بيخاف من الضلمة ودائم البكاء، الوجه الآخر لـ محمود المليجى شرير السينما المصرية
محمود المليجى ، نموذج لأدوار الشر فى السينما المصرية التى قام بها نجوم طيبو القلب بشهادة من عمل معهم، لكن فرضت عليهم الأدوار الأولى التى نسبت إليهم صفة الشر والإجرام والبلطجة، فكان الفنان محمود المليجى الملك المتوج لأدوار الإجرام والدهاء، وبرع توفيق الدقن فى أعمال النصب والبلطجة وكسب فريد شوقى أدوار الرجل الوحش القوى الذى يهزم كل من حوله.
وكتب الناقد عبدالله احمد عبدالله الشهير بـ"ميكى ماوس" فى مجلة اكتوبر 1980 يقول:كانوا اشرار لكن طيبى القلب فمثلا كان محمود المليجى يخاف من الظلام ولا ينام إلا مع إضاءة الغرفة وكان الدقن طيب القلب تنساب دموعه سريعا لموقف حزين أو لفراق أحد قريب منه حتى أننى رأيته يبكى بحرقة يوم رحيل صديق عمره الفنان محمود المليجى.هم فى النهاية كانوا أطيب خلق الله.
جمع بين ادوار الخير والشر
استطاع الفنان محمود المليجى ــ رحل فى مثل هذا اليوم 6 يونيو عام 1983 ـــ ان يجمع بين أدوار الخير والشر فى أفلامه بالرغم من طيبته وتواضعه الزائد يشهادة زملائه الممثلين، حتى انه عرف بشرير الشاشة الطيب، كان يخاف الدماء ويخاف من الظلام، حقق جماهيرية كبيرة طوال مشواره الفنى.
لم يكن ملامح محمود المليجي الجامدة على الشاشة المصرية هو الوجه الحقيقي له، فكان شخصا دائم البكاء، ومن أبرز مواقفه التي بكى فيها عندما كان بفريق التمثيل بالمدرسة، وحاول لفت انتباه عزيز عيد مدرب فريق التمثيل، فقال له عيد "روح دور على شـغلـة تانية غير التمثيل" غضب المليجي وتوارى خلف شجرة بالمدرسة وراح يبكي، لكن جاءه عزيز عيد وقال له ان يتنبأ له بمستقبل عظيم عندما يكبر بشرط الا يصيبه الغرور ـ حسب ماقال المليجى فى مذكراته.
لم يكن هدفه التمثيل حتى يكون شريرا
كانت وجهة الفنان محمود المليجى فى البداية ان يصبح مطربا ولم يكن التمثيل هدفه لكن الموسيقار محمد عبدالوهاب صدمه بقوله إنه لا يصلح للغناء بسبب صوته الجاف الخشن ونشازه الواضح، ثم أراد أن يكون عازفًا وملحنًا، لكنه في أول تجربة عزف أمام بديعة مصابني تعامل مع الأوتار بخشونة فمزقها، ثم أراد أن يكون ملاكمًا ففشل، ليكون التمثيل نهايته، وكانت الصدفة أن اول دور له فى السينما كان شخصية شريرة ومن هنا سجن فى أدوار الشر حتى النهاية.
كـان المليجى إنسانًا طيب القلب مع زملائه الفنانين وأبا روحيا لهم، وقد كشف مؤخرا المهندس يسرى حفيد السيدة علوية جميل من زوجها السابق عن أسرار في حياة الفنان الراحل محمود المليجى منها انه كان يحب العزلة، وليس اجتماعيا، ويهوى القراءة والدهان على الخشب بالرغم من انه كان يعانى من عمى ألوان ولا يفرق بينها، وكان رجلا طيبا للغاية ورغم ذلك كان يطلق عليه شرير السينما.
قيس وليلى اول ادوار الاجرام على الشاشة
ونتيجة لقدرة الفنان محمود المليجى الفائقة على تمثيل ادوار الشر أصر مخرجي السينما المصرية على حبس المليجي في أدوار الشر لعقود طويلة إرضاء لمتطلبات الشباك، وذلك منذ أن ظهر لأول مرة كشرير في فيلم "قيس وليلى»" للمخرج إبراهيم لاما عام 1939، وكان نيازي مصطفى أحد المخرجين الذين كانوا يرون فيه شريرا ويعجب به فى أدوار الشر والاجرام وكان يعشق مشاهدة المليجي وهو يتلقى الضربات ويسقط على الأرض وسط دمائه وجروحه، على نحو ما حدث في فيلم " أبو حديد" عام 1958 مثلا.
