رئيس التحرير
عصام كامل

الشعب المصرى والهوية الوطنية

الشعب المصري له تاريخ طويل  يعود إلى آلاف السنين، وقد حافظ على هويته الوطنية المصرية عبر العصور بفضل عدة عوامل منها الثقافة والتقاليد، حيث أن الثقافة المصرية مليئة بالعادات والتقاليد التي تنتقل من جيل إلى جيل، بالاضافة إلى الاحتفالات الدينية والوطنية، والفولكلور الشعبي، والفنون مثل الموسيقى والغناء والشعر وغيرها، كلها تساهم في تعزيز الهوية الوطنية.


واللغة العربية، وخاصة اللهجة المصرية، والتى تلعب دورًا كبيرًا في توحيد المصريين. فاللهجة المصرية مفهومة في جميع أنحاء العالم العربي، مما يعزز الشعور بالفخر والهوية الوطنية. بالاضافة إلى التعليم والمناهج الدراسية تلعب دور مهما حيث تحتوي على مواد تاريخية وجغرافية تساهم في تعزيز الوعي بالتراث الوطني والقيم المصرية.

 

ويدخل فى تشكيل الهوية الوطنية الدين الإسلامي والمسيحي حيث يشكلان جزءًا مهمًا من الهوية المصرية، حيث تلعب المؤسسات الدينية دورًا في الحفاظ على القيم والأخلاق المجتمعية. بالاضافة إلى التاريخ.. 

فتاريخ مصر يمتاز بالاثارالفرعونية، مثل الأهرامات والمعابد، التي تعد مصدر فخر وطني. والمتاحف والأماكن الأثرية تساهم في تذكير الشعب بتاريخهم العريق وبما تحمل هذه الحقبة من ثقافة وعادات وتقاليد. والاثار القبطية كجزء من التاريخ المصرى بما يحمل من ثقافة وعادات وتقاليد وأيضا الأثار الإسلامية وبما تحمل من ثقافة عادات وتقاليد.

 
وإذ انتقلنا إلى الثقافة المعاصرة والتى ساهمت في تشكيل الهوية الوطنية المصرية الفن المصرى الأصيل وأيضا العادات والتقاليد التى تقوى الروابط بين الشعب المصرى.

 

باختصار، الحفاظ على الهوية الوطنية في مصر هو نتيجة لتضافر جهود متعددة من الثقافة، التعليم، الدين، التاريخ، والفن، مما يساهم في تقوية الشعور بالانتماء والفخر الوطني، كل هذا رسم ملامح ومضمون الهوية المصرية. وتجلت الهوية المصرية الوطنية فى الحفاظ على أرض مصر..


حيث تماسك الشعب المصري في مواجهة جماعة متطرفة وبشكل واضح خلال أحداث 30 يونيو 2013 وما تلاها من تطورات. فقد تزايدت المخاوف والانتقادات تجاه سياسات هذه الجماعة، والتي حاولت السيطرة على مفاصل الدولة وتقويض المؤسسات وتفتيت اللحمة الوطنية.

 
وفي مواجهة هذه المخاوف، توحدت مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والسياسية في مصر،  بالإضافة إلى شرائح واسعة من الشعب المصرى. هذا التوحد تجسد في خروجنا باعداد الملايين إلى الشوارع في 30 يونيو 2013، مطالبين برحيل هذا الفصيل في تماسك غير مسبوق.

 

هذا التماسك لم يكن فقط تعبيرًا عن رفض لسياسات هذه الجماعة، بل كان أيضًا تعبيرًا عن رغبة جماعية في الحفاظ على مدنية الدولة وهويتها؛ فالشعب المصري كان يطالب بدولة تحترم حقوق الإنسان وتحقق العدالة الاجتماعية والحرية.. 

 

وبعد نجاح الشعب المصرى والجيش والشرطة والقضاء والازهر والكنيسة، استمر التماسك الشعبي في مواجهة تحديات جديدة، في مساعيها لإعادة الاستقرار وإعادة بناء المؤسسات. وأتذكر أن شهدت مصر فترة من الاستقطاب الحاد، إلا أن الروح الوطنية والتماسك الشعبي ظلت حاضرة في دعم الدولة في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.

 

 

وبفضل هذا التماسك، تمكنت مصر والمصريين من تجاوز فترة من الفوضى وعدم الاستقرار، واستطاعت أن تخطو خطوات نحو إعادة بناء مؤسساتها وتحقيق بعض الاستقرار. وبقى تماسك الشعب المصري في مواجهة جماعة أردات أن تعصف بتراب هذا البلد الحبيب مثالًا على القوة الجماعية والإرادة الشعبية في التصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه البلاد.

لتعيش مصر دائما بالمصريين محافظين على الهوية الوطنية المصرية والتى حفرت في قلب تاريخ مصر ورسمت في عقل المصريين بقلم من ذهب لا يمحى بفعل أى فاعل مستبد وطامع ومتطرف في أرضا طيبة ومباركة زارها الانبياء والقديسين وعاشوا فيها.. وأخيرا وليس بآخر كل سنة ومصر والمصريين بخير، ونحتفل دائما بانتصارات الحفاظ على بلدنا الحبيب مصر.

الجريدة الرسمية