رئيس التحرير
عصام كامل

محفوظ عبدالرحمن.. برع في تقديم المسلسلات التاريخية والاجتماعية.. أبرز أعماله "سليمان الحلبي" و"بوابة الحلواني".. ووصف المسرح بـ"المجال الطارد" لهذا السبب

الكاتب الدرامى محفوظ
الكاتب الدرامى محفوظ عبد الرحمن, فيتو

محفوظ عبد الرحمن، كاتب ومؤلف من أهم مؤلفي الدراما الذي حظيت أعماله بجماهيرية واسعة، له تاريخ حافل من الدراما، برع في تقديم مسلسلات السيرة الذاتية إلى جانب مسلسلاته الاجتماعية والتاريخية والدينية، هو أحد علامات شهر رمضان، رحل في مثل هذا اليوم.

ولد الكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن عام  1941، درس وتخرج في كلية الآداب قسم التاريخ جامعة القاهرة عام 1960، تقلد وظائف عديدة لكن تغلبت عليه الكتابة وعشق الصحافة، فتنقل بين الكثير من الصحف والمجلات ثم ترك الصحافة ليعمل في وزارة الثقافة بدار الوثائق التاريخية كسكرتير تحرير لثلاث مطبوعات هي مجلة السينما، مجلة المسرح والسينما، مجلة الفنون واستمر في العمل بوزارة الثقافة حتى عام 1982 حيث استقال منها ليتفرغ للكتابة.

ترك الصحافة بسبب نقابة الصحفيين 

وعن تحوله إلى الكتابة يقول محفوظ عبد الرحمن: تعذر انضمامي الى نقابة الصحفيين وانا أعمل صحفيا بدار الهلال، فتركتها لأعمل في دار الكتب والوثائق القومية عام 1963 حيث كانت فرصتي للتفرغ لقراءة الآداب القديمة والتراث، فالقراءة بالنسبة لي تعني الحياة فهي ضرورة حتى نعيش، أحب التاريخ جدا وهذا ما دفعني إلى كتابة الأعمال التاريخية، لكن لم أتخيل يوما أني سأصبح كاتب سيناريو، فقد كنت مهموما بكتابة القصة فقط وكنت أظن أن الكتاب في برج عاجي من الصعب الوصول إلى مكانتهم أو أكون واحد منهم، ورغم ذلك بدأت الكتابة وأنا في المرحلة الثانوية وكنت أراسل مجموعة من المجلات وأنا مازلت طالبا.

الكاتب محفوظ عبد الرحمن 

كتب محفوظ عبد الرحمن القصة القصيرة والنقد الأدبي والمقالة في مجلات: الهلال، الآداب،  الهدف، المساء، الكاتب، الرسالة الجديدة، الجمهورية، الأهالي الأهرام وصدرت مجموعته القصصية الأولى "البحث عن المجهول" عام 1967، والثانية "أربعة فصول شتاء" 1984، وروايته الأولى "اليوم الثامن" نشرت 1972 بمجلة الإذاعة والتليفزيون و"نداء المعصومة" نشرت عام 2000 بجريدة الجمهورية، وكتب سهرة للتليفزيون "ليس غدا" عام 1966.

أحمد زكى فى فيلم ناصر 56 

قدم محفوظ عبد الرحمن أول مسلسل تليفزيوني "العودة إلى المنفى" عن قصة أبو المعاطي أبو النجا عام 1971، ليعمل من 1974 حتى 1978 في تليفزيون الكويت قدم خلاله العديد من الأعمال الدرامية الناجحة ومن أشهر المسلسلات التى قام بكتابتها: مسلسل "الزير سالم" إخراج أحمد عبد الحليم، "سليمان الحلبي" بطولة أحمد مرعى وعبدالله غيث، وفى عام 1977 قدم مسلسل "عنترة بن شداد" لأحمد مرعي وعبدالله غيث، وفي عام 1979 قدم مسلسل "ليلة سقوط غرناطة" بطولة أحمد مرعي، وفي عام 1987 قدم عبد الرحمن رائعته "الكتابة على لحم يحترق" لعبد الله غيث وسميحة أيوب وإخراج عباس أرناؤوط.

أيضا اتجه محفوظ عبد الرحمن الى كتابة المسلسلات الاجتماعية فقدم اول مسلسلاته منها بعنوان "قابيل وقابيل" عام 1991 بطولة فاروق الفيشاوى وإخراج إبراهيم الصحن.