يخاف من منظر الدماء ومن الظلام
على الرغم من أن المليجي معروف بوجه الشر والعنف على الشاشة في السينما المصرية ومشاهد العنف والقتل إلا أنه كان يخاف الدماء أكثر من أي شئ، ففي حديث سابق للفنان فريد شوقي يروي فيه نقطة ضعف المليجي قال: "إنه يتظاهر بالشجاعة ويتظاهر بالفتونة، وهو مش فتوة، يعنى إحنا حين كنا نصور فيلم " المغامر"، وهو ضابط بوليس وبيطاردنى، وفي إيده مسدس، وبيضرب بيه من غير ما يبص له، لأنه بيخاف من الدم.
وظل الفنان محمود المليجي يقدم أدوار الشر بامتياز ثم كان التحول الرهيب في عام 1970 وهنا ظهرت عبقرية المليجي حينما شارك في ملحمة "الأرض" مع المخرج يوسف شاهين ليقدم المليجي دوره الرائع "محمد أبو سويلم".. الفلاح الذي تمثل له الأرض جزء من لحمه ودمه ظل يذود عنها ضد الهجانة وعصابة محمود بك الإقطاعي ومعه نفر من الفلاحين الباسلين حتى مات وهو يرويها بدمائه.. الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا وهو واحد من أروع الأدوار في تاريخ السينما ويصنف الفيلم بأنه ثاني أعظم فيلم في تارخ السينما المصرية.
نجح فى دور الرجل الطيب الحنون
يقول الناقد الفنى محمود قاسم إنه يعشق الفنان محمود المليجي في أدواره الإنسانية أكثر من أدواره الشريرة، والحقيقة أن المليجي استطاع خلال مشواره الفني أن يتقن أداء النمطين معًا ببراعة حتى يخيل لمن يشاهده وهو يجسد دور الشرير في فيلم ما، أنه من المحال أن يكون هو نفسه الذي يجسد دور الرجل الطيب الحنون في فيلم آخر.
والفنان محمود المليجي الذي اتصف بالطيبة المتناهية والأخلاق الفاضلة في حياته الشخصية، وكان زوجًا مثاليًا لشريكة عمره الفنانة الكبيرة علوية جميل، كان على النقيض في اغلب أعماله التي بلغ عددها 400 عملا .
رفض الجمهور الادوار الطيبة
قام الفنان محمود المليجى بأدوار أفلام الصراع بين الخير والشر تلك التي تقاسم بطولتها مع النجم فريد شوقي، حيث كان الجمهور في مختلف البلاد العربية حريصًا على حضور تلك الموجة من الأفلام بحماس لمشاهدة المليجي الشرير وهو يتلقى الضربات واللكمات من وحش الشاشة فريد شوقى انتصارًا للحق والخير ن حتى ان جمهور السينما كان يغضب ويقوم بالهياج والتكسير اذا ما قدم المليجى خلاف ادوار الشر.
مع تقدم العمر تحول الفنان محمود المليجى من ادوار الشر والعنف الى الادوار الانسانية الفلسفية مثلها فى الارض وفى حدوتة مصرية وغيرها، الا أن الجمهور لم يتحمس كثيرًا لأدوار المليجي الإنسانية في بعض الأفلام، بسبب ارتباط اسمه منذ بداياته بالشر والجرائم التي تراوحت ما بين القتل والسرقة والخديعة والبلطجة والاتجار فى المخدرات،.
أدوار انسانية بعيدة عن ادوار الشر
من أعمال المليجي التي ابتعد فيها عن الشر غير فيلم الارض مثلًا: دوره كطبيب وأب لمريم فخر الدين في فيلم " حكاية حب" عام 1959، ودوره كطبيب يتهم ظلمًا بالقتل في فيلم " المتهم " عام 1957، ودوره كرسام يعيش في عزلة عن الناس وعن ولده عبدالحليم حافظ في فيلم " أيام وليالي"، وكرئيس تحرير فى " يوم من عمرى "، والاب الطيب فى فيلم " عودة الابن الضال ودوره كأب ناصح فى فيلم الخروج من الجنة وغيرهم..
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.