رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذة الاقتصاد المنزلى د. وفاء شلبى: غالبية الشعب المصرى يعانى.. والطبقة الوسطى تضاءلت.. ورغيف العيش خط أحمر ( حوار )

د. وفاء شلبى،فيتو
د. وفاء شلبى،فيتو

ارتفاع أسعار السلع يجبر محدودى الدخل على توجيه ميزانيتهم للاحتياجات الأساسية فقط

زيادة معدلات الفقر فى مصر يُفاقم مشكلات البطالة والجريمة

"الاقتصاد الدائرى" العلاج الفعال لأزمات مصر

ضعف دور الأسرة فى تربية الأجيال أسهم فى تفاقم الأزمة الاقتصادية
 

 

تطرح موجة الغلاء المتصاعدة، الكثير من الأسئلة حول كيفية تدبير أمور الحياة اليومية التى أصبحت هاجسا يراود الكثيرين، خاصة مع شح الموارد وتراجع القوة الشرائية للمواطنين.

فى هذا الحوار تطرح “فيتو” على الدكتورة وفاء شلبى، أستاذ الاقتصاد المنزلى بجامعة حلوان، كل الأسئلة المتعلقة بتفاصيل هذه الأزمة، وإلى نص الحوار:

 

* ما أبرز العوامل التى أدت إلى ارتفاع الأسعار فى الفترة الأخيرة؟

بالتأكيد هناك عوامل خارجية أدت إلى ارتفاع الأسعار مثل ارتفاع قيمة الدولار، لكن هذه العوامل لا تُبرر الارتفاعات المبالغ فيها فى الأسعار المحلية، والتى تحدث بسبب جشع بعض التجار، وانعدام الأمانة فى التعاملات.

وهناك فئة من الشعب تريد إثارة البلبلة وتشويه صورة الدولة، وبعض التجار يستغلون هذه الظروف لتحقيق مكاسب شخصية، فارتفاع قيمة الدولار أسهم فى تفاقم الأزمة، لكنه هذا ليس السبب الوحيد، بدليل أن هناك سلعا مثل الدواجن بدأت أسعارها فى الانخفاض بعد الارتفاعات الأولية، وأيضًا الأسماك الذى انخفضت أسعاره بسبب المقاطعة الشعبية.

وهناك سبب خطير أيضًا يغفل عنه الجميع فى تلك الأزمة وهو دور الأسرة التى تمثل ركيزة أساسية فى بناء المجتمع، ضعف دورها فى تربية الأجيال أسهم فى تفاقم الأزمة، من خلال انتشار السلوكيات الاستهلاكية المُفرطة، وفقدان القيم والأخلاقيات، لذا أطالب بعودة الأسرة إلى دورها الطبيعى فى تربية الأجيال، ونشر القيم والأخلاقيات، ومكافحة السلوكيات الاستهلاكية المُفرطة، فالتفاوت الطبقى المُفرط فى المجتمع، وانتشار إعلانات الفلل والقصور أسهم فى خلق شعور بالحسد والظلم لدى بعض الفئات، مما أدى إلى سلوكيات غير أخلاقية فى التعاملات التجارية.

* كيف يؤثر هذا الارتفاع على الأسر الفقيرة ومحدودى الدخل بشكل خاص؟

غالبية الشعب المصرى يعانى من الأزمة، والطبقة الوسطى تضاءلت بشكل كبير، مما يؤكد أن الأزمة ليست محصورة فى فئة معينة من المجتمع، لكنها تؤثّر بشكل خاص على حياة الفقراء ومحدودى الدخل، وتُقلّل من فرصهم فى الحصول على حياة كريمة، مما يُفاقم من معاناتهم ويُهدد استقرارهم الاجتماعى.

وارتفاع أسعار السلع الأساسية يجبر محدودى الدخل على توجيه ميزانيتهم نحو الاحتياجات الأساسية فقط، مثل الطعام والشراب، والتخلّى عن بعض الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة، لتوفير المال لتلبية الاحتياجات الأساسية، ناهيكِ بزيادة معدلات الفقر فى مصر، ممّا يُفاقم من مشكلات البطالة والجريمة.

