العربية"، وهي الإيمان بأن الشعب العربي شعب واحد، تجمعه الثقافة واللغة والجغرافيا والتاريخ، فكان يفتخر بعروبته وينادي بها. 

بدأ حياته صانع أحذية 

أمتلك جورجى زيدان ثقافة كبيرة فضلًا عن إجادته لعدة لغات أخرى مع اللغة العربية كاللغة الإنجليزية والفرنسية والعبرية والسريانية، بدأ حياته وهو طفلا صانعا للاحذية، ثم درس فى مدرسة الطب ببيروت، وقرر جرجي زيدان بعد فترة قصيرة من دراسته ببيروت، أن يهاجر إلى مصر فاقترض مبلغ 6 جنيهات من أحد جيرانه في بيروت والتحق بكلية الطب في مصر، ونظرا لظروفه المادية اضطر أن يبحث عن عمل حتى يستطيع من خلاله أن يتدبر معيشته، فعمل في جريدة " الزمان" التي كان يمتلكها رجل من أصل أرمني، وكانت هي الجريدة الوحيدة في مصر بعد أن أوقف الاستعمار الإنجليزي الصحافة في ذلك الوقت، ليؤسس بعدها مجلة الهلال.

مجلة الشيوخ وديوان الصحافة 

وصف مجلة الهلال  مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر فى الأربعينات بأنها "مجلة الشيوخ" فصارت مجلة الشيوخ والنساء والشباب والرجال.، وقال إبراهيم عبد القادر المازنى من يدرس مجلة الهلال فكأنما يدرس عناصر النجاح فى الحياة كلها،وقال الدكتور طه حسين الهلال مثال للجد فى العمل والاخلاص للعلم والادب وهى اخف المجلات ظلا، وأطلق عليها البعض "ديوان الصحافة المصرية"  وصاحبة الفضل على اغلب مشاهير الكتاب والصحفيين امثال السعدنى وأحمد بهاء الدين بهاء وكامل الشناوى وغيرهم.
 

رواد ومؤسسو مجلة الهلال 

لعبت مجلة الهلال على مدار سنواتها دورًا في تحديث الفكر والثقافة، وكان صدورها في نهاية قرن مليء بالأحداث الجسيمة، انقسمت خلالها الصحافة إلى قسمين؛ الأول يؤيد تركيا، ويندد بالإنجليز والثاني يدافع عن الإنجليز،  ويعدد مساوئ العهد العثماني، وتبنى هذا التيار جريدة المقطم التي أنشأها الاحتلال، لكن اتخذت مجلة الهلال الحياد التام  منذ ظهورها وعدم الانتساب الى اى الاتجاهات أو الخوض فى المسائل السياسية أو الحزبية.

استبداد المماليك كانت البداية 

خرجت الهلال في خمسة أبواب؛ باب للأخبار، ويتحدث عن تاريخ تأسيس الدولة العثمانية، وباب عن أشهر الرجال وتحدث عن قائدين رومانيين هما: يوليوس وبومبيوس، وباب للنقد والتقريظ وباب للحوادث، كما عرض جورجي زيدان فى العدد الاول رواية "استبداد المماليك " استعرض فيها حال وتاريخ الديار المصرية والسورية أواخر القرن 18، وخاصة عهد علي بك الكبير.

كما نشرت مجلة الهلال تقريرًا عن الصحف والمجلات الصادرة في نفس التوقيت، ونشرت إعلانا عن معمل تجليد للكتب في مبنى المجلة لتجليد الكتب بأجر رمزي يساعد في سداد مصاريف اصدار المجلة، وإعلانا آخر عن أجزخانة المقتطف بالموسكي بعنوان “حبوب الشفا لعلاج جميع الأمراض الصدرية الحادة والمزمنة.

شوقى وهيكل والجارم والحكيم من كتابها 

استكتبت مجلة الهلال كبار الكتاب والأدباء العباقرة فى مجال الأدب والفن على مدار إعدادها، محمد حسين هيكل، الدكتور طه حسين، جبران خليل جبران، عبد القادر المازنى، أمير الشعراء أحمد شوقى، شاعر النيل حافظ ابراهيم، توفيق الحكيم وأحمد بهاء الدين وعباس محمود العقاد وأحمد أمين وحسين مؤنس، ميخائيل نعيمة، على الجارم، على أحمد باكثير، مى زيادة، بنت الشاطئ، سهير القاماوى، يوسف السباعى وغيرهم.

جورجى زيدان أول رئيس تحرير للهلال 

أصدرت الهلال ترجمات عديدة لكتاب عالميين في الآداب العالمية منها  روائع فرنسواز ساغان، وديستويفسكي، وستيفان زفايج، وتشيكوف وإرنست هيمنجواي وليو تولستوي وبلزاك، وسومرست موم، وغيرهم، وعلى صفحات "كتاب الشهر" يلتقى القراء بروائع أدبية ليضاف إلى الدور الصحافي للمؤسسة دورها الرائد في الترجمة والنشر أيضًا.

عمالقة الكتاب تولوا رئاستها 

تولى رئاسة تحرير مجلة الهلال بعد جورجي زيدان وعلى مدار سنوات صدورها ابنه أميل زيدان، أحمد زكي، علي أمين، كامل زهيري، رجاء النقاش، علي الراعي، صالح جودت وغيرهم. 

إصدار مجلة المصور فى نفس العام 

فى نفس العام وفى أكتوبر عام 1924 أصدرت مؤسسة الهلال مجلة المصور لتصبح المجلة الشاملة ورأسها جورجى زيدان وأدارها من بعده فكرى اباظة وعلى أمين وأحمد بهاء الدين وصالح جودت وأمينة السعيد ومكرم محمد أحمد وعبد القادر شهيب وغيرهم. 

من إصدارات مؤسسة دار الهلال مجلة الهلال، الاثنين والدنيا، حواء التى كانت أمينة السعيد أول رئيس تحرير لها، الكواكب عام 1932، كتاب الهلال، روايات الهلال، طبيبك الخاص، مجلات الأطفال ميكى وسمير عام 1956.
 ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية