64 عاما على بدء الإرسال التلفزيوني في مصر.. افتتاح أول بث بالسلام الجمهوري والقرآن الكريم بصوت المنشاوي.. وناصر يطالب بعروض مسرحية
فى مثل هذا اليوم من عام 1960، انطلق إرسال تليفزيون مصر مواكبا للعيد الثامنلثورة يوليو 1952، فبعد عامين من قيام ثورة يوليو عرض وزير الإرشاد القومى ـ في ذلك الوقت ـ الصاغ صلاح سالم على الرئيس جمال عبد الناصر فكرة إنشاء محطة تليفزيونية مصرية فوق جبل المقطم.
ورفض عبد الناصر بشدة بحجة أن هذا ليس وقته، وأن الأهم من ذلك تحقيق أهداف الثورة الستة، واستطاع وزير الإرشاد إقناعه بالفكرة حتى وافق وبدأ في المشروع، إلا أن وقوع العدوان الثلاثي على مصر تسبب في تأخير مشروع انطلاق التلفزيون.
ووافق الرئيس عبد الناصر على مشروع التلفزيون المصرى، وأسند مسئوليته إلى المهندس صلاح عامر وكيل الإذاعة للشؤون الهندسية، واعتمدت حكومة الثورة مبلغ 108 آلاف جنيه لإقامة مبنى الإذاعة والتلفزيون على مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو بكورنيش النيل، وبدأت الدراسات وأعلن عن استيراد مصر لأجهزة اتصال حديثة خلال عام 1956، وجرى العمل في تصميم الاستديوهات ومحطات الإرسال ودراسة وضع نواة للتلفزيون فوق جبل المقطم، ولكن سرعان ما تعطل تنفيذ المشروع بسبب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
إنشاء مبنى التليفزيون فى ستة أشهر فقط
في يوليو 1959، تجدد المشروع مرة أخرى، وأعاد الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإرشاد القومى "الإعلام" وقتئذ من جديد طرح فكرة إنشاء التلفزيون المصرى على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي رحب بها وبدأ التنفيذ الفعلى وبخطوات سريعة، وتم فتح باب التقدم بعطاءات لتنفيذ المشروع، ولم يمر سوى ستة أشهر حتى تم الانتهاء من المشروع.
وفي عام 1959 بدأ إنشاء مبنى للتلفزيون المصرى في الموقع المقام به حاليًا، والذى يطلق عليه مبنى ماسبيرو، لوقوعه في شارع ماسبيرو الذي تعود تسميته نسبة لعالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو الذي كان رئيسا لهيئة الآثار المصرية.
وبعد ستة أشهر وفي عام 1960 كانت الإستديوهات التلفزيونية تحت التجهيز والإعداد، وكانت التجارِب الأولى في مسرح قصر عابدين؛ حيث عادت البعثات المصرية من الخارج بعد أن كانت مصر قد وقَّعت عقدًا مع هيئة الإذاعة الأمريكية لتزويد مصر بشبكة للتلفزيون وتدريب العاملين على هذه الشبكات.
108 آلاف جنيه تكلفة إنشاء ماسبيرو
تكلف مبنى ماسبيرو 108 آلاف جنيه، وأقيم على مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو على كورنيش النيل، وفي 13 أغسطس 1970 أنشأ المرسوم الجديد لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، ويشمل أربعة قطاعات: "الإذاعة، التلفزيون، الهندسة، التمويل"، وتديره وزارة الإعلام، وبعد إلغائها أصبح الآن هيئة مستقلة، وكانت الإعلامية تماضر توفيق أول سيدة ترأس التليفزيون.
بدأ أول بث تلفزيوني مصري تجريبى في 21 يوليو 1960على صوت السلام الجمهوري وتلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوى، وظهر الإذاعي صلاح زكي كأول مذيع على شاشة التليفزيون، ومع الانتقال إلى إذاعة خارجية إلى مجلس الأمة على صوت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يدوي فى مصر وسوريا عبر شاشات التلفزيون لإذاعة خطابه، يليه أوبريت "وطني الأكبر" من تلحين محمد عبد الوهاب، واستمر البث خمس ساعات تخللها الأغاني الوطنية، ورقصات فرقة رضا الشعبية، وكان ذلك بثًّا تجريبيًّا لليوم الأول؛ حيث قدَّم المذيعان "همت مصطفى وسعد لبيب" النشرة الإخبارية، كما تولت همت مصطفى الربط بين الفقرات.
أمانى ناشد تقدم نادى الشباب
فى اليوم التالى تم بث برامج للشباب؛ فقدمت المذيعة أماني ناشد البرنامج الحواري "نادي الشباب"، ومن البرامج الكوميدية "عائلة البيانو"، وكانت من تمثيل الفنانين؛ "حسن فايق، توفيق الدقن، وداد حمدى وسعيد أبو بكر"، لتتوالى بعدها إنتاج وتقديم البرامج.
