رئيس التحرير
عصام كامل

سر ترجمة إسرائيل لأعمال نجيب محفوظ.. أعماله أساس مفتاح الشخصية المصرية.. وتعكس تفاصيل الحياة اليومية في المحروسة

ترجمات يهودية لروايات
ترجمات يهودية لروايات نجيب محفوظ

تهتم إسرائيل اهتماما خاصا بدراسة وترجمة أدب وأعمال نجيب محفوظ  ـــ رحل فى مثل هذا اليوم  30 أغسطس عام 2006 ــ وهناك دراسة وضعها الدكتور رشاد الشامى أستاذ الأدب العبرى الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس يكشف فيها عن اهتمام إسرائيل بترجمة الأدب العربى عموما وأدب نجيب محفوظ خاصة.

يؤكد الدكتور رشاد الشامى فى دراسته أن هناك 1500 عمل أدبى عربى قام بترجمتها سبعون مترجما يهوديا فى الفترة من 1931 وحتى  عام 1961 ويضم هذا العدد كل الأفرع الأدبية من قصة ومسرحية ورواية وتمثيلية وقصيدة شعرية منها حوالى 30 رواية من الأدب العربى الحديث والمعاصر حتى عام 1992، والغريب أن ان هناك أعمالا كثيرة منها ترجمت أكثر من مرة ونشرت فى الصحافة الأدبية العبرية وأعيد نشرها فى كتب ومؤلفات متعددة.

محاولة فهم الشخصية المصرية 

حظى الأدب المصرى بنصيب الأسد من بين الأعمال المترجمة للعبرية إيمانا من إسرائيل بريادة وتفوق الأدب المصرى إلى جانب ضرورة متابعته، وكان نصيب أعمال الأديب المصرى نجيب محفوظ ــ صاحب نوبل ــ كبيرا من هذه الترجمات.
ويرجع السر فى تركيز إسرائيل على أدب نجيب محفوظ أن المترجمين والمفكرين فى إسرائيل يعون تماما أن أدب نجيب محفوظ يعتبر الأساس والمفتاح لفهم الشخصية المصرية لأنه يعكس الواقع بسماته ومكوناته ونقاط ضعفه ونقاط قوته، أيضا يمكن عن طريق كتابات نجيب محفوظ فهم الواقع الاجتماعى والسياسى المصرى خاصة منذ بداية الصراع العربى الإسرائيلى المسلح منذ حرب 48 ثم النكسة ثم نصر أكتوبر 1973  .

نجيب محفوظ 


وكان فوز الأديب المصرى نجيب محفوظ  بجائزة نوبل فى الأدب دافعا لترجمة أعماله وفهمها حتى أنه أجريت دراسات عديدة وأبحاث ورسائل جامعية فى إسرائيل وأوروبا وامريكا وفى جميع أنحاء العالم.

تصوير أحياء القاهرة 

يقول الدكتور رشاد الشامى: إن أدب نجيب محفوظ رصد جميع المتغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى منذ بداية حياة مصر الفرعونية والتى كتبها فى روايتى كفاح طيبة وعبث الأقدار، بعد ذلك كتب مجموعة روايات عن حياة العاصمة القاهرة صاحبة الألف مئذنة منذ أوائل القرن التاسع عشر وما تضمنته من حروب عالمية أظهر من خلالها صور حياة الطبقة المتوسطة المصرية وأبناء أحياء قاهرة المعز التاريخية القديمة والحديثة.


من أشهر المترجمين الإسرائيليين الذين قاموا بترجمات لروايات وقصص وأعمال نجيب محفوظ: ساسون سوميخ، متتياهو بيلد، مناحم كابيلوك، إلى جانب جيل كامل من تلامذة هؤلاء المترجمين العبريين.

رواية اولاد حارتنا 


من روايات الأديب نجيب محفوظ التى ترجمت إلى الى العبرية: زقاق المدق وترجمت إلى زقاق من القاهرة عام 1969 وقام بترجمة الرواية اسحق شرابير، ورواية اللص والكلاب التى قام بترجمتها مناحم كابيلوك عام 1970 ومعها ترجم ايضا خمس قصص قصيرة لنجيب محفوظ منها الزعبلاوى.

الاديب نجيب محفوظ 


كما قام الأديب اليهودى العراقى سامى ميخائيل بترجمة ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية ) تحت عنوان " بيت فى القاهرة"، كما ترجمت إسرائيل روايات الشحات، ثرثرة فوق النيل، ميرامار، حكايات حارتنا التى ترجمها دافيد سيجف عام 1990  بالإضافة إلى عشرات القصص القصيرة لنجيب محفوظ التى نشرت بالصحف والمجلات منها: الخوف، الشارع الجديد التى ترجمها متتياهو بيلد الحاصل على الدكتوراة فى أدب نجيب محفوظ، تحت المظلة ترجمة ميخائيل شفاراتى، المهمة ترجمة ساسون سوميخ اشهر المتخصصين فى مراقبة وترجمة أدب نجيب محفوظ حتى انه قدم دراسة نقدية تحليلية عن اعماله، وحصل على الدكتوراة عام 1968 فى أدب نجيب محفوظ من جامعة اوكسفورد.

تطور المجتمعات العربية 

تنتهى الدراسة إلى أن اسرائيل ركزت فى ترجماتها إلى العبرية على ترجمة الأدب العربى الكلاسيكى القديم مثل الشعر العربى القديم والأدب الإسلامي وفيما يتعلق بالقران الكريم والحديث الشريف،  ايضا ركزت على ترجمة الكتب السياسية التى تتعلق بالصراع العربى الاسرائيلى وايضا ترجمة الادب العربى فى القرن العشرين لتضع يدها على مدى تطور المجتمعات العربية.

عودة الروح ويوميات نائب فى الارياف 

ولم تقتصر الترجمات العبرية للأدب العربى على اأديبنا الكبير نجيب محفوظ بل امتدت إلى ترجمة أعمال  الأديب المصرى توفيق الحكيم فقد ترجمت يوميات نائب فى الأرياف، التى صدرت عام 1945  وترجم كابيلوك لتوفيق ايضا عودة الروح وقام بترجمتها رجولانت باسم “ وشاعت روح أخرى ”، كما ترجم السيرة الذاتية للدكتور طه حسين، وترجم شموئيل ريجورانت كمجموعة قصص قصيرة لمحمود تيمور التي تصف الحياة فى أحياء القاهرة الفقيرة بعنوان “ سلة مصرية ”  .

روايات وقصص يوسف ادريس 

وترجم الإسرائيليون عن الدكتور يوسف إدريس العيب، ارخص ليالى واثنتى عشر قصة قصيرة أخرى، وجمهورية فرحات، والنداهة التى قام بترجمتها اسحق شينيويم عام 1989، إضافة إلى رواية فتحى غانم “ الرجل الذى فقد ظله ”، رواية يحدث فى مصر ليوسف القعيد وغيرها من القصص والروايات.
 

الجريدة الرسمية