رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمد عبده.. ما تيسر من سيرة الإمام المجدد.. دافع عن الفنون وتبنى فنانًا يهوديًا.. دعا إلى تحرير وتمكين المرأة.. والسرطان أنهى حياته مبكرًا

الشيخ الامام محمد
الشيخ الامام محمد عبده،فيتو

الشيخ الإمام محمد عبده، فقيها تنويريا فى القرن التاسع عشر،  هو الشيخ الأزهرى والصحفى فى العروة الوثقى والقاضى، وهو أول مفتى للديار المصرية، جمع بين فكر الغرب وأصالة الإسلام، هو صاحب ثورة فكرية ومعرفية، ومن أشهر دعاة الإصلاح والمجددين فى الفقه الإسلامى فى العصر الحديث، أباح التصوير الفوتوغرافي، ونادى بحقوق المرأة ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1905.

دعوة الإمام محمد عبده كان الهدف منها القضاء على الجمود فى التفكير، هو من دعاة الدولة المدنية، ومن أشهر  ما قاله الإمام  (ما دخلت السياسة فى شيء إلا أفسدته، ومن بلاء الأمم أن يتولى أصحاب الدين الحكم فيها ) وقال (الباطل لا يصبح حقا مع مرور الزمن ).

محمد عبده أجاز ارتداء البرنيطة 

لقب الامام محمد عبده برائد التنوير وآمن بقيمة العقل، فكان أول من أجاز ارتداء البرنيطة أوائل القرن العشرين وأفتى بأنه لا دليل فى الكتاب والسنة على منع ارتدائها وإذا لم يقصد فاعله الخروج على الإسلام إلى دين آخر، ساهم بعد لقائه بأستاذه جمال الدين الافغانى فى انشاء حركة فكرية تجديدية اسلامية أواخر القرن الـ 19 بهدف اجياء الأمة الاسلامية لتواكب متطلبات العصر.

الشيخ محمد عبده 


شارك الامام محمد عبده فى الثورة العرابية بالرغم من رفضه لفكرة التصادم، فكان من أشد مؤيديها والداعين اليها وبعد فشل الثورة حكم عليه بالنفى خارج البلاد فسافر الى بيروت ومنها سافر الى باريس بدعوة من استاذه جمال الدين الافغانى وأسس صحيفة العروة الوثقى لمناهضة الاحتلال البريطانى، ثم عاد الى بيروت وأسس جمعية فكرية بنفس الاسم، ثم عاد إلى مصر بعد صدور عفو من الخديوي توفيق بشرط ألا يعمل في السياسة.

محمد عبده أنشأ مدرسة القضاء الشرعي 

عين الامام محمد عبده عضوا فى مجلس الشيوخ ويرجع اليه الفضل فى إنشاء مدرسة القضاء الشرعى، كما يرجع إليه الفضل فى إصلاح الأزهر وتجديد مناهجه وطرق التدريس فيه.تعرض للهجوم والنقد بسبب آرائه حتى أنهم اتهموه بالكفر لفتواه، وارتقى الى منصب مستشار في محكمة الاستئناف عام 1891، وأسس جمعية إحياء العلوم العربية، ثم اختاره الخديو توفيق مسئولا عن جريدة الوقائع المصرية التي استكتب فيها الأدباء المصريين وصارت منبرا للدعوة والإصلاح.

الامام محمد عبده رائد التنوير 


أثر الامام محمد عبده فى أجيال تلو أجيال وما زال حتى يومنا الحاضر محور التجديد فى الخطاب الدينى ومازال محور حلقات المفكرين والأدباء ووفقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لأمتي دينها ) فجاء الشيخ محمد عبده  .

دلائل الاعجاز من اشهر مؤلفات محمد عبده 

ولد الشيخ محمد عبده بن حسين خير الله عام 1849 بقرية محلة نصر مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، ودرس تجويد القرآن في الجامع الأحمدي بطنطا حتى أتم حفظ القرآن، والتحق بالأزهر الشريف عام 1866 ونال العالمية عام 1877،  وعين مدرسا بمدرسة دار العلوم، كما عين قاضيا شرعيا وسنه أربعين عاما وتعلم الفرنسية وعين مدرسا بمدرسة الألسن.
ومن أشهر مؤلفات الشيخ الإمام محمد عبده:رسالة الواردات، العقيدة المحمدية، العروة الوثقى، أسرار البلاغة، دلائل الإعجاز، تفسير سورة العصر، دليل الاستاذ وغيرها.

الامام محمد عبده وخلافه مع الخديو عباس 

فى عام 1899 صدر مرسوم من الخديو عباس حلمى بتعيين الشيخ محمد عبده  مفتيا للديار المصرية وأصبح عضوا فى مجلس الإفتاء الأعلى، فكان أول  مفتيا معينا مستقلا عن الأزهر بعد أن كان العرف أن يكون شيخ الأزهر هو المفتي، فقدم ما يقرب من الألف فتوى استغرقت المجلد الثاني من سجلات مضبطة دار الإفتاء بأكمله.


وللإمام محمد عبده موقف رائع من الفنون وتعجب ممن يحرم الفن ومن هنا كان مشجعا لموهبة الموسيقار داود حسنى مع إنه كان يهوديا مصريا عندما سمع موهبته الغنائية والموسيقية وتنبأ له بمستقبل كبير فى عالم الفن والموسيقى، ايضا كان من أكثر المدافعين عن المرأة فدعا إلى تعليم المرأة وتنمية طاقتها الذهنية لمواجهة مسئوليتها فى تربية الأبناء ورعاية مصالح الأسرة، وسعى الإمام الى توضيح فكرة القوامة التى تميز الرجل على المرأة فقال إن القوامة هى الرئاسة التى ينصرف فيها المرؤوس بإرادته واختياره وليس معناها القهر وسلب الإرادة.

الخديو فى ساحة الازهر 


استكمل تلامذته من بعده ماكان يسعى الامام محمد عبده الى تحقيقه وعلى رأسهم عميد الادب العربى طه حسين وسعد زغلول وقاسم أمين ومصطفى عبد الرازق ومحمد مصطفى المراغى، ومحمد رشيد رضا والشاعر حافظ إبراهيم.

خلاف محمد عبده مع الخديوى واضطهاده 

وقع الامام محمد عبده في خلاف مع الخديوي عباس الذى طلب منه استبدال أرض الأوقاف بأراضى أخرى ملك الخديوى، فرفض الامام بالرغم من انه كان سيدفع فارق سعر كبير فاضطهده الخديوي وهاجمه الخصوم فاستقال من الأزهر عام 1905، أصيب بعدها بمرض السرطان ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1905 عن 56 عاما.
 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية