هل تنقذ مفاوضات سويسرا ضحايا الصراع فى السودان؟ دعوة أمريكية لوقف القتال، ومصر تشارك فى إنهاء الأزمة
صراع آخر لا يقل شراسة، وضحايا أبرياء فى كل مكان، هكذا بات السودان منذ أبريل 2023، ومؤخرًا، ومع صعوبة اختراق الصراع، دعا وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الجيش السودانى وقوات الدعم السريع للمشاركة فى محادثات لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية تبدأ فى 14 أغسطس فى سويسرا، لافتا إلى أن الاتحاد الأفريقى ومصر والإمارات والأمم المتحدة سيشاركون فى المحادثات بصفة مراقب، وأن السعودية ستشارك أيضًا فى استضافة المناقشات.
فى هذا السياق، يرى الدكتور كرم سعيد الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن محادثات وقف إطلاق النار بين أطراف الصراع بالسودان فى سويسرا بوساطة أمريكية ربما تمثل أهمية، نظرا إلى أنها تأتى فى سياق دعوة من الولايات المتحدة التى تملك أوراقا نافذة على طرفى الصراع داخل البلد الأفريقى.
وأضاف الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: “دعوة طرفى الصراع بالسودان للتفاوض بسويسرا فى هذا التوقيت، يأتى فى إطار محاولة لإيجاد حل للأزمة السودانية أو على الأقل الاتفاق على هدنة خاصة فى ظل ارتفاع حجم الخسائر البشرية والخسائر فى البنية التحتية وغيرها من الكوارث والأزمات الناجمة عن الحرب”.
وأعرب سعيد عن اعتقاده بأن هذه الجولة من المحادثات المقرر إجراؤها فى سويسرا قد لا تسفر عن تحقيق اختراق ملموس فى الصراع داخل السودان، لأن كل طرف يتمسك بمطالبه وكل طرف يشكك فى شرعية الآخر، وبالتالى فالوصول إلى حل قادر على إيجاد تسوية حقيقية للأزمة غير وارد حتى الآن، ولكن يمكن أن تكون تلك بداية لجولة وترتيبات أخرى”.
وأشار الخبير فى مركز الأهرام إلى أن ضغوط الولايات المتحدة وبعض الأطراف الإقليمية ليست بالصورة المطلوبة لوقف الصراع، خاصة بسبب انشغال واشنطن بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأهم هو الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر المقبل، وبالتالى فإن هذه المفاوضات لن تكون قادرة على تحقيق اختراق ملموس أو جذرى لحل الأزمة السودانية فى هذا التوقيت، ولكنها قد تسهم فى إيجاد أرضية يمكن البناء عليها فى مرحلة لاحقة.
حل الأزمة السودانية
من ناحيته، قال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن حل الأزمة السودانية يتوقف على ناحيتين، أولهما: رغبة السودانيين فى الحفاظ على دولتهم موحدة وتحت راية واحدة دون انقسام أو انفصال، وثانيًا: قابلية الأحزاب والقبائل والجماعات السودانية لإعلاء شأن الوطن فوق المصالح الشخصية، لافتا إلى أن هناك انشقاقات كبيرة داخل الصف السودانى وهى مبنيه على مسائل قبلية للغاية فكل قبيلة تبحث عن السيادة والنفوذ.
وأشار بيومى إلى أن وساطة الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية مثل السعودية أو الإمارات قد تلعب دورا من خلال تقديم أوراق إغراء مثل المساعدات أو التمويلات أو الدعم، لإقناع الأطراف بإنهاء الصراع.
وكشف “بيومي” أن مصر تعد من أكثر الدول التى لديها تأثير على السودان وأكثر من يهتم ويتمنى حل الأزمة السودانية وأن السودانيين ينظرون إلى القاهرة على أنها الدولة الأم، وأقرب دليل على هذا هو حجم اللاجئين الذين اتجهوا إليها واستقبلتهم بعد اندلاع الحرب.
واستطرد: “لقد ذهبت إلى السودان عدة مرات ولاحظت أن السودانيين ينظرون إلى مصر نظرة خاصة للغاية”، لافتا إلى أن القاهرة قد يكون لها تأثير ومساهمة كبيرة فى إنهاء الأزمة.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه فى العادة يتسم بالتفاؤل ولكن بشأن ملف الأزمة السودان فتفاؤله حذر للغاية، نظرا إلى الحالة المعقدة التى يشهدها البلد الأفريقى فى الوقت الحالى، مضيفا: “ستحاول الأطراف المهتمة بإنهاء الصراع فى السودان إقناع الأطراف السودانية بأن من مصلحة الجميع تقاسم السلطة، بالإضافة إلى إغرائهم بتقديم الدعم والمساندة لهم فى إطار السعى لحل الأزمة على المدى القريب”.
واختتم بيومى حديثه: “الكوارث والأخطار الجسيمة توحد الأمم، والأوضاع فى السودان أصبحت كارثية ومتدهورة للغاية على كافة المستويات، وهذه الأوضاع من شأنها أن تضغط على الأطراف السودانية المختلفة من أجل عدم المبالغة فى الصراع.. ولكن للأسف حتى الآن لم يحدث هذا، بسبب سيطرة العناد على كافة الأطراف المتصارعة”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.