رئيس التحرير
عصام كامل

النخبة المُغيبة والوعى الجمعى للشعب


فليسقط أى ولاء أو انتماء، ولتسقط أي منظومة فكرية أيدولوجية تتناقض مع مصلحة الوطن وتهدد بقاءه، بل فلتذهب للجحيم إن تصلبت وتجمدت وأصابها العفن المقدس الذى يفرضها تعاميا عن معطيات الواقع وخصوصية كل مجتمع.


ولكن يبدو أن البعض من نخبة الخيبة المصرية التى تحاصرنا فى الفضائيات وفى بعض مناصب الدولة الرفيعة، تنتمى وتخلص أكثر لأفكارها أو مبادئها التى تتصف بالجمود والتخلف وعدم القدرة على التطويع لمعطيات الواقع ومقتضيات القوى المتحكمة فى الوطن والأخطار المحدقة به.

بوضح، أتحدث عن البعض الذين يحاولون تطبيق حرفيا مبادئ ليبرالية أو ثورية على وجود جماعة الإخوان المتطرفة والخائنة لوطنها، ربما يكون الوعى الجمعى للشعب المصرى أكثر نضوجا وعقلانية ووطنية أيضا عن كبراء النخبة المصرية ونجومها اللامعين فضائيا فقط والمغيبين فعليا عن واقع الحياة المصرية ومتطلبات الأمن القومى المصرى .

يحدثكم بعضهم عن ضرورة تواجد جماعة الإخوان وفق المنظومة السياسية المصرية القادمة وفقا لخارطة الطريق، هذا أول تناقض لا يشعرون به، فهم صدعوا رءوسنا كثيرا بدينية الجماعة وخلطها للسياسى بالدينى.

ثم تجدهم الآن وكأن كئوس السلطة بمظهريتها وتفاعلها الدولى مع بعض منظمات المجتمع الغربى قد أنستهم هذه الحقيقة، وهى أن جماعة الإخوان كيان واحد لا ينفصل فيه السياسى عن الدينى الدعوى، بل والأخطر هو تطويع الدعوى والمقدس الدينى لخدمة السياسى بكل ابتذال ودجل يناسب أغلبية مريدهم من معدومى الذهن وكارهى الفكر ومحبى العمى على البصيرة. 

تدنى مقيت للدين نفسه،  بداية من ظهور ملائكة الله فى رابعة مرورا بولى الله مرسى الذى اختاره نور الله ! وظهور العذراء فوق محيط رابعة ونهاية بتحريف الشريعة .

يتواكب هذا التحريف للدين بشرعه وفقهه وفقا لمتطلبات كل مرحلة عند الإخوان، فمنذ بضع سنوات كان مبارك عند مرشد الجماعة أميرا للمؤمنين وأبا لكل المصريين وتدعو الجماعه لانتخابه، وذلك طبعا عندما كانت الجماعة تتلقف الفتات من نظام مبارك.

وعندما اختلف الثوار مع المجلس العسكرى كان الجيش هو عمود الخيمة عند دعاة الجماعة وأقسم بالله شيخها حسان بأن الجيش لو سقط لسقطت مصر كلها، كان الدين هنا متوافق جدا مع العسكر واتحدت السياسة بالدين بالقوة فى مشهد إخوانى مثالى بامتياز عند عُباد الجماعة !

ولكن الدين يتبدل مع مصلحة الجماعة، فعندما أنقذ جيش مصر بقيادة الرجل الوطن الفريق السيسى مصر من مؤمرات الخيانة وتقسيم مصر وشفا الحرب الأهلية وأطاح بمخططات تقسيم مصر برعاية إدارة أوباما مع الخونة الإخوان، صار الجيش كافرا وسعى خونة الجماعة لهدمه بإنهاكه فى سيناء وغيرها .

هنا أيضا تم استدعاء دين الجماعة ليقوم بدوره المقدس، قام مرشد الجماعة بتحليل الإفطار فى نهار رمضان استعدادا للمعركة الكبرى والجهاد المقدس، ضد من هذا الجهاد وتلك المعركة المقدسة ؟! بالطبع ضد الأعداء الكفار، ضد المصريين وضد الوطن ومنازلة لجيش مصر، هل هناك لفظ آخر سوى الخيانة والدناءة يمكن وصف هؤلاء الفجار بها؟! ولكنى أحار أكثر فى وصف من يسعون لاحتواء هؤلاء !
الجريدة الرسمية