رئيس التحرير
عصام كامل

ما بعد حرب غزة.. مخطط إسرائيلي لإنهاء مستقبل القطاع بالكوارث البيئية.. أطنان من المخلفات الكيميائية تهدد المياه الجوفية والزراعة.. والأمراض الخطيرة تدفع الفلسطينيين للهجرة

دفن الجثث في شوارع
دفن الجثث في شوارع غزة، فيتو

تهدد حرب غزة بجانب سفك الدماء والكشف عن وجه نازي للكيان الصهيوني بكارثة بيئية مدمرة، قد تجعل مستقبل الحياة في القطاع مرة أخرى شبه مستحيلة، وهي أحد أهداف الاحتلال من الحرب الدائرة حاليا، والذي يرفض كل دعوات إيقافها قبل إعادة غزة إلى القرون الوسطى، ونزع أي ملامح إنسانية منها بما يجبر الفلسطينيين على النزوح أو الهجرة للخارج. 

 

ثمن الحرب الكارثية على غزة 

 

خلقت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة كارثة بيئية تهدد صحة الفلسطينيين على المدى القريب والبعيد، بحسب الخبراء والتقارير الأخيرة، حيث أجبر الصراع الحالي، الذي بدأ في السابع من أكتوبر من العام الماضي، أكثر من 85% من سكان غزة على النزوح عن منازلهم، وترك العديد منهم في ملاجئ مؤقتة وسط أكوام متصاعدة من القمامة والحطام، وتكافح سلطات القطاع للسيطرة على النفايات بسبب نقص الوقود والبنية التحتية المتضررة.

 

وحسب تقرير صادر عن منظمة باكس من أجل السلام ومقرها هولندا بعنوان "الحرب والقمامة في غزة" فهناك صورة قاتمة لأزمة إدارة النفايات في القطاع، وما لا يقل عن 225 موقعًا لجمع النفايات بأحجام مختلفة تنتشر في قطاع غزة، والعمليات العسكرية الإسرائيلية ألحقت الضرر بمركبات جمع النفايات ومنعت الوصول إلى مناطق التخلص منها.

 نتيجة ما سبق هي تراكم مئات الآلاف من الأطنان من النفايات الصلبة في الشوارع والحقول في مختلف أنحاء غزة بما يقدر بنحو  نحو 330 ألف طن من النفايات الصلبة  ، وهو ما يكفي لملء أكثر من 150 ملعبًا لكرة القدم، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

 

المشكلات البيئية، العدو الصامت للفلسطينيين 

 

ويحذر التقرير من أن هذا يشكل "تهديدا صامتا" للفلسطينيين النازحين، مشيرا إلى ارتفاع درجات الحرارة وانهيار البنية التحتية الصحية وانعدام الأمن الغذائي ونقص الرعاية الطبية كعوامل مركبة. كما أن المخاطر الصحية شديدة.

 

ورغم إذاعة تأثيرات الحرب على البنية التحتية الصحية في غزة على الهواء مباشرة، لكن فشلت العدسات في التقاط الوضع المتدهور خارج المستشفيات المتبقية في المنطقة، حيث يتم التخلص من المنتجات الطبية في الحزام الصحراوي أو الأراضي الفارغة من البناء والسكان، وتتم معالجتها بشكل غير صحيح.

 

والكارثة أن هذه النفايات هي مواد كيميائية مشعة في الأرض وستتسرب حتما إلى المياه الجوفية، مما يؤدي إلى انتشار أمراض مثل التهاب الكبد B و C،" كما جاء في تقرير منظمة باكس من أجل السلام الصادر في يوليو الماضي، والذي أكد أن المياه الملوثة تهدد بالتسرب إلى سلسلة الغذاء من خلال الأنشطة الزراعية، مما قد يؤثر على النظم البيئية والسكان بعيدًا عن حدود غزة.

 

حجم النفايات اليومية في غزة 

 

وتنتج غزة حاليا نحو 2000 طن من النفايات يوميًا، تديرها 500 عربة تجرها الحمير و76 مركبة لجمع النفايات، وتخدم مركبة واحدة نحو 21 ألف شخص هناك، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ونظرًا لكمية النفايات التي تنتجها غزة، فإن حماية سكان غزة من الأوبئة واستعادة البيئة المتدهورة يشكلان تحديًا طويلًا وصعبًا.

 

وتمتد الأزمة إلى ما هو أبعد من النفايات الصلبة، حيث تسببت تصرفات إسرائيل في تفاقم المشاكل البيئية في غزة، بما في ذلك التخلص من النفايات التي أصبحت أزمة لا يمكن حلها، ويعد ذلك جزءًا من سياسة إسرائيلية راسخة تهدف إلى جعل الأراضي الفلسطينية غير صالحة للسكن ويكشف عن ذلك الاستخدام المكثف للأسلحة التقليدية من جانب إسرائيل للإيقاع بأكبر قدر ممكن من البنية التحتية وهدمها تماما. 

