رئيس التحرير
عصام كامل

"المحافظين".. ليست حركة والسلام!


القرار - أي قرار - هو في الأصل ابن بيئته وظروفه.. والبيئة والظروف يشكلان المعطيات التي تقف خلف أي قرار.. من اختيار الملابس وتحددها القدرات المادية والذوق الشخصي وحتي محال المنطقة السكنية.. وحتي القرار السياسي الذي تحدده الظروف المحيطة واللحظة التاريخية التي يصدر فيها.. وبعد ثورة يوليو كان رجالها في السلطة والحكم.. وهذا منطقي في ثورة تقلب مصر رأسا علي عقب.. تفكك بنيتها الطبقية كلها وتعيد تشكيلها من جديد.. وعندما تعيد هيكلة الطبقات وتعيد توزيع الثروة فلابد من مقاومة ستحدث.. وهنا فرجال الثورة هم الأقدر علي المواجهة.. ولم يمنع ذلك من وجود أهل الكفاءة من أسماء لامعة جدا من فتحي رضوان إلي الدكتور محمود فوزي.. ومن مراد غالب إلي محمد صلاح الدين.. ومن الدكتور عبد المنعم القيسوني إلي الدكتور علي الجريتلي.. ومن الدكتور محمد حلمي مراد إلي الدكتور حسن عباس زكي.. ومن الدكتور عزيز صدقي إلي المهندس صدقي محمود وزير السد العالي العظيم وغيرهم وغيرهم .. وهو ما ينفي أكذوبة الإخوان الشهيرة بالاعتماد علي أهل الثقة فقط..!!


وفي عصر الرئيس السادات، كان الدكتور عبد العزيز حجازي هو رئيس للوزراء عندما كان الاقتصاد في مقدمة الأولويات.. بينما كان اللواء ممدوح سالم رئيسا للوزراء عندما كان للأمن الأولوية.. وهكذا!

اليوم.. وفي مرحلة انتقالية قد تستمر لأشهر.. وهناك من يهدد الشعب والجيش بإشعال حرب أهلية.. وجر القوات المسلحة للقتال والتهديد بتأسيس جيش مواز.. كان طبيعيا أن يكون رجال الجيش الأكثر عددا ونسبة ربما في تاريخ حركات المحافظين ..وحتي تنتهي هذه الفترة العصيبة التي يطالب الكثيرون بأن تكون حاسمة وحازمة..

المشكلة - في تقديرنا - ليس في الحركة.. إنما في تلك الحالة النفسية المزمنة ( الهسهس لمؤاخذة ) التي اعتذرت عن الهتاف ضد ما أسمته بـ" العسكر "..لكنها لم تشف من آثار ذلك بعد..!!!
الجريدة الرسمية