ناصر يطالب بعروض مسرحية
وطالب عبد الناصر بعرض مسرحيات المسرح الحر والمسرح القومى، وأصدر تعليماته إلى ثروت عكاشة وزير الثقافة بذلك، ويمكن عرض مسرحية كل أسبوع بالاتفاق مع فرقة المسرح العسكري وفرقة الريحاني وإسماعيل يس وفرقة عبد الرحمن الخميسى، وهذا لا يمنع من تسجيل إذاعة خارجية من النوادى مرة كل شهر، وبالنسبة للأفلام يمكن دبلجة الأفلام الأجنبية بحيث يعرض فيلم مصري وفيلم أجنبي وفيلم ناطق بالعربية مع إمكانية عرض التمثيلية أو الفيلم أكثر من مرة.
جهاز تلفزيون بمقدم 5 جنيهات
وفى نفس الوقت تم الإعلان عن أنه يمكن لأي مواطن أن يكون لديه جهاز تليفزيون بمقدم حجز خمسة جنيهات فقط، وكان سعر الجهاز يتراوح بين 15 و20 جنيها، على أن يتم تقسيط باقي المبلغ.
وفي أول يوم للحجز وصلت الحصيلة إلى 80 ألف جنيه، وخلال شهر وصل مبلغ الحجوزات إلى 4 ملايين جنيه، ولم يكن في مصر شخص واحد دارس لهندسة التلفزيون، فتم فتح مراكز تدريب لتعليم الشباب هذه التقنيات الجديدة، وتم عمل محطات تقوية لإرسال التلفزيون كل خميس من الإسكندرية لأسوان.
وجرت إعادة هيكلة البنية التنظيمية للتليفزيون عام 1970، حين أصدر الرئيس الراحل أنور السادات مرسوما بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، وتم تقسيمه إلى 4 قطاعات: قطاع الإذاعة، قطاع التلفزيون، قطاع التمويل، وقطاع الهندسة، لكل قطاع رئيس يعمل تحت الإشراف المباشر لوزير الإعلام.
مرحلة التشغيل بالألوان
بعد حرب أكتوبر تحوَّل نظام تشغيل التليفزيون إلى العمل بالألوان بنظام "سيكام"، وفى عام 1992 أصبح يعمل بنظام "بال"، وأضيفت القناة الثالثة عام 1988 ثم القنوات الرابعة والخامسة وهكذا حتى الثامنة، وفى عام 1990 تم بث القنوات الفضائية وقطاع قنوات النيل المتخصصة.
وزير الإعلام يرفض إقامة مبنى التليفزيون بميدان التحرير
حول هذه المناسبة قال وزير الإعلام الأسبق الدكتور عبد القادر حاتم: كانت هناك فكرة لإقامة التليفزيون بميدان التحرير في حضن مجمع التحرير، ورفضت ذلك لأنني أريد أن أقيم المبنى على شاطئ النيل ليكون هرما ثقافيا فنيا وجئت بتصميمات التليفزيون الفرنسي الذي يأخذ الشكل الدائري، وأرسلنا البعثات إلى أمريكا وإنجلترا وألمانيا الشرقية وروسيا لتتعلم الإخراج والتصوير حتى تتوافر لنا الأموال اتصلت بثلاثين شركة لتصنيع التلفزيون، وقلت لهم: نريد التلفزيون بمصر وطلبت من كل شركة منحى 40 جهازا على سبيل التجربة حتى اختيار الجهاز المناسب.
وتابع الدكتور حاتم: ووضعنا هذه الأجهزة في الميادين الكبرى بالعاصمة وتم تعيين عسكري على كل جهاز، ثم كانت المشكلة العملة الصعبة "الدولار" للحصول على الأجهزة اللازمة لإنشاء التليفزيون من أمريكا، وتم التغلب عليها، أما بالنسبة لأجهزة الاستقبال فتم الاتفاق مع اليابان على إقامة مصنع النصر للتليفزيون وكان به خطوط إنتاج من شركات توشيبا وسوني وناشونال.. والبيع بالتقسيط وبعد ذلك كنا نصدر فائض الإنتاج للخارج وأصبح التلفزيون المصري رائدا ليس في المنطقة العربية، بل والأفريقية.
وتعود بدايات فكرة إنشاء تلفزيون مصري إلى فترة حكم الملك فاروق وتحديدًا في عام 1944 حيث اعتمدت الحكومة المصرية في هذا الوقت مبلغ 200 ألف جنيه لبناء إستديوهات للإذاعة والتليفزيون، إلا أن المشروع تم تأجيله إلى عام 1951 حين أجرت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أول تجرِبة للإرسال في مصر؛ حيث قامت بتصوير المهرجانات والاحتفالات التي أُقيمت بمناسبة الزواج الثاني للملك السابق فاروق من الملكة ناريمان عن طريق إقامة محطة إرسال مؤقتة بمبنى سنترال باب اللوق، عُرض خلاله بعض لقطات حفل زواج الملك فاروق وناريمان صادق، وانتهت التجربة بعد ذلك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.