سواق الأتوبيس.. يحتل المركز الثامن ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.. يرصد التفسخ الأخلاقي بعد الانفتاح الاقتصادي.. ومقاومة السلبية المجتمعية «أبرز أهدافه»
سواق الأتوبيس، إحدى عبقريات المخرج عاطف الطيب التي لا يمكن نسيانها، عرض في الأسبوع الأخير من مايو 1982 بسينما رادوبيس بالقاهرة، يتناول الفيلم التفسخ الأخلاقي والتغيير في العلاقات الاجتماعية بعد الانفتاح الاقتصادي، يتحول فيه البطل من نموذج سلبي لا يبالى إلى شخص إيجابي يقاوم السلبية المتفشية في المجتمع.
وحصل فيلم "سواق الأتوبيس" على المركز الثامن ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، هو الفيلم الروائي الثاني في مشوار المخرج عاطف الطيب عرض على الفنان عادل إمام ليقوم ببطولته لكنه رفضه لعدم اقتناعه بالموضوع ولم يجد فيه إضافة الى رصيده الفني الطويل فذهب ووصف البطل بالسلبية وخشى على رصيده لدى الجمهور من شخصية حسن فذهب فيلم "سواق الأتوبيس" إلى النجم الراحل نور الشريف وكان رده "هوه الدور اللي كنت مستنيه" ليبدع فيه ويحقق فيه جماهيرية كبيرة.
بعد حياة الحروب، يخوض بطل فيلم سواق الأتوبيس حربا أسرية
في فيلم (سواق الأتوبيس) نحن أمام شخصية ندر تناولها في السينما المصرية من قبل، فحسن شاب أنضجته أربع حروب خاضها بالتوالي، حرب اليمن وحرب 67 ثم حرب الاستنزاف وحرب 73، وبالتالي فهو شاب عاش أجمل سنوات عمره بين البارود والنار يواجه الخطر في كل لحظة. وبعد عودته إلى أهله، كان عليه أن يخوض حياة أخرى أسرية.
وتدور أحداث فيلم “سواق الاتوبيس” أحد كلاسيكيات السينما المصرية، وكان اسمه في البداية (حطمت قيودى) لكن اقترح نور الشريف تغيير عنوان الفيلم إلى سواق الأتوبيس واتفقت معه الممثلة نبيلة السيد فى الاختيار، بعد أن ارتأى الجميع أن ذلك عنوان حطمت قيودي لا يلائم قيمته.
وحول "حسن" الذي يعمل سائقا لأتوبيس نقل عام نهارا وسائقا لسيارة تاكسي ليلا، وهو الأخ الوحيد لخمس بنات، والده ـ عماد حمدي ـ يمتلك ورشة نجارة وبسبب إهمال زوج أخته الذي يدير الورشة تحجز الضرائب عليها، وتعرض الورشة للبيع في مزاد علني،
ويحاول حسن إنقاذ الورشة من البيع لأنها تمثل سمعة والده المسن، فيذهب إلى أخوته البنات وأزواجهن ليساعدوه في إنقاذ الورشة وسداد الدين لكن الكل يطمع ويستغل حالة الضيق طمعا في الفوز بالورشة، ومن جانب آخر زوجته التي يحبها تضغط عليه بمتطلبات مادية ومعنوية، وترفض بيع التاكسى لإنقاذ والده، بل تخيره إما بيع التاكسى أو الطلاق، يحاول البطل ومعه زملاء الدفعة ممن قاتلوا في أكتوبر وحموا هذا البلد واستردوا أرضه.. فكان التناقض الشهير وفق التعبير الأشهر“الذين عبروا والذين هبروا ".
صرخة نور الشريف في نهاية فيلم سواق الأتوبيس
وينتهى فيلم "سواق الأتوبيس" بعبارة "يا ولاد…" وليس " يا ابن..." بصيغة الجمع صرخ نور الشريف وهو يعاقب لص الأتوبيس الذي أمسك به في نهاية الفيلم، وهكذا قرر مؤلف الفيلم بشير الديك ومخرجه، كانت الصرخة لا تتناسب مع جرم اللص ولا هيئته، ولكنها كانت انتقاما من كل لصوص المرحلة.
سواق الأتوبيس فكرة وقصة محمد خان وسيناريو بشير الديك
قام ببطولة الفيلم:عماد حمدى، نور الشريف، ميرفت أمين، عبده الوزير، نبيلة السيد، محمد كامل، المنتصر بالله، عبدالله محمود، وحيد سيف، حسن حسنى، تصوير سعيد الشيمى، وصاحب فكرة فيلم سواق الاتوبيس السيناريست المخرج محمد خان الذى لخص قصته وكتب السيناريو والحوار بشير الديك ، وغم ذلك رفض محمد خان أن يخرج الفيلم من أجل إتاحة الفرصة لصديقهما الثالث عاطف الطيب فى أوائل تجاربه الإخراجية.
وكّون الثلاثة محمد خان وبشير الديك وعاطف الطيب جماعة سينمائية باسم " جماعة أفلام الصحبة " التى تضم اخرين منهم المونتيرة نادية شكرى والمخرجون داود عبد السيد وخيرى بشارة ومدير التصوير سعيد الشيمي.
نور الشريف ينتصر على السلبية في فيلم سواق الأتوبيس
وينتهى فيلم " سواق الاتوبيس" بعبارة "يا ولاد…" وليس " يا ابن..." بصيغة الجمع صرخ نور الشريف وهو يعاقب لص الأتوبيس الذي أمسك به في نهاية الفيلم، وهكذا قرر مؤلف الفيلم بشير الديك ومخرجه، كانت الصرخة لا تتناسب مع جرم اللص ولا هيئته، ولكنها كانت انتقاما من كل لصوص المرحلة.
يقول نور الشريف عن فيلمه "سواق الأتوبيس" إنه أقرب الأفلام إلى قلبه، وهو التعبير الفني عن الحالة الأخلاقية والاقتصادية لعهد الرئيس الراحل أنور السادات، وقد نال نور الشريف فيه على جائزة أفضل ممثل من مهرجان نيودلهي السينمائي من لجنة كان أحد أعضائها المخرج الهندي ساتياجيت راي رائد الواقعية الجديدة في السينما الهندية.
بطل فيلم سواق الأتوبيس يدفع الثمن والآخرون يحصدون المنافع
يعلق الناقد أحمد رأفت بهجت فى مجلة “ الفنون” عام 1982 على الفيلم فيقول: إن حسن بطل قصة فيلم سواق الأتوبيس هو أحد المجندين من أبطال حرب أكتوبر 1973 الذين دفعوا الثمن.. لكنه يجد أن الآخرين حصلوا على المكاسب وحدهم، وأن المجتمع قد فرض نمطا استهلاكيا مختلفا وعليه إما أن يخضع لهذا النمط أو يواجه طواحين الهواء.
وأضاف بهجت: يكتشف بطل فيلم سواق الأتوبيس أنه عليه أن يواجه نفسه أولا وينتصر على السلبية التى فرضت نفسها عليه وقد تجلى ذلك في مشهد سرقة أحد اللصوص محفظة أحد الركاب من الأتوبيس الذى يقوده "حسن" الذى لم يتحرك، وينتهى الفيلم بنفس المشهد لكن بعد أن تحرر البطل من سلبيته ولهذا واجه اللص،كما يظهر الفيلم مدى جحود أزواج البنات في الفيلم وطمعهم في الورشة المعرضة للبيع حتى زوجته مرفت أمين تطلب الطلاق لأنه باع التاكسى.. بينما يقف بجانبه زملاؤه زملاء السلاح أبطال حرب أكتوبر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.