رئيس التحرير
عصام كامل

عاطف الطيب.. رحلة نجاح خاطفة أوقفها الرحيل المباغت.. حكايات الغلابة والمهمشين في أفلامه.. كونسلتو وزاري لتحديد مصير «البريء».. وسر رفضه العلاج على نفقة الدولة

المخرج عاطف الطيب
المخرج عاطف الطيب مع لبلبة اثناء تصوير ليلة ساخنة

عاطف الطيب، مخرج سينمائى، أخلص فى أفلامه لمدرسة الواقعية الجديدة، عالجت أفلامه أهم قضايا المجتمع واهتم بقضايا الفقراء والمهمشين ومنها لقب بـ مخرج البسطاء، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1995، عرف الطيب بجرأة أعماله الفنية التي كانت تقتحم أزمات وقضايا المجتمع المصري والعربي، فحاز وعن جدارة عدة ألقاب عن أعماله منها: مخرج البسطاء، رائد الواقعية، صاحب النهايات الصادمة، مفجر الثورات الفنية، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1995.

ولد عاطف الطيب بحى باب الشعرية عام 1948، وهو ينتمي إلى محافظة سوهاج، وكان والده يمتلك محلا للألبان وعندما رحل والده عمل الطيب الذي كان صغيرا فى مهن متعددة منها صبى ترزى بجانب دراسته وتسبب حبه للتمثيل في انضمامه إلى معهد السينما، وبعد تخرجه التحق بالجيش مجندا وشهد حرب أكتوبر 1973 أثناء وجوده بالجيش. 

جريدة الصباح البداية والمقايضة أثناء التجنيد

بدأ مشواره الفنى بفيلم تسجيلي قصير بعنوان "جريدة الصباح" عام 1972 من إنتاج المركز القومى للأفلام التسجيلية ثم فيلما عسكريًا بعنوان "المقايضة" من إنتاج المركز التجريبى، وذلك أثناء أدائه الخدمة العسكرية.

الغيرة القاتلة أول أفلامه 


عمل عاطف الطيب مخرجا للأفلام التسجيلية عام 1972، ثم شارك كمساعد مع المخرج شادى عبد السلام فى فيلم "جيوش الشمس" ومع مدحت بكير فى فيلم "ابتسامة واحدة لا تكفى"  إلا أن أول إخراج أفلامه الروائية كانت عام 1980 باسم "الغيرة القاتلة". 

معاناة المهمشين فى الزمار 

وفى عام 1984 أخرج عاطف الطيب فيلمه "الزمار" إلا أن الرقابة اعترضت عليه ولم يعرض على الجمهور بالرغم من مشاركته ثلاثة مهرجانات دولية هى القاهرة وموسكو وبرلين، والفيلم كتب قصته والحوار الشاعر عبد الرحيم منصور وسيناريو رفيق الصبان وبطولة نور الشريف وبوسى، وقصته التى تبدأ بغناء الزمار لحنا حزينا كتبه عبد الرحيم منصور يقول (شريد ياقلبى وأنت مليان ضنا وجروح ) فهو يصور معاناة المهمشين وعمال التراحيل فى الثمانينات، واضطر الطيب إلى تغيير نهايته حتى توافق الرقابة على عرضه.

تغيير نهاية فيلم البريء 

من أفلام عاطف الطيب التى اثارت جدلا فيلم " البريء " الذي تعرض لحذف بعض من أجزائه بسبب تناوله لمعسكرات الأمن المركزي في ذلك الوقت ومبدأ الطاعة العمياء واعتقال أصحاب الرأي والتنكيل بهم في تلك الفترة، علاوة إلى تغيير نهاية الفيلم بشكل كامل، حتى أن الفيلم قبل أن يرى النور عام 1986، اجتمع 4 وزراء لمشاهدته قبل عرضه، وهم المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع، واللواء أحمد رشدي وزير الداخلية، وأحمد هيكل وزير الثقافة، وصفوت الشريف وزير الإعلام، واتفق الأربعة على حذف حوالي ربع ساعة من الفيلم، بما فيها مشهد النهاية.

