ذكريات مشاهير الفن والأدب في الصيف.. عبد الوهاب إلى باريس بتدابير خاصة.. أم كلثوم تستجم في رأس البر.. نجيب محفوظ يتردد على الإسكندرية.. وصور خاصة لصلاح جاهين في المصيف
اعتاد الكثيرون على الذهاب إلى المصايف للاستمتاع بالشواطئ والتخفيف من حرارة الصيف، وقد يعتاد الناس على شواطئ وأماكن معينة تحقق لهم هذا الغرض وتكون لهم ذكريات جميلة فيها، وهكذا يفعل نجوم الفن والأدب الذين يحاولون اقتناص الفرص للاستمتاع بالشواطئ وقضاء الإجازات في المصايف.
فمثلا اعتاد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب منذ شبابه على قضاء بعض أيام الصيف فى المصايف خاصة في باريس حيث يقضي أيام راحة يعود بعدها لاستئناف نشاطه وعمله بالقاهرة، ولأنه كان يخاف من البرد ويعاني من الوسوسة كان يصطحب معه حقيبة ملابس شتوية تحسبًا من أن تنخفض درجات الحرارة بشكل يستلزم أن يرتدي ملابس ثقيلة، وحول هذا يقول موسيقار الأجيال: لست أشك في أن فصول السنة المختلفة لها تأثير شديدا على أفكاري وإبداعي كموسيقى ولعل الناس تعجب كثيرا إذا علموا اني أنشط في فصل الصيف حيث الانطلاق والتحرر والإنتاج والسفر وراء الرزق والجمال والطبيعة بينما اشعر بالكسل وترك الأمور للمقادير في فصل الشتاء.
أما السيدة أم كلثوم فهي من نجمات الزمن الجميل التي كانت تحرص على السفر لرأس البر لقضاء الصيف هناك، وكان لها عشة تقضي فيها الصيف في هذه المنطقة التي عرفت قديمًا بأنها مصيف المشاهير حيث كان يذهب إليها الفنان سليمان نجيب والكاتب الصحفي محمد التابعي ومصطفى أمين.
رحلة ام كلثوم إلى رأس البر
وكانت كوكب الشرق ترفض ارتداء ملابس البحر أثناء رحلتها الصيفية لتمسكها بعاداتها وتقاليدها الريفية وتظهر في الصورة وهي جالسة أمام أحد بأكمام طويلة ونظارتها الشمسية السوداء التي اشتهرت بها وتستمتع بهواء البحر.
ذكريات نجيب محفوظ مع الاسكندرية
الأديب نجيب محفوظ له تاريخ طويل مع مدينة الاسكندرية فيقول: علاقتي بالصيف تعود إلى عام 1920، حين اصطحبني والدي إلى الإسكندرية لقضاء إجازة الصيف في ضيافة صديق حميم اسمه محمد بك عمرو، وهو من الأعيان ولديه سرايا كبيرة في سان ستيفانو، وفى حديقة السرايا كان يوجد بيت صغير أقمنا فيه طوال فترة الإجازة، حيث كان محمد بك عمرو مسافرا إلى أوروبا لقضاء الصيف وكانت هذه أول مرة أشاهد فيها الإسكندرية، وكانت سيدات الطبقة الراقية يرتدين المايوه ويضعن قبعات على رءوسهن، وذلك قبل إنشاء الكورنيش الذي أنشئ عام 1930.
ويضيف محفوظ: ثم ذهبت إليها في المرة الثانية بعد حصولي على شهادة البكالوريا، وكنت في ضيافة صديق لى وقضينا هناك شهرا في الأكل والشرب والسهر وارتياد الكباريهات، وعندما تخرجت وعملت فى وزارة الأوقاف كنت أحرص على ادخار جنيه واحد كل شهر الى ان يأتى الصيف لأسافر الى الاسكندرية، لكن مع الكبر والكتابة أصيبت بحساسية فى العين وتتورم عيناى من الرطوبة فأصبحت لا أحتمل القيام بالاسكندرية فى الصيف الا فى شهر سبتمبر، ورغم حبى للإسكندرية لم يظهر تأثيرها في رواياتى الأولى سوى في السمان والخريف وميرامار.
