من البداية للنهاية، هكذا تحررت جنوب إفريقيا من حكم نظام الفصل العنصري
في مثل هذا اليوم من عام 1991، ألغيت سياسة التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا من عام 1948.
قصة نشأة نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا
في القرن الـ 17 بدأ الإستيطان الأوروبي لجنوب القارة الإفريقية وكان غالبية المستوطنين من ذوي أصول هولندية، وألمانية، وفرنسية، عرفوا باسم البوير ولاحقا أفريكان.
خلال القرن التاسع عشر احتلت الإمبراطورية البريطانية جنوب القارة في عملية لم تخل من حروب صعبة مع السكان الأصليين السود من جهة والبوير من جهة أخرى، وحصلت جنوب إفريقيا على استقلالها عام 1911 وأصبحت إحدى دول الكومنولث.
أول استعمال معروف لكلمة «أبارتايد» أو حكم الأقلية البيضاء كان عام 1917 خلال خطاب ألقاه جان كريستيان سماتس، الذي أصبح لاحقا رئيس وزراء جنوب إفريقيا عام 1919.
ومع أن نشأة الفصل العنصري عادة تنسب إلى الحكومة الأفركانية المهيمنة على الحكم في الفترة 1948-1994 إلا أنه جزئيا هو تركة الاستعمار البريطاني الذي أدخل نظام إصدار القوانين في مستعمرة الكاب ومستعمرة ناتال خلال القرن التاسع عشر.
وأسفر ذلك عن تنظيم حركة السود من المناطق القبلية إلى المناطق التي يحتلها البيض والملونون، والتي كان يحكمها البريطانيون. وقد كانت هناك أنظمة مماثلة في أستراليا وكاليدونيا الجديدة (Code de L'indigenat). والقوانين المقيدة لحركة السود لم تكن تحظر حركتهم في هذه المناطق فقط ولكن أيضا تقيد حركتهم من منطقة إلى أخرى بدون تصريح موقع بالمرور.
ولم يسمح للسود بالتواجد في شوارع المدن في مستعمرة الكاب وناتال بعد حلول الظلام، وعليهم أن يحملوا تصريح مرور في كل الأوقات.
سياسات حكم الأقلية البيضاء
حكومة الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا من عام 1948 حتى عام 1990 استندت على مبادئ الفصل العنصري بين المستوطنين البيض الحاكمين وبين السكان السود أصحاب الأرض الأصليين، وتفضيل الإنسان الأبيض على الإنسان الأسود في جميع المجالات.
رفضت كافة لغات العالم استقبال هذه الكلمة بترجمتها، وبقيت كما هي «أبارتايد» تعبر عن حالة متفردة من العنصرية الرسمية الصريحة المترجمة حقوقيا بالنصوص.
بدأ نظام الأبارتايد كسياسة رسمية ومعلنة عام 1948 مع وصول «الحزب الوطني» اليميني الأفريكاني الأبيض إلى الحكم، والذي كان من بين أهدافه استمرار حكم العرق الأبيض في جنوب إفريقيا، لكنه أثار توترات وثورات صعبة دفعت العالم لعزله والضغط عليه بشدة.
تحولت الموقف تماما عام 1990 عندما ترأس الحكومة البيضاء «فردريك دي كلارك» الذي فاجأ العالم بإعلانه أن سياسة الأبارتايد قد فشلت، وألغى جميع قوانين الأبارتايد العنصرية التي تفرق بين المواطن الأبيض والمواطن الأسود.
وسمح بتجديد عمل «الكونغرس الوطني الإفريقي» وأطلق سراح زعيمه نلسون مانديلا الذي رفع السلاح ثم تراجع عنه ليصبح أيقونة للبلاد، وقام كلارك بالتنسيق مع نلسون مانديلا لإجراء انتخابات حرة يشارك فيها ولأول مرة، كل الأعراق في البلاد.
فاز حزب «الكونجرس الوطني الإفريقي» بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي تمت عام 1994 وانتقل الحكم بطريقة سلمية وهادئة، وأصبح نلسون مانديلا الأسود رئيس حكومة جنوب إفريقيا.
أنشأ مانديلا لجنة الحقيقة والمصالحة للتحقيق في مظالم الأبارتايد وفي نفس الوقت منح العفو للبيض المسؤولين عن هذه المظالم بعد أن يبدوا الندم على أفعالهم، لتتقدم جنون إفريقيا وتصبح في عالم آخر منذ هذا التاريخ.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.