سوء الخاتمة، قصة صحابي قضى عمره في الصلاة والصيام وتلاوة القرآن ومات على الكفر
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة.. كثيرا ما نردد هذا الدعاء، ضارعين إلى الله، تعالى، أن يستجيب لنا، لأن سوء الخاتمة أمر مرعب، ونهاية كارثية للإنسان.
قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له بعمل أهل الجنة".
وفي قصة اليوم، معلومات يشيب لهولها الولدان، عن صحابي قضى معظم سنوات عمره في العبادة، والصلاة والصيام وتلاوة القرآن، لكنه مات على الكفر، وإليكم التفاصيل..
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه، صلى الله عليه وآله وسلم، مر عليه يومًا وهو جالس في رهط (جماعة) من القوم فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِيكُمْ لَرَجُلًا ضَرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُد".. وكان ذلك من معجزات النبي، حيث أخبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، أن واحدًا منهم سيكون من أهل النار!!
"الرَّجَّال بن عنفوة"
فمات معظم القوم على خير، وعلى الإسلام والإيمان، ولم يبق منهم إلا أبا هريرة، ورجلًا من بني حنيفة اسمه: "الرَّجَّال بن عنفوة"، وكان من الذين وفدوا على رسول الله في وفد بني حنيفة، وكانوا بضعة عشر رجلا فأسلموا، فلزم الرَّجَّالُ بن عنفوة النبيَّ، صلى الله عليه وآله وسلم، وتعلم منه، وحفظ القرآن والأحكام، واجتهد في العبادة.
قيل عنه: كان بالرَّجَّالِ من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير شيء عجيب.. وقال عنه ابن عمر: كان من أفضل الوفد عندنا. يا سبحان اللّه! كان حافظًا قوّامًا صوّامًا.
ظلت كلمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عالقة برأس أبي هريرة رضي اللّه عنه، وكلما رأى"الرَّجَّال بن عنفوة" ومداومته على العبادة وزهده، ظن أن أبو هريرة عن نفسه أنه هو الهالك وأنه هو المقصود بحديث النبي، وأنه هو صاحب النبوءة وأصابه الرعب والفزع.
فلما ظهر مُسيلمة الكذاب في اليمامة وادّعى النبوة واتّــبعه خلقٌ من أهل اليمامة، بعث الخليفة أبو بكر الصديق "الرَّجَّال بن عنفوة" لأهل اليمامة يدعوهم إلى الله، ويثبّتهم على الإسلام.
فلما وصل "الرَّجَّال" إلى اليمامة التقاه مسيلمة الكذاب، وأكرمه، وأغراه بالمال والذهب، وعرض عليه نصف مُلكه إذا خرج إلى الناس وقال لهم إنه سمع رسول اللهً، صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: إن مسيلمة شريك له في النبوة.
ولما رأى "الرَّجَّال"، وكان من فقراء العرب، ما فيه مسيلمة من النعيم، ضعُف ونسي إيمانه وصلاته وصيامه وزهده، وخرج إلى الناس الذين كانوا يعرفون أنه من رفقاء النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، فشهد، كذبا، أنه سمع رسول اللّه، صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: إنه قد أشرك معه مُسيلمة بن حبيب في الأمر.
فتنة "الرَّجَّال"
فكانت فتنة "الرَّجَّال" أشد من فتنة مسيلمة الكذاب، وضل خلقٌ كثير بسببه، واتّـــبعوا مُسيلمة، حتى تعدى جيشه أربعين ألفا.
فجهّــز أبو بكر الصديق جيشًا لحرب مسيلمة فانهزِم في بادئ الأمر، فأرسل مددًا، وجعل على رأسه سيف الله خالد بن الوليد. وكان ضمن الجيش "وحشي بن حرب" الذي قتل أسد اللّه وسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنه، ثم أسلم وذهب لرسول اللّه. ولما ذهب في جيش خالد قرر أن يترصّـد مُسيلمة فيقتل شر خلق اللّه؛ تكفيرًا عن قتل حمزة عم النبي.
وبدأت معركة لم يعرف العرب مثلها، وكان يومًا شديد الهول، وانكشف المسلمون في البداية مع كثرة عدوهم وكثرة عتاده.
ولولا ثبات أصحاب رسول اللّه الذين نادوا في الناس، فعادوا إليهم وحملوا على جيش مسيلمة حتى زحزحوه.
وتتبع "وحشي" مُسيلمةَ الكذاب حتى قتله في حصن تحصّن فيه، وانهزم بنو حنيفة، وقُتل "الرَّجَّال بن عنفوة" مع مَن قُـــتل من أتباع مُسيلمة فمات على الكفر!
ولما علم أبوهريرة خرَّ ساجدًا شكرا للّه؛ بعد أن أدرك أخيرًا أنه قد نجا.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.