رئيس التحرير
عصام كامل

أحكام العبادات في الحر الشديد.. حكم الشرع في تقليل زمن خطبة الجمعة.. الجمع بين الظهر والعصر.. والإفتاء توضح واجبات المسلم في الطقس السيء

أحكام العبادات في
أحكام العبادات في الحر الشديد

مع استمرار الموجة الحارة والطقس السئ الذي يضرب غالبية الدول العربية والمنطقة، تكثر الأسئلة الشرعية حول أبرز الأحكام المتعلقة بأداء العبادات وعلى رأسها الصلاة في الحر الشديد مثل إمكانية الجمع بين الصلوات أو تقصير زمن خطبة الجمعة، وهو ما جعل البعض.  

الإمارات تقليص مدة خطبة الجمعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة

وكانت وكالة أنباء الإمارات الرسمية، أفادت في وقت سابق، بأن الإمارات العربية المتحدة وجهت خطباء المساجد في جميع أنحاء الدولة بالحد من مدة خطبة الجمعة والصلاة إلى 10 دقائق كحد أقصى بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة. 

ودخل التوجيه الذي أصدرته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة في الإمارات، حيز التنفيذ الجمعة الماضية ويستمر حتى أوائل أكتوبر.

زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، فيتو

مقتدى الصدر: لا ضرورة لإقامة صلاة العصر جماعة فى الحر

بدوره أثار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر،  حالة من الجدل بعد نشره الجمعة الماضية تغريدة مثيرة للجدل، والتي دعا فيها لعدم إقامة صلاة العصر في جماعة بعد أداء صلاة الجمعة، مرجعا ذلك إلى الحر الشديد.

تغريدة مثيرة للجدل نشرها مقتدى الصدر 

وجاء في تغريدة  زعيم التيار الصدري:""باسمه تعالى، إني أشفق على المصلين من الحر الشديد، لذا لزاما على إخوتي أئمة الجمعة الالتزام بدعاء بسيط، والحمد لله والثناء عليه مقدار الواجب في الخطبتين، وقول: (اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، وإلى إشعار آخر".

وأضاف مقتدى الصدر في تغريدته: "ولا ضرورة لإقامة صلاة العصر جماعة بعد صلاة الجمعة".

خطبة الجمعة، فيتو

 

حكم الشرع فى تقليص وقت خطبة الجمعة بسبب الحر

 ومن جانبها أجاب الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، علي سؤال حول حكم الشرع في  تقليص وقت خطبة الجمعة بسبب الحر.

وقالت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات خاصة لـ “فيتو”: "تقليص وقت الجمعة، الأصل فى فقه الإمام قصر الخطبة وطول الصلاة، فلا حرج في ذلك عملا بالأصل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول الناس بالموعظة وكان يطيل ويقصر على حسب أحوال الناس وكانت خطبته الراتبة قصيرة". 

وأضافت: "وقد أوضح بعض صحابة النبي مقدار خطبته صلى الله عليه وسلم فجعلها مقدار قراءة سورة (ق)، فلا بأس بقصرها لشدة الحر وغير شدة الحر".

 

حكم الشرع في صلاة العصر فى البيت بدل من المسجد بسبب الحر الشديد

كما أجابت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، على سؤال حول حكم الشرع في صلاة العصر فى البيت بدل من المسجد بسبب الحر الشديد، وخوفا على الحياة.

وقالت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف،  فى تصريحات خاصة لـ “فيتو”: " بالنسبة للجماعة في العصر فعلى حسب الحال فإن كان لفح سموم يتأذى منه أهل المكان أذى يتعدى لمرض فلهم أن يؤخروها  قليلا حتى لا يفوتهم أجرها وإن كان حر متصلا أذاه متعديا لمرض (وهذا لم نسمع عنه) فعليهم استخدام العلم في التلطف في المساجد وسقفها واتخاذها بأماكن يسهل الذهاب إليها وإن كان بعضهم يتأذى أذى متعديا لمرض وبعضهم لا يتأذى أذى متعديا لمرض فليقمها في أول وقتها من لا يتعدى أذاه لمرض لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لا ضرر ولا ضرار والضرورة تقدر بقدرها.

حكم الجمع بين الظهر والعصر تقديمًا أو تأخيرًا 

وتابعت: "معلوم جواز الجمع بين الظهر والعصر تقديمًا أو تأخيرًا  ففي شدة الحر من باب أولى خشية المرض في حديث ابن عباس بالسنن لأبي داود: جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مرض".

حكم الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بدون عذر

وكان سؤال ورد إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه: “هل يجوز الجمع بين صلاتي (الظهر والعصر) و(المغرب والعشاء) بدون عذر أو سفر؟”.

وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: يجوز لك الجمع بين الظهر والعصر في وقت العصر، والمغرب والعشاء في وقت العشاء على ألا يكون ذلك دأبك، فَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - "جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاء"ِ، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَرَادَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ بِذَلِكَ أَنْ لا تُحْرَجَ أُمَّتُهُ [أخرجه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه وأبو داود في سننه واللفظ له] وقال ابن المنذر: يجوز الجمع في الحضر من غير خوف، ولا مطر، ولا مرض. وهو قول جماعة من أهل الحديث لظاهر حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: " إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر".

أحكام صلاة الجماعة 

وعلى ما سبق فيجوز أن يجمع المسلم أن يجمع جمع تأخير (في وقت العصر) بين الظهر والعصر دون قصر لهما، وكذلك جمع تأخير (في وقت العشاء) بين المغرب والعشاء دون قصر للعشاء. وذلك في الحضر بغير عذر السفر أو المطر أو الخوف أو في شعائر الحج كالجمع في عرفة وغيره. وإنما هذا الجمع لغير كل هذه الأعذار جاز لما ورد دفعا للحرج والضيق بشرط ألا يصبح هذا الجمع هو الحال الغالب والشأن العام والعادة المستقرة لدى المسلم.

شروط الجمع بين الصلوات الخمس 

وألا يكون هذا الجمع تقديما. على أن مذهب جماهير العلماء عدم جواز الجمع بين الصلاة بدون عذر، وحملوا الحديث الوارد في ذلك على الجمع الصوري بتأخير الظهر مثلا إلى آخر وقته فيصليه قبيل أذان العصر ثم يصلي العصر أول وقته. ورأوا أن هذا الحديث الوارد في الجواز الجمع في الحضر لغير عذر مخالف لما للسنة المتواترة بأن الجمع بين الصلاتين من رخص السفر، فقدموا العمل بها على هذا الحديث الآحاد. فيستحب خروجا من خلاف الجمهور ألا يفعل ذلك إلا لمشقة بالغة أو عذر قهري منع المرء من الصلاة في وقته فينوي الجمع.

 

الحر الشديد، فيتو

ما يقال عند اشتداد الحر

 وفي سياق متصل ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه “سمعت أن هناك أذكارًا وأدعية تقال في الحرّ الشديد، ودرجة الحرارة مرتفعة جدًّا في هذه الأيام؛ فنرجو منكم بيان ما يقال من الأدعية في هذه الأحوال”، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: 

 ما يقوله الإنسان عندما يشتد عليه الحرُّ فقد ورد أنه يقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه" وأنه يدعو الله تعالى بقوله: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم".

وذلك لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ» رواه البيهقي في "الأسماء والصفات"، وذكره أيضًا مختصرًا في "الاعتقاد"، وابن السنّي وأبو نعيم في "عمل اليوم والليلة".

دعاء الاستجارة من النار 

وقد رغَّب الشرع الشريف في الاستجارة من النار وطلب الوقاية منها بالعفو والمغفرة؛ حيث قال الله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 16].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: رَبِّ، إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانًا قَدِ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ.. الحديث" أخرجه الإمامان أبو يعلى وإسحاق بن راهويه في "المسند"، والإمام البيهقي في "الدعوات الكبير".

كما يجوز للإنسان أن يدعو بغير هذا الدعاء من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه؛ رغبةً في أن يدفع الله تعالى عنه هذا الأمر ومشقته؛ ففي السُّنَّة النبوية المطهرة كثيرٌ من الأدعية والأذكار التي يلتجئ بها العبد إلى الله تعالى عند وقوع ما يُفْزِعُه أو يقلقه متضرعًا راجيًا من ربه تعالى أن يكتب له السلامة والنجاة؛ فمنها: ما جاء عن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق، قال: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» رواه الترمذي في "سننه"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، والإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك".

ومنها ما يقال عند الكرب والهم: "هو الله، الله ربي لا شريك له"؛ لما جاء عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا راعَه شيء قال: «هُوَ اللهُ، اللهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ» رواه النسائي في "السنن الكبرى"، وأخرجه أبو داود وابن ماجه في "سننهما" والطبراني في "المعجم الكبير" عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها.

أدعية الحر الشديد 

ويستحبُّ للإنسان عند اشتداد الحرِّ أن يُكثر من قول "لا إله إلا الله"، وأن يستعيذ بالله تعالى من النار ومن حرِّ جهنم، وأن يسأله سبحانه العافية؛ فيقول: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم"، أو "اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، ومن كلِّ عملٍ يقربنا إلى النار، وأصلح لنا شأننا بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفَّار"، ويجوز أن يدعو بغير ذلك من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصُل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية