الفتوة.. ناقش قضية الاحتكار.. ارتفاع سعر الطماطم إلى 20 قرشًا وراء إنتاجه.. فريد شوقي يترافع أمام المحكمة لإعادة عرض الفيلم.. وسر فشل شادر السمك في استنساخه
فيلم الفتوة ، من الأفلام الواقعية الاجتماعية وأفلام الجريمة أيضا، واحد من أفضل مائة فيلم في السينما المصرية ويمثل قمة الصراع بين تاجر الجملة وتاجر الرصيف، الفيلم أخذ عن قصة حقيقية لأشهر تاجر فاكهة في الأربعينات والخمسينات ــ محمد زيدان ــ والملقب بملك الفاكهة لاحتكاره تجارتها في سوق روض الفرج للخضروات بمساندة السرايا، عرض الفيلم في إبريل 1957 ثم توقف وأعيد عرضه في مثل هذا اليوم 1957.
وحقق فيلم الفتوة نجاحًا كبيرًا إذ اكتملت فيه عناصر النجاح سواء على مستوى إشادة النقاد أو الإقبال الجماهيري عليه بفضل الحبكة الدرامية له، مع ابداع نجوم بحجم زكي رستم وتحية كاريوكا بجانب بقية طاقم العمل.
فيلم الفتوة قصة سجلها فريد شوقي ومحمود صبحي، وكتب السيناريو الأديب نجيب محفوظ وصلاح أبو سيف ومحمود صبحي، والحوار السيد بدير، وأخرجه صلاح أبو سيف وبطولة فريد شوقى، تحية كاريوكا، ذكي رستم، ميمي شكيب، توفيق الدقن، فاخر فاخر وحسن البارودي وعبد العليم خطاب وضيوف الشرف محمود المليجى وهدى سلطان وانتاج فريد شوقي.
قصة فيلم الفتوة ونهايته المفتوحة
وتدور قصة فيلم الفتوة عن الشاب هريدي الذي يأتي من الصعيد، ويعمل لدى المعلم أبو زيد بمساندة من المعلمة حسنية ويصفعه المعلم على قفاه في أول يوم عمل له، ويصبح بعدها الذراع الأيمن للمعلم ويعلم كل أسراره واستعانته بأصحاب النفوذ لرسو مزادات الفاكهة والخضار عليه، ويقال إن الملك فاروق كان يسانده ويتطور الأمر ويصبح هريدي سيد السوق ويحصل على البكوية من الملك فاروق بنفس أساليب أبو زيد ويتحول إلى طاغية بعد مقتل أبو زيد، وينتهي الفيلم بدخول وافد جديد إلى السوق ويتكرر مشهد البداية تعبيرا على استمرار الحدث لأن الجوهر نفسه لم يتغير.
جاءت فكرة الفيلم فى قعدة دردشة
وفي حوار بين المخرج صلاح أبو سيف والناقد السينمائى هاشم النحاس نشرته مجلة “فن” عام 1960 عن كيفية صناعة فيلم الفتوة قال ابو سيف: كنت فى مكتب فريد شوقى وقال أحد الحاضرين " تصوروا كيلو الطماطم بـ عشرين قرشا وكانت من يومين بنصف قرش وتطور الحديث عن العصابات التي تتلاعب بالأسعار فى السوق لتحقيق مكاسب يدفع ثمنها الشعب، وكنا نسمع عن ملك السوق محمد زيدان الذى قيل ان الملك قتله بسبب التنافس بينهما، وكان حاضرا محمود صبحى فانبرى فريد شوقى وقال فكرة فيلم جميلة وبدأ محمود صبحي يسجل الفكرة.
ووصف المخرج صلاح أبو سيف النهاية المفتوحة للفيلم بقوله: انها نهاية جديدة وغير مسبوقة لأن المشكلة التى يتناولها الفيلم لم تحل حتى الان، وبصرف النظر عن أن هذه نهاية فيلم الفتوة كانت شكلا فنيا جديدا على السينما المصرية حينذاك فهي ايضا اشارة تؤكد أن الفساد مازال متوغلا في المجتمع ينخر فيه كالسوس لأن التغيير كان مازال شكليا مؤكدا ان فيلم الفتوة برغم ما فيه من قسوة هو صورة واقعية لزماننا.
