أمين الهنيدي.. مدرس التربية الرياضية الذي أصبح من أبرز نجوم الكوميديا.. شهادة من نجيب الريحاني بموهبته.. تألق إذاعيًا ومسرحيًا وسينمائيًا.. ورحل مديونًا في مثل هذا اليوم
أمين الهنيدي، لقب بصانع البهجة، وكبير ممثلي الكوميديا، اشتهر خلال أعماله الفنية بالخروج عن النص المكتوب فى محاولة لإثبات وجوده خاصة في بداياته، حبه للفن جعله يعمل دون التفكير في جمع المال حتى أنه رحل مديونا في مثل هذا اليوم عام 1986.
ولد الكوميديان أمين الهنيدي عام 1925 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ثم جاء إلى القاهرة مع والده الذي فرضت عليه طبيعة عمله التنقل الدائم بين المحافظات، بدأ حبه للفن وهو في الثانية عشر من عمره بتقليد إسماعيل يس وثريا حلمي في القاء المونولوجات الفكاهية، وفي مدرسة شبرا الثانوية انضم لفرقة التمثيل بالمدرسة ثم التحق بكلية الآداب ثم تركها والتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية وتخرج منه عام 1949.
مدير النشاط بوزارة التعليم
وعمل أمين الهنيدي مدرسًا للتربية الرياضية بمدرسة النقراشي الثانوية، ثم استمر في الترقي إلى أن وصل لمنصب مدير عام النشاط الرياضي بوزارة التعليم، واستمر في عمله الحكومي بجانب العمل بالفن حتى وصل إلى سن المعاش.
أعجب الفنان نجيب الريحاني بتمثيل أمين الهنيدي حين شاهده في إحدى عروض فرقة تمثيل كلية الآداب وهو يقدم دور جزار وتنبأ له بأنه سيصبح كوميديان شهير وقال له (كنت جزار على حق)، وانضم بعد ذلك إلى فرقة الريحاني التي قدم معها مسرحية واحدة عام 1949، ثم سافر إلى السودان عام 1954 في مهمة عمل رسمية وهناك التقى الفنان "محمد المصري" الشهير بـ "أبو لمعة" وكونا معًا فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم.
البداية مع ساعة لقلبك
وبدأ مشوار الاحتراف الفني بعدما التقى الفنان "عبد المنعم مدبولي" والكاتب الساخر يوسف عوف حيث اشترك معهما في تقديم البرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك"، لينضم بعده إلى مسرح التليفزيون وظهر نبوغه الفني وخفة ظله وانه كوميديان له طابع خاص فقدم دور المدرس في مسرحية "لوكاندة الفردوس"، وجاء بعدها مسرحيات: غراميات عفيفي، شفيقة ومتولي، جوزين وفرد، أصل وصورة، عشرين فرخة وديك، عبود عبده عبود، سد الحنك، الدنيا مقلوبة، وآخر اعماله المسرحية "عائلة سعيدة جدًا" مع الفنانة زبيدة ثروت وأخرجها السيد بدير.
المغفل مع الفنانين المتحدين
ومن مسرح التليفزيون انتقل إلى فرقة الفنانة “تحية كاريوكا” المسرحية ثم فرقة الفنانين المتحدين التي قدم من خلالها مسرحيتي المغفل، وشارع البهلوان.
اتجه أمين الهنيدي إلى السينما وقدم أول أدواره بالسينما عام 1961 من خلال فيلم "الأزواج والصيف" واستمر حتى بلغ رصيده السينمائي أربعين فيلما من أشهرها: غرام في الكرنك، شنطة حمزة، إجازة نصف السنة، حماتي ملاك، شهر عسل بدون إزعاج، اشجع رجل في العالم، وكان آخر أفلامه عام رحيله باسم "الحدق يفهم"، أما آخر أفلامه الذي عرض بعد رحيله "القطار" حيث رحل بعد ساعات من انتهاء تصويره.
السعدني يصفه بـ الأوحد
في كتابه المضحكون وصف الكاتب الساخر محمود السعدني الفنان الكوميدي أمين الهنيدي بالأوحد في فنه، وكتب يقول عنه: كان صوته أخفت الأصوات في فرقة ساعة لقلبك، يظهر على استحياء بين نجوم البرنامج الشهير خجول ينقصه بعض الثقة بنفسه.. إلا أنه انفجر مثل القنبله فجأة، عندما منح دور في مسرحية "شفيقة القبطية" التي كتبها جليل البنداري، فاستطاع أن يزاحم نجوم الصف الأول بدور الشيخ حسن وفي مسرحية "حلمك يا شيخ علام " ايضا التي كتبها انيس منصور وقام الهنيدي فيها بالبطولة المطلقة.
وأضاف السعدني: بالرغم من شهرته فقد جاءه النحس والغرور معًا، فبعد هذان العملان لم يشارك أمين الهنيدي في نص واحد محترم واستطاع بموهبته إخفاء عورة النصوص، ولكن خيبته تمثلت في ظنه أن موهبته ستستره إلى نهاية العمر ولم يدرك أن لكل شيء طاقة ولكل طاقة حدود.
وزاد السعدنى فى وصفه لأمين الهنيدى بأنه ضيق النظر، لا ينظر في النص إلا لدوره فقط، ويقيس أهمية الشخصية بمساحتها على المسرح حتى أنه يخرج على النص وكان يفيض في القاء النكات والقفشسات لمحاولة السيطرة على المسرح،على الرغم من ان مايقدمه لايتعدى مهنة مهرج أو بلياتشو في سيرك أو أراجوز يقدم عروضه في الشوارع.
اشتهر الفنان الكوميدي أمين الهنيدى خلال عمله الفني بالخروج على النص المكتوب في الأداء خاصة في المسرح حتى أنه عندما خفت عنه الأضواء ظهر على الساحة يقول "حرمت أخرج على النص"، ويرجع خروجه على النص في محاولة لإثبات وجوده خاصة في بداياته، وقد برر الهنيدي خروجه على النص بإطلاق النكات بقوله في أحد البرامج الإذاعية أنه لم يفعل ذلك لإثبات وجوده جماهيريا ولكن لأن النصوص التي كان يقدمها لم تكن مكتملة وكان يضطر إلى التعامل مع النص على الهواء أمام الجمهور كما أنه حرم بعد ذلك الخروج على النص.
مرض ومأساة الرحيل
في عام 1982 أصيب الفنان أمين الهنيدي بسرطان المعدة وعانى من المرض سنوات فتغيب عن أعماله الفنية وتراكمت عليه الديون حتى أنه أصيب بالاكتئاب، وسافر إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة وأجرى جراحة في الرئة والفم، ولكنها لم تخفف من آلامه فعاد للقاهرة بعد أن انتشر المرض في جسده وظل بالعناية المركزة بأحد المستشفيات، وكان لا يملك مصاريف العلاج وتوفي في 3 يوليو 1986 بعد أربع سنوات من الصراع مع المرض، ولم تستطع الأسرة الحصول على جثمانه لعدم امتلاكها مبلغ 2000 جنيه قيمة مصاريف العلاج، حتى قام زملاؤه بجمع المبلغ، وتم الإفراج عن جثمانه وصُرح بالدفن.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.