تسبيح المخلوقات، تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 41 من سورة النور
سورة النور، تناول الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لسورة النور، مسألة تسبيح المخلوقات لله، مشيرا إلى أن كل من في السماوات والأرض يسبح له، كما بيَّن آراء العلماء في تفسير الآية الكريمة.
سورة النور الآية 41
قال تعالى: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ».
تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 41 من سورة النور
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: والاستفهام في قوله- تعالى-: أَلَمْ تَرَ.. للتقرير، والرؤية: بمعنى العلم، والتسبيح: مشتق من السبح، وهو المر السريع في الماء أو في الهواء. فالمسبح: مسرع في تنزيه الله- تعالى- وتقديسه وإثبات ما يليق بجلاله من صفات الكمال، والمعنى: لقد علمت أيها الرسول الكريم علما يشبه المشاهدة في اليقين، أن الله- تعالى- يسبحه ويقدسه وينزهه عن كل ما لا يليق به- عز وجل- جميع من في السموات، وجميع من في الأرض، وقوله- تعالى-: وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ برفع، «والطير» على أنه معطوف على «من» وبنصب «صافات» على أنه حال، أي: والطير- أيضا- تسبح لله- تعالى- حال كونها صافات أجنحتها في الجو، دون أن يمسكها أحد إلا هو- سبحانه-.
اختصاص الطيور
وتابع الشيخ طنطاوي: وخص الطيور بالذكر مع أنها مندرجة تحت من في السموات والأرض لعدم استقرارها بصفة دائمة على الأرض، فهي- في مجموعها- تارة على الأرض، وتارة في الجو، وذكرها في حال بسطها لأجنحتها لأن هذه الحالة من أعجب أحوالها، حيث تكون في الجو باسطة لأجنحتها بدون تحريك، مما يدل على بديع صنع الله في خلقه، وصدق الله إذ يقول: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ، وقوله- تعالى-: كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ استئناف لبيان مظهر من مظاهر قدرة الله- تعالى- وحكمته، حيث ألهم- سبحانه- كل مخلوق من مخلوقاته كيفية التسبيح لخالقه- عز وجل، والتنوين في «كل» عوض عن المضاف إليه، والضمير المحذوف الذي هو فاعل «علم» يعود على المصلى والمسبح، أي: كل واحد ممن يصلى لله- تعالى- ويسبح بحمده- سبحانه-، قد علم معنى صلاته ومعنى تسبيحه، فهو لم يعبد الله اتفاقا أو بلا روية، وإنما عبده- تعالى- عن قصد ونية، ولكن بكيفية نفوض معرفتها إلى الخالق- عز وجل- وحده.
كل المخلوقات تعلم صلاتها وتسبيحها
وأضاف طنطاوي: ومنهم من يرى أن الضمير في «علم» يعود إلى الله- تعالى- فيكون المعنى: كل واحد من هؤلاء المصلين والمسبحين، قد علم- سبحانه- صلاتهم وتسبيحهم له علما تاما شاملا، قال بعض العلماء ما ملخصه: واعلم أن الأظهر أن يكون ضمير الفاعل المحذوف في قوله كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ راجعا إلى المصلين والمسبحين أي: كل من المصلين قد علم صلاة نفسه، وكل من المسبحين قد علم تسبيح نفسه، لأنه على هذا القول يكون قوله- تعالى-: وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ من باب التأسيس، أما على القول بأن الضمير يعود إلى الله- تعالى-. أي: كل واحد منهم قد علم الله صلاته وتسبيحه، فيكون قوله- تعالى-: وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ من باب التأكيد اللفظي، والتأسيس للأحكام أولى من التأكيد لها، والظاهر أن الطير تسبح وتصلى صلاة وتسبيحا يعلمها الله، ونحن لا نعلمهما كما قال- تعالى- وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.