رئيس التحرير
عصام كامل

عبد القادر شهيب

هو واحد من صناع الصحافة الحقيقية، صحافة المعلومة والدقة والتحليل، واحد من جيل وضع لنفسه موضع قدم عال في تاريخ بلاط صاحبة الجلالة منذ كان محررا صغيرا وحتى عندما تبوأ أعلى المناصب في واحدة من أقدم دور الصحافة العربية، ظل كما هو تداعبه المعلومة ويجرى وراء أطراف الخبر حتى يتمكن منه.


عبد القادر شهيب الصحفي المتأنق وصاحب الصولات والجولات، هارب تبحث عنه "عساكر السلطان" ومتمرد تخطفه أضواء المهنة ولكن بريقها لا يخدعه، لم يسقط فيما سقط فيه عدد كبير من جيله أو الأجيال التالية لجيله وظل يزن المعلومة بميزان الذهب، لا تتخطفه صراعات السياسة ولا البحث عن موقع.

علموا أولادكم كراهية الصهيونية 

جاءته الدنيا بعد مطاردات عنيفة، وعندما جاءته وهو لايرغب فيها لفظها لقناعته أنه لم يرتض الدنيا في مقتبل حياته فكيف يرتضيها وهو شيخ كبير في المهنة.


آخر إنتاج العقل "الشهابى" الشقى كتاب ممتع وموجع وعميق تحت عنوان "الفقراء وعاصفة كورونا" الصادر عن كتاب الهلال في نسخة الشهر الماضى والذي حلل فيه تداعيات الميكروب الزائر على غفلة من الزمن وما يمكن أن يؤدى إليه من إضافة أكثر من نصف مليون إنسان إلى عداد الفقر.

 

وبين الخبر والتحليل يتنقل شهيب بين صفحات كتابه في رشاقة معهودة في أسلوبه ليغوص في أعماق واحدة من أهم القضايا التي قضى حياته محاربا فيها ومن أجل القضاء عليها ألا وهي معركة الفقر أو داء الفقر كما اسماه.


وتنقله سنوات هروبه من "السلطان" إلى معالم المجتمع المصري وخارطة فقره ليدهشنا بأرقام مخيفة فمن بين كل ثلاثة مصريين يوجد فقير لتبلغ نسبة الفقر في عام ٢٠١٧ حوالي اثنين وثلاثين ونصف بالمائة في حين كانت في عام ٢٠١٥ حوالى سبعة وعشرين ونصف بالمائة..

معركة من أجل الحضارة 

يبدو أن قطار الفقر يدهس جماعات جديدة في بلادنا ويضيف إلى أنات الوطن أعدادا غفيرة.. هذا قبل كورونا فما بالنا بعد زحف هذا الميكروب اللعين.


كتاب "الفقراء وعاصفة كورونا" ليس كتاب مناسبات فهو يغوص بعمق في أصل قضية الفقر ويعرج على خريطة استيطانه في ريف الوجه القبلي ويضع تصورات لتغيير خطة المواجهة للوصول إلى حلول شاملة لواحدة من أهم القضايا التي شغلت المفكرين على مدار التاريخ الإنساني.

 

والكتاب في مجمله واحدة من إطلالات صحفى يمتلك قدرات ومهارات نادرة في تحليل الظواهر الاجتماعية وواحد من أهم أفكار عبد القادر شهيب متعه الله بوافر الصحة ومنحه عنا خير الجزاء.

الجريدة الرسمية