ركن الحكيم في سينما بترو
وأضاف نجيب محفوظ: وفى عام 1947 عندما صدرت روايتي "زقاق المدق" قرأها توفيق الحكيم وطلب مقابلتى، وذهبت إليه فى مقهى "اللواء فى نهاية اللقاء سألنى الحكيم عما إذا كنت أسافر إلى الإسكندرية لقضاء الصيف ومتى فأبلغته بأننى أسافر فى شهر سبتمبر بانتظام. فطلب منى مقابلته فى مقهى بسيدى بشر، كان توفيق الحكيم يتردد على الإسكندرية في شهور الصيف بانتظام، وبعد مرور عام وفي سبتمبر 1948. وفى الطريق إلى المقهى الذي يجلس فيه الحكيم فى سيدى بشر اكتشفت مقهى آخر أجمل اسمه "بترو"، أقرب إلى البيت الذى سكن فيه الحكيم، وعرضت عليه أن ننتقل إلى هذا المقهى وننشئ ركنا نسميه "ركن الحكيم" ووافق، واصبحت بترو ملتقانا كل صيف.
تجمع الأدباء بمقهى سان ستيفانو
بعيد رحيل توفيق الحكيم انتقل تجمع الأدباء ونجيب محفوظ الى مقهى سان استيفانو التى سميت بمقهى محفوظ وكان يحضر لقاءاتها ثروت اباظة وعبد الرحمن الشرقاوي.
عشق السيناريست السكندرى أسامة أنور عكاشة الإسكندرية فكان شبه مقيم بها، حيث يراها فى الشتاء أجمل وأروع، وخصص لنفسه صومعة للكتابة فى سيدى بشر، ومن هذه الصومعة خرجت روائعه الدرامية: الراية البيضا، زيزينيا، عفاريت السيالة ومعظم الأعمال التي أنتجها عكاشة في سنواته العشرة الأخيرة صدرت من أمام بحر سيدي بشر.
أما الفنان عبد الحليم حافظ فهو يحرص كل صيف على السفر إلى شاطىء العجمى بالاسكندرية حيث كان يمتلك فيلا هناك وكان حسب بعض الأقاويل يستقبل أصدقائه مثل احمد رمزى وكان يصطحب اسرته ايضا هناك هناك ليجلسون معًا ويغنى لهم وانتشرت صورة للفنان الراحل عبد الحليم حافظ وهو جالس على أحد الشواطئ ويرتدى قميص نصف أكمام وبنطلون ونظارة شمسية ويتناول بعض الفواكه وهو يستمتع بالهواء أمام الشاطئ.
دقوا الشماسى أشهر أغانى عبد الحليم للصيف
ومن أشهر أغاني الصيف للعندليب الأسمر "دقوا الشماسي"، فكان عندما يذهب فى الصيف إلى شواطئ الإسكندرية كان يتلقى العديد من الرسائل التي تطالبه بتقديم أغنية للمصيف، وأنها ستكون أغنية لكل المصيفين عبر كل العصور، فتأنى في الاختيار حتى عرض عليه إحسان عبدالقدوس فيلم "أبى فوق الشجرة" من بطولته، واختار أغنية "دقوا الشماسى" لتصبح أغنية كل صيف إلى الآن.
أما وحش الشاشة الفنان فريد شوقي فكان يحرص على السفر مع عائلته إلى استراحته الخاصة بمنطقة المعمورة ليقضى الصيف فى كابينته مع زوجته وبناته، وكان أصدقائه من الفنانين يحرصون على زيارتهم مثل نادية لطفي ورشدي إباظة ومريم فخر الدين، وكان يسبح مع بناته ويلعب معهن الرياضة ويتناول معهن الفطير فى المساء وانتشرت صورة له وهو يرتدى بدلة صيفية مكونة من قميص بنصف أكمام وشورت وقبعة، ويجلس على الرمل مع إحدى بناته والتي كانت ترتدي ملابس البحر.
الفنانة مريم فخر الدين كانت من عشاق الإسكندرية وخلال فترة زواجها من المنتج محمود ذو الفقار كانت تذهب هى واسرتها لسيدى بشر لتقضي الصيف هناك وانتشرت لها صورة وهى جالسة على رمل أحد الشواطئ وهي تستمتع بالهواء والبحر وكانت ترتدي بنطلون وقميص بنصف أكمام.
عشق الشاعر الفنان صلاح جاهين الاسكندرية فهو من قال عنها:اسكندرية أحسن ناس.. عالبحر ماشية تتمختر.. من سيدى بشر لأبو العباس.. أيوه ياعالم على المنظر.. أيوه يا عالم ع المينا.. والشوق بيتمرجح بينا.. و300 ألف سفينة عالبحر ماشية بتزمر.. ياما أعظم حيى الجدعان.. حيى العرايس والعرسان.. محروسة م الإنس وم الجان يا حلوة يا ام الطوب الأخضر.
نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.