لطفية النادي أول طيارة مصرية
أول امرأة مصرية وعربية وأفريقية قادت طائرة في تاريخ مصر، لطفية النادي. وُلدت في عام 1907 في القاهرة، وتُعتبر رمزًا مهمًّا لتمكين المرأة في مصر، خاصة في مجال الطيران، الذي كان يعتبر مجالًا حصريًّا للرجال في تلك الفترة.
بدأت لطفية النادي مسيرتها في الطيران بفضل إصرارها وشغفها، حيث التحقت في عام 1933 بمدرسة الطيران المدني، رغم العقبات الاجتماعية والمادية التي واجهتها. وكانت تتنقل يوميًّا من منزلها إلى المدرسة سيرًا على الأقدام لتوفير المال لدروس الطيران.
وحققت لطفية النادي إنجازًا غير مسبوق عندما حصلت على رخصة الطيران، لتصبح بذلك أول امرأة مصرية وعربية تقود طائرة. لم يكن هذا الإنجاز مجرد انتصار شخصي، بل كان أيضًا انتصارًا لجميع النساء في مصر والعالم العربي، حيث فتحت الأبواب أمامهن لدخول مجالات كانت مقتصرة على الرجال.
قادت لطفية النادي طائرة في عدة مناسبات مهمة، وكان أبرزها مشاركتها في سباق الطيران الدولي. وتمكنت من إحراز المركز الأول، مما أثبت قدرتها على المنافسة والتفوق في هذا المجال.. ولم يكن الأمر سهلًا للوصول إلى التفوق، فقد واجهت لطفية النادي عدة صعوبات في مسيرتها لتحقيق حلمها بالطيران من حيث عدة قيود..
أولها القيود المجتمعية: في الثلاثينيات من القرن العشرين، كان المجتمع المصري تقليديًّا وغير معتاد على رؤية النساء في مجالات غير تقليدية مثل الطيران. لطفية واجهت صعوبة كبيرة في إقناع عائلتها والمجتمع بقبول فكرة أن تصبح طيارة؛ بل واجهت أيضًا تحديات مالية لتحمل تكاليف دروس الطيران..
كانت لطفية تعمل موظفة استقبال في مدرسة الطيران. وكانت تحتاج إلى العمل لساعات طويلة لتغطية نفقاتها. بالإضافة إلى التحديات المهنية لكونها أول امرأة تدخل مجال الطيران في مصر، كانت لطفية مضطرة إلى إثبات كفاءتها وقدرتها في مجال يهيمن عليه الرجال. هذا تطلب منها العمل بجد والتفوق على العقبات التقنية والبدنية.
رمز للمرأة المصرية
وإذا نظرنا إلى التحديات الثقافية فنجد لطفية كانت تواجه تحديًا كبيرًا في تغيير النظرة النمطية لدور المرأة في المجتمع المصري، حيث كانت تعتبر الطيران مهنة غير مناسبة للنساء.. رغم هذه الصعوبات، نجحت لطفية النادي في الحصول على رخصة الطيران وأصبحت رمزًا للمرأة المصرية والعربية في مجال الطيران.
سجلت لطفية النادي اسمها بحروف من ذهب في تاريخ مصر والعالم العربي، وأصبحت مصدر إلهام للعديد من النساء.. وقد واصلت الكفاح من أجل حقوق المرأة ومساواتها في المجتمع، معتبرةً أن إنجازها في الطيران كان مجرد خطوة في طريق طويل لتحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين.
إن قصة لطفية النادي ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي قصة كفاح وإرادة قوية ضد التحديات والصعوبات، وهي تظل مثالًا حيًّا على قدرة المرأة المصرية على تحقيق المستحيل.