من مفارقات فيلم الفتوة أنه عند عرضه فى السينما فى الصعيد حطم الجمهور أثاث وكراسي السينما لعدم رد فريد شوقي ــ وهو الصعيدي ـــ على إهانته بالصفع على قفاه مما يمثل عيبا على الرجل الصعيدي.
دعوى قضائية أوقفت عرض الفيلم
أيضا عند عرض فيلم الفتوة قدم ورثة محمد زيدان ــ ملك الفاكهة الحقيقي ــ دعوى قضائية بوقف عرض الفيلم باعتباره يشوه سمعة والدهم، وبالفعل تم سحب الفيلم من السينما، ووقف المنتج فريد شوقي يدافع بنفسه عن الفيلم في المحكمة بقوله إنه يوافق على وقف عرض الفيلم ومصادرته بشرط أن يتم التحقق من ثروة عائلة زيدان التي جمعها من علاقته بالملك والسوق السوداء، وانه تكلف إنتاج الفيلم 27 ألف جنيه وهى ضربة قاضية بالنسبة له، مؤكدا أن الفيلم من نسج خياله فحكم القاضي بإعادة عرض الفيلم فى مثل هذا اليوم 11 مايو عام 1957.
تحية كاريوكا ترفض مشاركة هند رستم فى الفيلم
من المفارقات أيضا أنه أثناء إعداد فيلم "الفتوة" اكتشفت الراقصة تحية كاريوكا ــ بطلة الفيلم ــ وجود رستم بالفيلم فصممت على إخراجها من الفيلم، ووقع المخرج "صلاح أبو سيف" والمنتج والبطل "فريد شوقي" في حرج وورطة شديدة، واضطرا أخيرا إلى الرضوخ لأوامر تحية كاريوكا، وإسناد دور هند رستم إلى الراقصة نيللى مظلوم، بالرغم من أن هند كانت قد تعاقدت وتقاضت العربون، وقد ارجعت هند رستم ذلك الى خلاف مع تحية كاريوكا بسبب شائعة علاقة هند بزوج تحية عبد المنعم الخادم.
رغم اسم الفيلم الفتوة إلا أن النقاد اعتبروه لا ينتمي إلى أفلام الفتوات حيث لم يشارك فيه فتوات حقيقيون ولم تدر أحداثه حول عالم الفتوات ولم يكن بطله فتوة بالمفهوم المتعارف عليه فى روايات نجيب محفوظ مثلا وأن أحداثه دارت داخل السوق.
الدرس الذي تعلمه فريد شوقي من زكي رستم
ويحكي المخرج أحمد يحيي موقفا شاهده أثناء تصوير فيلم الفتوة: أنه خلال تصوير فيلم الفتوة حدثت مشاجرة فى سياق الأحداث بين فريد شوقي وزكي رستم وكان من المفترض أن زكي رستم يقتل فريد بوضعه في ثلاجة الخضروات، وبعد انتهاء تصوير المشهد تسلل فريد خلف الكاميرا ليتابع أداء رستم في التمثيل، وكانت الطامة الكبرى لمحه زكي رستم من بعيد فطلب وقف التصوير وانفعل على فريد وقال له (إزاي ابقى قتلتك في المشهد والمحك واقف قدامي زي القرد، انت كده تسببت في خروجي من حالة تقمص الشخصية) وفهم فريد شوقي الدرس.
محاولة إعادة فيلم الفتوة في شادر السمك
حاول المخرجون إعادة إخراج صورة فتوة السوق في فيلم آخر هو "شادر السمك" لكن علق فريد شوقي على ذلك بقوله: كيف يمكن إحضار بطل مثل زكي رستم لبطولة الفيلم وتمثيل دور فتوة السوق، لا يمكن ذلك لأن زكي رستم يتفك بثلاثة أو أربعة ابطال بالشكل الحالى مع حبي واحترامي لإبني الفنان أحمد زكي..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.