تحالف كيم وبوتين، هل عاد العالم رسميًا إلى زمن الحرب الباردة؟
زيارة روسية هي الأولى منذ ربع قرن، وهدايا غالية الثمن تستهدف التقارب اكثر من زعيم غريب الأطوار، وتوقيع اتفاقية تتضمن شراكة استراتيجية شاملة بين كوريا الشمالية وروسيا وخاصة في حالة الصراع العسكري، وإعادة العالم لأجواء الحرب الباردة، هكذا كانت محصلة الزيارة التاريخية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وطرح اللقاء وما نتج عنه العديد من الأسئلة حول المكاسب والخسائر من التحالف بين قوى معزولة عالميا بقرار من الغرب، وإلى أين سيصل التصعيد ضد الولايات المتحدة وأوروبا !
ماذا تقول اتفاقية الشراكة بين روسيا وكوريا ؟
رغم البرنامج العامر لزيارة بوتين إلى كوريا الشمالية، لكن كان لافتا توقيع تفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين كوريا الشمالية وروسيا وتنص على دعم بعضهما البعض في حالة وقوع هجوم معاد، وهو الأمر الذي اعتبره خبراء عودة بمستوى العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه خلال الحرب الباردة والتي كانت قوية للغاية، ولم تتأثر إلا بانهيار الاتحاد السوفيتي الذي ورثته روسيا ويحاول بوتين إعادة إحيائه مرة آخرى.
ويجمع كوريا الشمالية وروسيا معاهدة صداقة وتعاون ومساعدة متبادلة وكانت تتضمن بندًا يبيح التدخل العسكري التلقائي في حالة الطوارئ، لكن الاتفاقية الموقعة عام 1961، الغيت عام 1996 بعد انتهاء الحرب الباردة ومرور 5 سنوات على انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.
سر توقيت التحالف بين روسيا وكوريا
تعيش كل من روسيا وكوريا الشمالية حالة من العزلة، وكلا البلدين في حاجة ماسة إلى شركاء وحلفاء، ودائما ما تثبت كوريا الشمالية أنها شريك عسكري مهم وموثوق فيه، ولا تتوانى عن مد أنصارها بالقذائف المدفعية والصواريخ، وهي مطالب في غاية الأهمية لروسيا وسط الحرب الدائرة مع أوكرانيا المدعومة من كل العالم الغربي.
أما كوريا الشمالية، فالقيادة هناك تعي جيدا أن دولتها هي الأكثر عزلة في العالم، لذا فإن إقامة شراكة أقوى مع روسيا أمر مهم ومصيري، ومن هنا أقر البلدين في الاتفاقية أحكامًا للدعم المتبادل في حالة تعرض أحد الجانبين للغزو، وهو مستوى عالٍ وجديد من علاقة التحالف".
رؤية الغرب للتحالف الجديد بين روسيا وكوريا الشمالية
يقول نيكولاس إيبرستادت، رئيس قسم الاقتصاد السياسي في معهد المشاريع الأمريكي (AEI)، أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين كوريا الشمالية وروسيا تهدف إلى توفير أفق جديد واسع من التعاون والدعم المتبادل.
وأوضح أن كوريا الشمالية وروسيا تحتاجان إلى بعضهما البعض أكثر مما كانتا عليه قبل 10 أو 20 عاما مضت، إذ تحتاج كوريا بشكل عاجل وسريع إلى التكنولوجيا العسكرية، والأموال، والنفط، والطاقة، في حين تخوض روسيا حربًا قد تكون قاتلة لنظامها السياسي إذا فشلت، لاسيما انها تفتقر إلى الإمدادات العسكرية أمام الشحن المفتوح من الغرب لأوكرانيا.
ضمن نتائج التحالف أيضا ارتفاع سقف الخطاب التحريضي ضد أمريكا، بعد أن وردت على لسان كيم وبوتين باعتبارها "الإمبريالية الأمريكية الشريرة" مما يعني أن عهد جديد قد بدأ في تحدي النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
مخاوف الغرب من تعزيز العلاقات بين بوتين وكيم
بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا، سارعت وسائل الإعلام الغربية بضخ عشرات التحليلات التي ترصد أخطار هذا الاتفاق، وتركزت أغلبها على استعادة دروس الماضي، وكيف قامت كوريا الشمالية بمخاطر محفوفة ضد الغرب عندما كانت واثقة من أن لديها راعيًا بمستوى الاتحاد السوفيتي، لذا فإن التحدي الكوري الشمالي سيصبح أكثر خطورة وأقل قابلية للتنبؤ به، وأقل قابلية للاحتواء بسبب الدعم الروسي الذي أنهى على العزلة الدبلوماسية لكوريا الشمالية وبدأ عهد جديد من تحالف مقلق للمنظومة الغربية بأكملها.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية