فيرينا، حكاية قديسة قنا التي علمت أوروبا النظافة وأجبرت ملوك أوروبا على خلع التيجان في حضرتها (فيديو وصور)
"ممسكة بيدها فلاية خشبية وإبريق ماء".. صورة للقديسة فيرينا بكنيسة مار جرجس والفرقة الطيبية بجراجوس بمركز قوص جنوب محافظة قنا، تحمل معان كثيرة وتاريخ لم ينسَ في مصر وأوروبا خاصة أن فيرينا هي من علمت أوروبا النظافة والجمال.
فيرينا الثمرة الطيبة
والقديسة فيرينا ولدت في عام 280 م تقريبًا لأسرة تقية لها علاقة قوية بالكنيسة لهذا أسمتها من البداية "فيرينا أي بذرة أو ثمرة طيبة" وسعت لمنحها سر المعمودية المقدسة منذ أيامها الأولى على يد قديس يدعي شيرامون أسقف مدينة نيلوس في منطقة بني سويف حيث انتقلت في بداية طفولتها والذي أشرف على تعليمها ونشأتها الدينية.
وانتقلت "فيتو" إلى قرية جراجوس، الواقعة بمركز قوص، جنوب محافظة قنا، موطن ونشأة القديسة فيرينا لكشف أسرار وحكايات عن القديسة التي علمت أوروبا النظافة والجمال.
فيرينا جزء من تاريخ مصر
وقال القمص بيشوي بسيط، كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس والفرقة الطيبية بقرية جراجوس: "سوف أسرد لكم قصة من أجمل القصص التي تجسد جزء مهم من تاريخ الكنيسة وهو لا يتجزأ من تاريخ مصر، ففي أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الميلادي الإمبراطورية الرومانية التي كانت تسيطر البحر المتوسط جنوب أوروبا وغرب آسيا وشمال ووسط إفريقيا، كانت منقسمة إلى جزءين واحدة للشرق والأخرى للغرب، إمبراطور الغرب حصل عندها ثورة شعب اسمه شعب الباجور وطلب من إمبراطور الشرق مساعدة عسكرية وكانت أفضل الفرق هي الفرق الطيبية نسبة إلى طيبة وكان إقليم طيبة عاصمة مصر في هذا التوقيت".
فيرينا في مهمة خاصة بأوروبا
وأضاف القمص بيشوي: "هذه الفرقة كانت مكونة 6600 فرد وتم إرسالهم من الشرق إلى الغرب بقيادة القائد موريس، وكان لكل كتيبة قائد وتحوي على 550 فردًا وسافروا عن طريق المراكب والسفن وكانت من طيبة "الأقصر حاليًّا" متجهين للإسكندرية ومنها بسفن كبيرة إلى أوروبا في هذا التوقيت كان مسموح أن يصطحب كل شخص زوجته أو نجله أو ابنته الذين يعملون في أعمال التمريض أو الأعمال الإدارية من طعام وشراب الخاصة بالكتيبة والجنود وكان من ضمنهم القديس فيكتور وابنة عمه القديسة فيرينا".
تعذيب فيرينا على يد إمبراطور فرنسا
وتابع: "القديسة فيرينا ولدت هنا في قرية جراجوس وذلك بحسب المخطوطات التي كتبت في سويسرا وفي زيورخ وألمانيا واقدم مخطوطة كان في عام 880 ميلادية وذكر فيها أنها من قرية قرقوس والتي سميت فيما بعد جراجوس، ولدت 280 تقريبًا وذهبت مع الفرقة إلى أوروبا في عام 330 ميلادية تقريبا، ووقتها قسمت مجموعة الفرقة وذهب البعض منهم الي الباجور بفرنسا والتي كانت تحت قيادة موريس ووقتها طلب منهم الإمبراطور تقديم البخور للآلهة الخاصة بهم فرفضوا الامتثال إلى هذا الامر فجميع الكتيبة 6600 جندي من أقباط مصر ووقتها كانت مصر كلها مسيحية وتم إيداعهم في السجن لفترة فما كان من الوالي إلا قتل الأقباط المصريين والرومان كان يعشقون فن القتال فبدأ بطريقة العد العشري وهو أن يعد ويقتل رقم 10 مثلًا لإدخال الرعب في قلوب الجنود إلا أنهم لم يستجيبوا لهذا الأمر وجميع من كانوا في الكتيبة الـ 550 جنديًّا وكانت القديسة فيرينا معهم وانتشرت مع الكتائب في مجموعة جبال الألب وقتها ما بين سويرا وألمانيا وزيورخ وفرنسا فالوالي آنذاك كان بيتتبع كل ما هو مسيحي لقتله".
قتل دموي
وأشار القمص بيشوي، إلى أن الوالي أراد أن يكون أقباط مصر عبرة فأتي بهم إلى ساحة في زيورخ وما كان منهم سوى ترديد تسبحة باللغة القبطية".
واستطرد: "معتاد أن تكون التسبحة ربعين في الكنيسة وكل بيت عبارة عن ربع الصف القبلي يذكر ربع والقبلي يرد عليه بربع أخر وبعد ذلك تم قطع رؤوسهم فقامت كل جثة منهم بحمل الرأس وهم يرددون نفس التسبحة حتي انتهوا وهم علي مسافة 26 مترًا من المكان الذي تم ذبحهم فيه إلى المكان الذي رقدوا فيه وهذان المكانان بهم أعظم كاتدرائيتين يتم استخدامهم في المناسبات في زيورخ باسم القديسين، وتخليد لذكر القديسين الثلاثة تم عمل ختم البرلمان او شعار الجمهورية كما يطلق عندنا موجود عليه صور القديسين الثلاثة فيلكس وريجولا وإكسيوبرانتيوس وهم مذبوحون وكل شخص حامل رأسه على يده وهو موجود حتى اليوم.
القديسة فيرينا في كهف الثعابين
واستكمل قصة القديسة فيرينا، قائلًا: "عاشت في كهف وهذا المكان كان ملء بالثعابين والعقارب وكل الزواحف السامة والضارة بصلاتها قضى ربنا على كل ده ".
كما أشار إلى أنها استقرت في الجزيرة التي كانت كهف ثم دير وتوسعت الي جزيرة وكانت تبشر بالمسيحية وكانت تهتم بالمرضى خاصة مرضى الجزام.
أول صعيدية تعلم أوروبا النظافة والجمال
وأوضح أن القديسة فيرينا هي أول صعيدية مصرية بنت جراجوس في صعيد مصر هي التي قامت بتعليم أوروبا النظافة والجمال والاستحمام وتسريح الشعر.
وواصل القمص بيشوي حديثه عن القديسة فيرينا قائلًا: "وفي صورتها نلاحظ شيئان الأول إبريق المياه الذي كانت تستخدمه في النظافة والاستحمام وبيدها اليمنى الفلاية المصرية المشهورة والمعروفة أنها جزء ذات أسنان كبيرة وأخرى ضيقة وما زالت موجودة يستخدمها جداتنا وأمهاتنا ونفس الصورة موجودة في كنيستها بزيورخ، والجميع في أوروبا نوه الي ذلك ويعترفون بجميلها، والوالي آنذاك سجنها وهي في السجن مريض الوالي وعرف عن وجودها فطلب منها العون وكانت تعالج بالأعشاب وصلت له وشفي فعلًا ورفضت أي مساعدات منه وطلبت فقط أن يتركها وشأنها للصلاة والعبادة بعيدًا عن الوثنية ووقتها أنشئت دير وكان معها عدد من العذارى وجميع ما ذكرت مكتوب في مخطوطات تؤكد أن هذا جزء من تاريخ مصر".
ملوك أوروبا يتبركون بالقديسة فيرينا
وأشار إلى أن القديسة فيرينا عاشت تخدم مرضي الجذام وتبشر بالمسيحية وتهتم بالنظافة الشخصية حتى وصل عمرها 64 عامًا وفي عام 344 أصيبت بمرض بسيط رقدت في فراشها وجميع العذراى الموجودين معها اشتموا رائحة البخور وسمعوا صوت من الملائكة يرتل "أكسياس..أكسياس" وهي تعني أنها مستحقة وجاءت العذراء مريم بنفسها إليها لتصعد بروحها إلى المخلص يسوع المسيح.
وقال: "الملوك قبل الحرب يذهبون إليها ويخلعون التيجان ويضعونه للتبرك بها وشفاعتها من المرض خاصة مرض السرطان وإيجاد النسل".
الاحتفال بالقديسة فيرينا
وأردف:" نحتفل بالقديسة فيرينا في مصر في يوم 4 توت الذي يواكب 14 سبتمبر وبفارق التوقيت بيننا وبين الغرب هم يحتفلون في 1 سبتمبر واشتهر اسمها وسميت العملة الخاصة بهم فرنيلي تيمنا باسم فيرينا وعلى نهر الراين يوجد تمثالان واحد ببدايته والثاني بنهايته للقديسة فيرينا وفي مدخل السفارة السويسرية بمصر ويعتبرونها رمزًا للإيمان والنظافة".
وأكد القمص بيشوي أنه في عام 1998 جاء الأنبا بيمن مطران نقادة وقوص بجزء من رفات القديسة وهو ما تبقى من العظام للتبرك بها في الكنيسة وذلك بوثيقة رسمية وتم وضعها في عام 1999 بعد تجهيز مكان خاص بها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.