بوابة الحلواني لمحفوظ عبد الرحمن الأكثر انتشارا 

أما المحطة الهامة في حياته فهي تقديم محفوظ عبد الرحمن لأشهر المسلسلات التاريخية وأنجحها "بوابة الحلواني" الذي ذاع انتشاره فى مصر والبلاد العربية وصاحبه كبير الأثر على الجمهور من خلال مسار أسرة الحلواني بقرية الفرما التي صارت مدينة بورسعيد بعد حفر قناة السويس، محاولا تسليط الضوء على نواحٍ من الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، تبعه أشهر مسلسلات السيرة الذاتية "كوكب الشرق أم كلثوم" التي زادت من شهرته عند الجمهور.

شيرين وجدى وعلى الحجار فى بوابة الحلوانى 

حول اتجهه للكتابة للتليفزيون قال محفوظ عبد الرحمن: دخلت التليفزيون بعد إلحاح من صديقي المخرج إبراهيم الصحن الذي طلب منى كتابة سهرة للتليفزيون وكتبت سهرة بعنوان (ليس غدا) وتحمس لإخراجها وتقاضيت عنها أعلى أجر ككاتب تليفزيوني، وقيل لي وقتها إني دخلت التليفزيون من باب السهرات.

وعن تقديم الأعمال التاريخية بقول: المتلقي يريد أن يتعرف على الشخصية بتفاصيلها وبمنتهى الأمانة، وإذا اعتبرنا ما نكتبه عن الشخصيات التاريخية توثيقا لأجيال متعاقبة فلابد أن نضع الشخصية في إطارها الصحيح، وهذا يحتاج من الكاتب لجهد خارق من بحث ودراسة كبيرة وعميقة عن كل ظروف الشخصية، وفي كثير من الأحيان يمكن أن نجد شخصية منهم كانت مظلومة لأن البعض وضعها في إطار مختلف انطلاقا من نزعات شخصية أو اختلاف في التوجهات، والعكس صحيح يمكن وضعها في إطار سلبي، وهي لها جوانب إيجابية، وهذا ما يجعلني أحرص على التجرد والأمانة في تناولي لها، لأن هذا النوع من الدراما يتطلب من الكاتب أن يتجرد عند كتابة تاريخ الشخصية.

صابرين وسميرة عبد العزيز فى مسلسل كوكب الشرق 

وفى السينما قدم محفوظ عبدالرحمن فيلم " حليم " عن السيرة الذاتية للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ عام 2005 من إخراج شريف عرفة،ثم قدم فيلم "ناصر 56" عام 1996 من إخراج محمد فاضل، وأخيرا فيلم "السادات"، كما قدم عددا قليلا من المسرحيات منها: الحامي والحرامي، محاكمة السيدة مريم، بلقيس، وعندما كتب مسرحيته "اللبلاب"، ليقدمها على خشبة المسرح القومي، إلا أن الرقابة وقفت تترصده ومنعت المسرحية قبل الافتتاح بيومين فتوقف عن الكتابة المسرحية.

محفوظ عبد الرحمن: المسرح مجال طارد 

فى تعليق للكاتب محفوظ عبد الرحمن على تخليه عن الكتابة المسرحية قال: أحب المسرح وأعشقه مثل كل الناس، ولكن المسرح مجال طارد، وما قدمته لا يزيد على 12 عملًا، فأنا بطبعي لا أميل للصراعات ليس لأنني أخشاها ولكن لأنها تأخذ منك أهم شيئين هما الوقت والتفكير، فأنا أفضل أن أجد الوقت لأكسب وأقرأ وأمارس حياتي العامة والخاصة بهدوء وأفكر فيما ينفعني وينفع الناس.

سافر محفوظ عبد الرحمن إلى الكويت وعمل في الفترة من 1974-1978 في تليفزيون الكويت وخلال هذه الفترة تمكن من تقديم  العديد من الأعمال القيمة مع المخرج الكويتي صفر الرشود، فقدم للمسرح أعمالًا عن أحداث وأساطير تاريخية كمسرحيتي "عريس لبنت سلطان" عام 1978 و"حفلة على الخازوق" عام 1975، إضافة إلى روايات مأخوذة عن حكايات ألف ليلة وليلة.

رحل السيناريست محفوظ عبدالرحمن في مثل هذا اليوم 19 أغسطس 2017 بعد صراع مع المرض، عن عمر 76 عاما، داخل العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة في مصر وترك خلفه إرثا دراميا وسينمائيا ومسرحيا كبيرا.

الجريدة الرسمية