ويؤدى ارتفاع الأسعار أيضًا إلى زيادة تكاليف التعليم، بما فى ذلك الكتب المدرسية والمواصلات والرسوم الدراسية، ممّا يُثقل كاهل الأسر الفقيرة ومحدودى الدخل، وقد تضطرّ بعض الأسر الفقيرة إلى التخلى عن إرسال أطفالهم إلى المدارس، وهو ما يعرضنا لخطر اتساع الفجوة التعليمية بين الأسر الغنية والفقيرة، ممّا يُفاقم من مشكلات التفاوت الاجتماعى والاقتصادى.

* ما  الاستراتيجيات التى يمكن للأسر اتباعها لتقليل الإنفاق فى ظل هذه الظروف؟

الاقتصاد الدائرى هو الحل الأول لمواجهة ارتفاع الأسعار، فالأسر المصرية تواجه تحديات كبيرة فى ظل ارتفاع الأسعار، مما يجبرها على البحث عن حلول لتقليل إنفاقها والحفاظ على استقرارها المالى، والحل الفعّال هنا هو تبنّى مفهوم “الاقتصاد الدائري” الذى يعتمد على إعادة تدوير الأشياء والاستفادة منها لأطول فترة ممكنة، فالأسر فى الماضى كانت أكثر كفاءة فى استخدام مواردها.

وكانت تصنع احتياجاتها بنفسها، ممّا ساعدها على تقليل نفقاتها، لذا من الضرورى عودة الأسر إلى ممارسة هذه السلوكيات، مثل الخياطة وصنع الطعام فى المنزل، لتقليل اعتمادها على شراء المنتجات الجاهزة، وهناك أمثلة حقيقية لأسر بدأت بتطبيق مفهوم “الاقتصاد الدائري” وحقّقت نجاحًا فى ذلك.

* رغيف العيش سلعة أساسية تمسّ صميم احتياجات محدودى الدخل.. فما تداعيات ارتفاع سعره على حياتهم؟

رغيف العيش خط أحمر وسلعة أساسية لا غنى عنها فى حياة المصريين، خاصة محدودى الدخل، الذين يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع، إذ تؤثر هذه الزيادة على زيادة الإنفاق على باقى الاحتياجات الأساسية الأخرى، مثل الملابس والتعليم والرعاية الصحية.

كما أنها ستسهم فى انخفاض القدرة الشرائية للأسر، مما يؤدى إلى نقص فى الاحتياجات الأساسية، وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وتفاقم مشكلات سوء التغذية، وتزايد التوتر والقلق بين أفراد الأسر، وقد يلجأ بعض محدودى الدخل إلى حلول غير صحية، مثل شراء كميات أقل من الطعام أو شراء طعام رديء الجودة، لتوفير المال، ويُؤدى ذلك إلى مخاطر صحية جسيمة على المدى الطويل.

* ما الحلول الواقعية التى يمكن تطبيقها للتخفيف من وطأة هذه الأزمة؟

أولا التخطيط المالى، فيجب على كل أسرة وضع ميزانية شهرية تُحدد فيها جميع احتياجاتها ونفقاتها، وتحدد احتياجاتها الأساسية والأولويات، والتركيز على شراء ما هو ضرورى فقط، ويجب مراجعة هذه الميزانية بانتظام للتأكد من أنها تسير على المسار الصحيح، وإجراء التعديلات اللازمة عند الحاجة.

ويجب أيضًا التقليل من الإنفاق على السلع الاستهلاكية، وشراء السلع الأساسية فقط مثل الطعام والشراب.

* ما دور كل من الفرد والمجتمع والحكومة فى هذا الشأن؟

لابد من تكاتف الجهود من قبل الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص لمواجهة هذه الأزمة وتحسين حياة الفقراء ومحدودى الدخل، مثل توزيع السلع الأساسية بأسعار مدعومة، ودعم بعض السلع الاستهلاكية، وتقديم مساعدات مالية للأسر المتعففة، لكن نريد بعض الخطوات الإضافية التى يمكن للحكومة اتخاذها، مثل فرض رقابة صارمة على الأسواق لمنع الاحتكار والمضاربة، وزيادة الدعم المالى للأسر الفقيرة ومحدودى الدخل، وتوفير فرص عمل جديدة لهذه الفئات، بالإضافة إلى دعم برامج التعليم والتدريب المهنى، ونشر ثقافة الترشيد والاستهلاك المسئول.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو" ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية
 

الجريدة الرسمية