عاطف الطيب الذى عانى كثيرا مع الرقابة 

كما تعرض فيلم" ناجي العلي"، إخراج عاطف الطيب لهجوم شرس شنته عدد من وسائل الإعلام عقب عرضه عام 1992، لدرجة اتهام نور الشريف والمؤلف بشير الديك والمخرج عاطف الطيب بالخيانة وعدم الوطنية، بل اتهموا نور الشريف بأنه تلقى 3 ملايين دولار من منظمة التحرير الفلسطينية، وبناء عليه طلب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من الرئيس الأسبق حسني مبارك عدم عرض فيلم "ناجي العلي" في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي 1992، لينفي فكرة تمويل المنظمة لـ نور الشريف. 

جائزة أحسن مخرج عن ليلة ساخنة 

ومن أهم أفلام عاطف الطيب التى قدمها خلال مشواره القصير التى بلغت 15 عاما وصلت إلى 22 فيلما: فيلمه الثانى سواق الأتوبيس، قلب الليل، الهروب وهو أجرأ أفلام الطيب بطولة أحمد زكى، الحب فوق هضبة الهرم، كتيبة الإعدام، ضد الحكومة، كشف المستور، إنذار بالطاعة،  أبناء وقتلة، الدنيا على جناح يمامة وآخرها فيلم "ليلة ساخنة " الذى عرض بعد وفاته ونال عنه جائزة أحسن فيلم وأحسن مخرج وكان أروع ما قدمته السينما المصرية  بطولة لبلبة ونور الشريف، وكان قد بدأ إخراج   فيلم جبر الخواطر ولم يمهله القدر لاستكماله بسبب إجرائه عملية جراحية، وعرض بعد رحيله.

عبد الناصر كان حلما لم يتحقق

قدم عاطف الطيب للتليفزيون مسلسلا واحدا هو "بنات السيدة زينب "بطولة عبلة كامل، وكان حلمه الكبير أن يقدم فيلما عن الزعيم جمال عبد الناصر واختار لبطولته الفنان أحمد زكى.


ولرغبته في تعلم عاطف الطيب الإخراج من مدارسه المختلفة عمل مساعدا للمخرج لويس جيلبرت في فيلم "الجاسوس الذي أحبني" ومع المخرج جون جيلرمن في فيلم "جريمة على النيل" ومع المخرج مايكل بنويل في فيلم "الصحوة" ومع المخرج فيليب ليلوك في فيلم "توت عنخ آمون" ومع المخرج فرانكلين شافنر في فيلم "أبو الهول" وأخيرا مساعدا للمخرج فيليب ليلوك في فيلم "توت عنخ آمون.

عاطف الطيب مخرج الواقعية الجديدة 

عانى عاطف الطيب فى صغره من حمى روماتيزمية لم يتم علاجها بشكل جيد، بسبب سوء الأوضاع الصحية فى المراغة بسوهاج مسقط رأسه حينها، وهذه الأزمة سببت له فى الكبر مشاكل صحية فى القلب، ثم أصيب بمرض السكر.

جبر الخواطر آخر ما ترك 

وقبل وفاته رفض عاطف الطيب السفر إلى ألمانيا للعلاج على نفقة الدولة، قائلا إن "الغلابة" الذين دافع عنهم فى أفلامه أولى منه، وأقنعه أحد الأطباء أن العملية من الممكن إجراؤها فى مصر، وهى العملية التى استمرت لساعات بسبب خطأ طبى رفض الاعتراف به الطبيب المعالج، لتكون هى النهاية، تاركًا خلفه آخر أفلامه "جبر الخواطر" الذى لم يتمكن من إنجازه، وقام باستكماله المونتير محمد متولى ليعرض بعد رحيله.
  نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية