تطوير أم تدمير؟.. نظام الثانوية العامة الجديد يثير الجدل.. خبراء: يحتاج إلى حوار مجتمعي.. ويجب عرضه على البرلمان قبل التطبيق
أثار نظام الثانوية العامة الجديد جدلًا واسعًا بين الأوساط العلمية في مصر، وبين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والمتخصصين، وخاصة أن النظام الجديد جاء فجأة، وتم إعلانه بدون مقدمات، أمس الأربعاء، من قبل وزارة التربية والتعليم.
نظام الثانوية العامة الجديد يثير الجدل
وتصدر نظام الثانوية العامة الجديد مؤشر البحث الأكثر شهرة "جوجل" وأثار ارتباكًا بين النشطاء والمفكرين عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض يؤكد أن النظام جيد ولا غبار عليه، فيما أكد آخرون أن هناك تحديات تواجه النظام الجديد للثانوية العامة، كان يجب الانتباه لها قبل اتخاذ قرار بتنفيذ النظام، وطالب آخرون بعمل مناقشة مجتمعية وعرض النظام على مجلس الشعب قبل إقراره.
قال الدكتور وائل أحمد راضي، أستاذ مناهج وطرق تدريس التعليم الفني الصناعي بكلية التربية جامعة حلوان: "من أول اليوم بحاول استوعب فكرة دمج الفيزياء مع الكمياء مش عارف! وكيف يتم إلغاء الجيولوجيا والفلسفة وعلم النفس، هل هذا تطوير أم تدمير وطمث للعقول والهوية والتاريخ والجغرافيا و…".
النظام الجديد يخفف شبح الثانوية العامة
أما الدكتور أحمد محمد سالم، أستاذ الفلسفة الإسلامية والفكر العربي الحديث بكلية الآداب جامعة طنطا، فقال: "هوامش حول مشروع مقترح الثانوية... أسوأ ما في مصر الانفراد بالقرار... دون العناية بأهمية نقاش المجتمع حول ما تريد أن تتخذه من تغيير لهذا المجتمع.. وفي موضوع الثانوية العامة ألاحظ ما يلى: أن الثانوية لن تكون عامًا واحدًا نصرخ بعدها ونولول.. بل ثلاثة أعوام ستكون فيه الأسرة المصرية في عبأ منذ الفرقة الأولى.. لأن الثانوية ستكون بمجموع الثلاث سنوات وليس سنة واحدة.. ولكن بالعمق هذا عدل لأن الطالب، لن يعلق جهده على عام واحد.. بل مجموع ثلاثة اعوام."
وتابع الدكتور أحمد سالم "الثانوية العامة لابد أن تكون مرحلة منجزة كشهادة يمكن أن يتوقف صاحبها عندها ويتجه لسوق العمل، وتعتبر مؤهل متوسط يعامل صاحبها بها... التأمل فيما قدم في مشروع الثانوية العامة ليس سيئ من وجهة نظرى.. ويحمل رؤية، ولكن الخلاف حول طبيعة المواد ووضعها فى السنوات الدراسية هو المشكلة.. فوضع الجغرافيا فى الفرقة الأولى يتناسب مع الطبيعة العمرية لعقل الطالب.. ورفع الفلسفة للفرقة الثالثة أفضل لها وللطالب لأن الفلسفة أصعب."
وأضاف أحمد سالم "ووضعت الإحصاء فى الفرقة الثالثة أدبي.. وينبغى أن يكون هذا المقرر اسمه رياضيات واحصاء وتصبح مادة علمية فى الأدبي.. وينبغي أن يقابل ذلك بوضع مادة في علمي العلوم والرياضة تسمى الإنسانيات.. تعمق في ذهن الطالب الاحتمال، بدلًا من اليقين المطلق.. وتنمي وعيه وتعمق فيه قيم التسامح والتعايش."
النظام الجديد يستحق النقاش والمشكلة في القرار الفوقي
وقال الدكتور سالم "ماطرح من تغيير فى الثانوية فيه ما يستحق النقاش حوله والبناء عليه وهو فى صالح المجتمع.. وسوف يخلصنا من بعبع الثانوية. والتوجه نحو الجامعة لابد أن يسبقه سنة تمهيدية تدرس بالجامعات حسب طبيعة الدراسة الجامعية، التى يرغب فيها الطالب.. فالذي يرغب فى الطب يتجه للدراسة فى كلية العلوم.. ثم يتجه لدراسة الطب.. وهكذا..علينا أن نهدأ لأن بعبع الثانوية واللطم لابد أن ينتهي من سنة دراسية تمثل بعبع للمجتمع"
وأشار الدكتور أحمد سالم إلى أن "العلم تراكم فى التحصيل..والمثابرة عليه بصورة دائمة ضرورة فى تكوين الإنسان والشخصية..واسوء مافي الأمر طرح القرارات الفوقية، أنها لاتشرح ماتريد أن تفعله للمجتمع، وما الفلسفة من قراراتها وتذهب لتعطي مذيع اسكربت يشوه ما تريد أن تقدمه للمجتمع، ولا تدفع بخبير هو موجود وفعل ذلك بوعي، ووراء ما يتم فى هذا التغيير... يبقي أن اكتمال تلك الرؤية لابد أن يتبعها تطوير شامل في أنظمة التعليم الجامعي أيضا يخدم استمرار النظرة إلي التعليم على انه عملية مستمرة وتراكم لاينتهي فى أفق مفتوح."
لماذا أقيل طارق شوقي؟
وقال أحمد إبراهيم الباز، الباحث في إدارة الأزمات واستشراف المستقبل وعضو مجلس الباحثين العرب: "بعد هذه القرارات الكبيرة في الثانوية العامة هل فيه إجابة على سؤال لماذا أقالوا الوزير طارق شوقي؟ طالما فيه قدرة وجرأة على اتخاذ قرارات تقلب الدنيا ١٨٠ درجة بهذا الشكل، بل هتقفل كليات وأقسام ومراكز دروس خصوصية، وهتقعد آلاف المدرسين في البيت...، فليه تمت إقالة طارق شوقي.. أرجو الإجابة"
وعلق الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، قائلًا: "تقليل عدد مواد الثانوية العامة من حيث المبدأ أمر مقبول جدا، ولكن ماذا نقلل، وكيف نقلل، ولماذا؟ هذا هو الأهم.. النظام الجديد للمرحلة الثانوية المزايا والتحديات، يتسق مع نظم التعليم العالمية التى تركز على الكيف وليس الكم في عمليات التعلم، لم يتم استبعاد أو حذف أى مادة دراسية، بل تم تغيير مواضعها ما بين مواد داخل المجموع ومواد خارج المجموع، أو دمج بعضها، خفض الضغوط على الأسرة المصرية وتقليل من شبح الثانوية العامة، وتخفيف العبء المعرفي الواقع على أذهان الطلاب في ضوء دراستهم لعدد من المواد يتناسب مع قدراتهم العقلية"
تحديات أمام نظام الثانوية العامة الجديد
وأضاف تامر شوقي أن "نظام الثانوية العامة الجديد "يتيح الفرصة للطلاب لفهم واستيعاب المقررات الدراسية المختلفة، بدلًا من حفظها بشكل صم مما ييسر تحقيق نواتج التعلم المستهدفة، وإتاحة الفرصة للطالب لممارسة الأنشطة المختلفة البعيدة عن الدراسة، وتخفيف أعباء الدروس الخصوصية، وجعل التعلم له معنى وهدف لدى الطالب"
وأوضح تامر شوقي أن النظام الجديد "يتيح الفرصة للطالب للتمكن من المقررات الدراسية المختلفة، معالجة بشكل غير مباشر مشكلات العجز في المعلمين من خلال دمج مواد مختلفة، وتقليل عدد أيام الامتحانات والمواد التى يتم تصحيحها، مما يقلل من الأعباء الملقاة على المعلمين في عمليات المراقبة والتصحيح، واستعادة الوضع الطبيعي للعملية التعليمية من خلال إعطاء الوزن الأكبر لعمليات التعليم والتعلم وليس الامتحانات"
وكشف تامر شوقي عن تحديات التطبيق للنظام الجديد فقال: "فجائية التطبيق وتغيير خطط الدراسة، على أى أساس تم الحكم على مواد معينة بأنها خارج المجموع ومواد أخرى داخل المجموع، لماذا لم يتم الانتظار حتى يتم تطوير المناهج الثانوية، بعد ثلاث سنوات خاصة، وأنه لا بد من تطوير المناهج الحالية لتتسق مع منظومة المناهج الجديدة"
وتابع الدكتور تامر شوقي فقال: "من أهداف هذا النظام محاربة الدروس الخصوصية، وعلى الرغم من ذلك فإن المقررات الأساسية التى أقرها هى التى بها دروس خصوصية، ما مدى توافق ما تم استبعاده من مواد خارج المجموع مع متطلبات الدراسة الجامعية"، متسائلًا "كيف لمعلم متخصص في مادة معينة مثل الكيمياء تدريس مواد أخرى غير متخصص فيها"
تغير نظام الثانوية يتطلب مناقشة وعرض على البرلمان
أما الباحث والمحلل الاقتصادي الدكتور أحمد حنفي فقال عن نظام الثانوية العامة الجديد: "اتصدمت لما عرفت أنهم ألغوا، مادة الاقتصاد، أهم مادة هيعيش عليها الكوكب إلى مدى الحياة، ورسالة لوزير التربية والتعليم انا لم اضطلع على رؤيتكم فى تجربتكم الجديدة، لكن من أكبر الكوارث ان الكوكب عايش على ظروف اقتصادية وعلم دراسة الموارد وكيفية استغلالها، منزوع من التعليم اعتقد دى كارثة"
في طالب البلوجر سامح شومان بمناقشة نظام الثانوية الجديد مجتمعيًا وعرضه على البرلمان قبل إقراره، فقال: "فى أوروبا وأمريكا وكل الدول المتحضرة المتقدمة، ليس مفيش حاجة اسمها واحد يصحى الصبح يقولهم (اريد تغير نظام التعليم فى البلد)، هناك عندما يقرر شخص هذا الأمر، وحتى إذا كان أعلى مسئول في البلد يتم تشكيل لجنة من مستشارين وأساتذة وخبراء، يفكرون ويخططون وبعد ذلك يتم عرض المشروع على البرلمان، والبرلمان يناقش وجلسات استماع ومناقشة مع جميع الأطراف، ولو وافق على المشروع بيقدمه للجهات القضائية، لتفصل فى شرعيته وقانونيته وعدم مخالفتها الدستورية، وبعد ذلك يتم اتخاذ قرار بالتنفيذ بس بعد مدة لا تقل عن 3 سنين لتوفيق الأوضاع والاستعداد."
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.