"المعزول" وحلم ليلة صيف
حين قرأت ما ذكره "المعزول" مرسي في العيد عن إنهاء الإرهاب في سيناء وفض الاعتصامات واعادة الاستقرار لمصر، مقابل اطلاق سراحه ورفاقه في الإرشاد وضمان عدم الملاحقة القضائية لأي منهم، تذكرت مسرحية "حلم ليلة صيف" أشهر ما كتب البريطاني وليام شكسبير في الملهاة، إذ تتقاطع أحلام مرسي "المستحيلة" بشكل أو بآخر مع بعض أحداث المسرحية من حيث التحايل على القانون، وفكرة الحمار وغيرهما.
مرسي على قدر ما سبب من خراب ودمار اقتصادي وأمني ومالي واقتصادي واجتماعي وسياسي في عام حكمه "النحس"، فإنه أضحك الشعب والعالم ليس لخفة الظل، انما بالغباء والسطحية وضعف الشخصية و"الهرتلة" وانعدام الفكر والقيادة وحتى القبول النفسي.
"المعزول" لم يقدر المعاملة فوق الكريمة التي يحظى بها من قبل قيادة خير أجناد الأرض وتمادى في عروضه السخيفة التي اتفق عليها سواء مع "أسياده" في الجماعة الإرهابية أو الدول التي تخابر معها ضد مصر وشعبها ومستقبلها. وآخر "صفقات" مرسي التي أبلغها لضباط الحرس المكلف بحراسته أنه قادر على فض الاعتصامات وانهاء الإرهاب شرط الافراج عنه وقيادات جماعة الإخوان المسلمين وضمان عدم ملاحقتهم قضائيا.
صحيح أن الإخواني المعزول ترك عنه اسطوانة الشرعية والصناديق وتحول إلى الإلحاح في طلب الخروج الآمن والعيش حرا سواء في مصر أو خارجها، لأنه اتفق مع أمريكا التي تجسس لصالحها منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى عزله من الحكم، على نسيان فكرة عودته للرئاسة وأن يعمل على ضمان حريته أولا، ثم وبمجرد الموافقة على إطلاق سراحه سيغادر إلى قطر أو السودان أو اليمن أو باكستان أو تركيا ويعلن من هناك حكومة المنفى، وينال على الفور اعتراف أمريكا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وتعيش مصر في فوضى "رئيسين" أحدهما في المنفى ومعترف به دوليا والآخر في الداخل يحظى بدعم الشعب والجيش.
وفي حال الإفراج عن مرسي شرط عدم مغادرة البلد، فإنه سيكرر الأمر نفسه وسط أنصاره في سيناء أو مطروح لتبدأ الحرب الأهلية بين الموالاة والمعارضة في تكرار للنموذجين السوري حاليا والجزائري في التسعينات، على أن يعلن انفصال سيناء بالتعاون مع حماس لتصبح دولة الخلافة الاسلامية، او استقلال مطروح والسلوم بدعم الاسلاميين في ليبيا. وهكذا تتحقق المؤامرة الأمريكية لتقسيم مصر بعد أن فشلت في تحقيقها عبر تمكين "الإخوان" وتجنيد العملاء والخونة وعشرات السيناريوهات في السنوات الثلاث الماضية، حيث تصدى لهم جميعا الجيش والشعب.
مرسي جاءه الرد القاطع من قيادة القوات المسلحة بأنه لا مجال للتفاوض أو الصفقات، لأن الخونة وقادة الإرهاب ومن عمل على تدمير البلد مصيرهم بيد القضاء والشعب، ثم استيقظ العياط "الحالم في ليلة صيف" على اشراقة شمس "ساحت" معها أحلامه، حيث بدأت قوات الشرطة فض اعتصامات الجماعة الإرهابية التي يهدد بها الشعب والبلد، وهكذا بدأت الدولة في استعادة هيبتها أمام جماعة ارهابية فاجرة، استقوت بالخارج وعاثت فسادا في الداخل وجعلت مصر مرتعا لأجهزة مخابرات العالم تعبث بها كما تشاء.
مرسي العياط يهدد "هنكمل الحرب عليكم وابقوا قابلوني لو عاد الاستقرار للبلد تاني"، هذا الجاسوس المجرم لا تأخذكم به رأفة أو رحمة ، ولتكن محاكمته ورفاقه بالخيانة العظمى وتعليقهم على المشانق في الساحات عبرة لأمثالهم من الخونة والعملاء.