زيارتي للأردن
في أول زيارة للعاصمة عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية؛ شاركت بورقة بحثية في المؤتمر الدولى الأول عن الجامعات وتكنولوجيا الذكاء الصناعي؛ الذي نظمه اتحاد الجامعات العربية بالتعاون مع رابطة الجامعات الصينية وجامعة عجلون الوطنية والاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
شاهدت على مدى ثلاثة أيام رواد من صناع السياسات التعليمية في الجامعات الدولية والعربية؛ بالإضافة إلى قادة الفكر والعلماء والسفراء ومن يعملون على نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويقدمون منصات رقمية ومنتديات تفاعلية بين الاساتذة والطلاب على مستوى التعليم الجامعي والعالي، ناهيك عن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والمعلومات لاتخاز قرارات استراتيجية تؤثر في جودة التعليم.
شاركت مصر والأردن والصين والعراق والكويت ولبنان وليبيا وفلسطين وقطر وتركيا والإمارات وماليزيا وازربيجان والمانيا في هذا المؤتمر الثري الذي أمل تنفيذ وتطبيق نتائجة في الجامعات والمؤسسات التعليمية المصرية.
وقد عرضت موضوع الجامعات التكنولوجية كتجربة رائدة للدولة المصرية بدأت بجامعة القاهرة التكنولوجية الجديدة بقرار جمهوري عام 2020؛ وغيرها في العديد من محافظات مصر بهدف تخريج وتأهيل كوادر متخصصين في التكنولوجيا، قادرين على المنافسة في سوق العمل محليا واقليما ودوليا، وبحلول عام 2030 ستكون هناك جامعة تكنولوجية في كل محافظة من محافظات مصر.
ومن البحوث التي حرصت على الإستماع إليها هى اخلاقيات إستخدام الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ومعايير الأمان والخصوصية، ودور المؤسسات التعليمية في تعزيز الوعي باخلاقيات استخدام التكنولوجيا وتحقيق التنمية المستدامة.
وقد عرضت أمام وفود الدول المشاركة تجارب مماثلة للتجربة المصرية في الجامعات التكنولوجية مثل تجربة الأردن وجامعة العلوم والتكنولوجية الأردنية، وبها تخصصات العلوم الهندسية والحاسوب، والجامعة حلقة من حلقات التنمية الشاملة التي يرعاها جلالة الملك عبد الله الثاني وغيرها من الجامعات المتخصصة في البرمجيات والتقنيات.
ويتخرج طلاب من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا كتجربة اماراتية، بالإضافة إلى جامعة محمد بن زايد للذكاء الصناعي، وغيرها مثل جامعة حمدان التي إنطلقت من دبي التي اهتمت بالأمن السيبراني وأمن المعلومات.
وتم عرض خبرات بعض الدول المتقدمة في الجامعات التكنولوجية وكيفية الاستفادة منها مثل الخبرة الهندية والدور الهام للبرمجة في التنمية الاقتصادية؛ وسر نجاح الهند في التعليم رغم عدد السكان الذي يتمثل في تعليم الطلاب في المدارس التكنولوجيا..
وفي سؤال لرئيس وزراء الهند كيف تنشيء معهد تكنولوجي وأنتم فقراء؟ أجاب إن أي دولة يجب أن تحارب الفقر والتخلف بالتعليم والبحث العلمي؛ والهند أكبر مصدر للبرمجيات على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، والهند تبلغ صادراتها من التقنية والتكنولوجيا 70 مليار دولار سنويا.
لذا نحن بحاجة إلى الاستفادة من خبرات الهند في موضوع إدماج البرمجة في ثنايا المناهج المدرسية؛ وتطبيق خبرة كوريا الجنوبية في التعليم الفني واعادة النظر في نسبة التنسيق من الاعدادية؛ والاستفادة من الخبرة الألمانية في توجيه الشباب المصري تجاه التعليم المهني في المدارس والمعاهد المتوسطة، وهذا النظام الناجح في التعليم المهني جعل صادرات ألمانيا 1.5 ترليون دولار بما يمثل الاقتصاد الثالث على مستوى العالم بعد الصين وأمريكا.
وختاما: نحن بحاجة إلى توعية من الإعلام المصري بأهمية الجامعات التكنولوجية، وكذلك نحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع لتوجه أولادنا وبناتها نحو التعليم الفني الذي يمثل معبرا إلى الجامعات التكنولوجية