 

وتاريخيا واجهت غزة على الدوام مشاكل كبيرة في مجال إمدادات المياه والتخلص من النفايات الصلبة والسائلة بسبب الحصار الإسرائيلي وأسباب أخرى، وضاعف من المشكلة الأزمة الحالية التي أسفرت عن أضرار بيئية كارثية، بسبب النفايات غير المعالجة وحطام البناء، وقد يؤديان إلى تفشي الملاريا والكوليرا والتيفوئيد والتيفوس. 

 

وكانت هناك جهود لمعالجة مشكلة إدارة النفايات في غزة قبل الصراع الحالي، ولكن القيود الإسرائيلية كانت تعني أن معظم مياه الصرف الصحي تُطلَق دون معالجة في البحر أو التربة، والآن مع نزوح الملايين من الناس باستمرار، وعيشهم في الخيام، يعتقد أن تنظيم أي إدارة للنفايات يكاد يكون مستحيلًا.

 

ماذا تعني النفايات الخطرة ؟ 

 

تم تعريف النفايات الخطرة من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية بأنها نفاية أو خليط من عدة نفايات تشكل خطرًا على صحة الإنسان أو الكائنات الحية الأخرى سواء على المدى القريب أو البعيد، كونها غير قابلة للتحلل وتدوم في الطبيعة، أو أنها قد تسبب آثارًا تراكمية ضارة".

 

وهناك تعريف آخر للنفايات الخطرة من قبل الحكومة البريطانية، وهو “أن النفايات الخطرة عبارة عن مواد سامة أو ضارة بالصحة العامة أو أنها مواد ملوثة تؤدي إلى إحداث أضرار بالبيئة مما يشكل خطرًا على صحة الإنسان والكائنات الحية نتيجة تلوث عناصر البيئة بهذه المواد وخاصة مصادر المياه السطحية والجوفية”.

 

وللسيطرة على النفايات الخطرة والحد من أضرارها على البيئة والصحة العامة، وضعت العديد من الدول  تشريعات للسيطرة على النفايات الخطرة والتخلص منها بطرق آمنة للحد من مخاطرها المحتملة على الإنسان، والحيوانات والنباتات.

 

ولكن هذه الضوابط كانت قد أدخلت مؤخرًا وتطبيقها يتم نسبيا لوجود كثيرٍ من التجاوزات التي تتم خارج نطاق السيطرة الرقابية، حيث أن هناك الكثير من الحالات التي يتم اكتشاف مستويات خطرة من المواد السامة فيها، وقد تسببت النفايات الكيميائية السامة في تلوث إمدادات المياه الجوفية، والمياه السطحية في المناطق المحيطة بها رغم عدم انتقال كميات كبيرة من تلك النفايات من موقعها. 

 

كما أن وجود مدفن قديم لنفايات سامة غير معروف لمالك عقار جديد في منطقة المدفن، قد يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية المستخدمة من قبل مالك العقار، ولاسيما أن الغازات الناجمة عن تحلل النفايات الصلبة السليلوزية قد تؤدي إلى قتل الغطاء النباتي وإلى خطر الانفجار في حال اشتعالها.

 

كذلك النفايات السامة المتسامية فإنها تتحول من صلبة إلى سائلة أو غازات تتسرب بعد دفنها من خلال التربة وتؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، والتربة، والنباتات ومراعي الماشية.

 

يذكر ان الحرق هو الطريقة المستخدمة عادة لمعالجة النفايات الطبية والتخلص منها، وقد يتم ذلك في موقع تولدها داخل حرم المستشفى، ولكن من الأفضل نقلها إلى محرقة خاصة بالنفايات الطبية يتم إنشاؤها في موقع مناسب بعيدًا عن المناطق السكنية يتم تشغيلها والإشراف عليها من قبل السلطة المختصة في إدارة النفايات البلدية الصلبة، وذلك لتفادي المشاكل المترتبة على عمليات النقل والتخزين لتلك النفايات. 

 

ومن المفترض أن يتم نقل النفايات الطبية داخل أكياس ملونة تحمل رموز رقمية تحدد محتواها، وأن تكون جاهزة لعمليات الحرق، وأن يتم نقلها في مركبات خاصة وآمنة باستخدام حاويات آمنة خاصة للمخلفات وخاصة الطبية الحادة، مع ضرورة أن تتوفر طاقة حرارية عالية للحرق بمعدل 0.25 طن / ساعة، كما يجب أن لا تقل درجة حرارة الحارق عن 900 درجة مئوية عند البدء بالتشغيل، وأن لا تقل عن 800 درجة مئوية أثناء عملية الحرق، وأن لا تقل مدة تعرض النفايات للحرق عن 10 ثوان في درجة الحرارة المذكورة للسيطرة على الانبعاثات الغازية والغبار الصادرة عن المحرقة، والحد من انبعاثها للجو.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية