لإنقاذ حياتها، فلسطينية تروي تفاصيل بتر قدمها بسكين على طاولة مطبخ دون تخدير (صور وفيديو)
“بتر ساقي أو حياتي”.. بهذه الكلمات بدأت الفتاة الفلسطينية عهد بسيسيو تروي قصتها مع بتر قدمها علي طاولة مطبخ منزلها المدمر من القصف بسكين، وخيط ملابس دون مخدر علي يد عمها الطبيب هاني بسيسو، في محاولة أخيرة منه لإنقاذ حياتها.
لمشاهدة الفيديو من هنا
الخيار الأصعب “الموت أو فقد الأطراف”
وبحسب شبكة وقناة “سكاي نيوز” عربية، تحدثت الفتاة الفلسطينية عن محنتها التي تعرضت لها جراء قصف الاحتلال لمنزلها وكيف ساعدها عمها في إنقاذ حياتها بأدوات بدائية، نظرًا لعدم توافرها بعد قصف مستشفي الشفاء في قطاع غزة .
وقالت عهد بسيسيو الفتاة الفلسطينية التي غادرت غزة بمساعدة مصر لاستكمال رحلة علاجها في الولايات المتحدة الأمريكية: إنها تعرضت في الـ19 من ديسمبر الماضي لعملية بتر مرعبة لقدمها دون مواد مخدرة، وأدوات جراحية علي طاولة المنزل في محاولة من عمها لإنقاذ حياتها في اللحظات الأخيرة.
وتابعت بسيسو: منزلي مكون من 6 طوابق، أسكن الطابق الأرضي برفقة عائلتي ووالدي يعيش في بلجيكا، وفي أحد الأيام صعدت للطابق العلوي للحصول علي شبكة أفضل لطمأنة والدي أننا ما زلنا أحياء، لكن حينها رأيت أنا وأختي الدبابات الإسرائيلية تحاصر المكان، وبعد دقائق وقع انفجار ضخم، وسقط جدار فوقي وملأ الغبار المكان ولم أستطع حينها رؤية أو فهم أي شيء.
كنت محاصرة تحت الأنقاض حتي جاءت والدتي وأبناء عمومتي لمساعدتي وإخراجي من تحت الأنقاض، فسألتهم هل فقدت قدمي ؟، أنا لا أشعر بها، فكانت الإجابة بـ لا، لكنهم طلبوا مني عدم النظر إليها خاصة أن قدماي حينها كانت مكسورة والأخري ممزقة تمامًا.
واستكملت: منزلي لم يبعد كثيرًا عن مستشفي الشفاء في مدينة غزة، لكن المستشفي ذاتها قصف من قبل الاحتلال، ورغم الألم الذي كنت أعانيه طلبت من إخوتي وأبناء عموتي ألا يداويني سوى عمي هاني وهو طبيب جراحة، وحينها خيرني بين بتر قدمي أو فقد حياتي، توسلته كثيرًا ألا يفعل ذلك، لكن قال باكيًا لم يعد أمامي سوى هذا الخيار حياتي أو قدمي.
وضعني علي طاولة الطعام التي كانت مفضلة لدينا ونتجمع عليها لتناول الخبز الطازج، قبل أن تتحول مسرحًا للرعب الذي لا يمكن تصوره، بعدما أجري جراحة لبتر قدمي مستخدمًا “جردل وصابون وخيط ملابس وسكين مطبخ وقطع قماش”.
وعلي الرغم أن تلك المعدات ليست طبية ولم يخطر علي بال احد استخدامها يومًا ما، إلا انها الوحيدة التي كانت متوفرة، فعمي استخدم الصابون لتنظيف ساقي وبدأ في بتر قدمي بسكين المطبخ علي طاولة الطعام ودموعه كانت تسبقه في خطواته، خاصة أني أتألم فالجراحة كانت تتم بدون تخدير، وكان عزائي الوحيد أن أبناء عمومتي بجواري يقرأون القرآن.
مقطع فيديو نقطة تحول في حياة عهد بسيسو
وتابعت: علي الرغم من هول المشهد، لكن أبناء عمومتي قاموا بتصوير مقطع فيديو لتلك الجراحة المؤلمة ليظهروا للعالم كيف يعيش الشعب الفلسطيني وكيف بتألم، وكيف حل بنا الظلم والقهر وكيف يتم تنظيف جروح الغزاويين بدون مخدر بأدوات أقل من البدائية، لكن كان لهذا الفيديو بمرور الوقت فرصة لمساعدتي في الذهاب لرحلة علاج إلي الولايات المتحدة الأمريكية عبر مصر واستكمال رحلة علاجي المؤلمة.
وأضافت: بعد انتشار الفيديو، وعلي بعد 6 آلاف ميل وتحديدًا في بلدة أيكن الأمريكية بولاية كارولينا الجنوبية كانت هناك امرأة تدعى وفاء عابد فلسطينية الأصل، تأثرت بشدة من مقطع الفيديو الذي شاهدته لعملية بتر قدمي علي طاولة الطعام بدون مخدر، لكن كان لمشاهدتها تأثير قوي حيث أخبرت ابنها الذي يدعي طارق بأنه يجب عليه عمل المستحيل لإخراجي من غزة ، واستكمال رحلة علاجي بطريقة آدمية لا يعرفها الاحتلال.
رحلة العلاج لأمريكا عبر مصر
وبالحديث عن طارق هيلات أكدت بسيسو أنه طالب بكلية الطب ويعمل بدوام جزئي في مؤسسة خيرية باعتباره أمريكيًا من أصل فلسطيني، وحاول من خلال المؤسسة وأصدقائه من فلسطين ومصر وأمريكا وصندوق إغاثة فلسطين- مؤسسة خيرية أمريكية لها تاريخ طويل في مساعدة الأطفال في مناطق الصراع إجلائي في محاولة فشلت 17 مرة، خاصة أن إسرائيل رفضت السماح لها بالمغادرة مرارًا وتكرارًا، وهاجمت قافلة الإسعاف التابعة لها ودُمرت السيارة المجاورة لها، لكنها تكللت بالنجاح في إخراجي من القطاع المنهار لمصر التي كانت علي أتم استعداد وحسن استقبال لي وساعدتني في استخراج جواز للسفر وتأشيرة لاستكمال رحلة علاجي في أمريكا.
الشاب الأمريكي ذو الأصول الفلسطينية كان يتواصل مع الهلال الأحمر يوميًا ، وأحيانا كل ساعة للاطمئنان علي حالتي الصحية حتي خرجت برفقة شقيقتي مني، حتي وصلت لجرينفيل، بولاية كارولينا الجنوبية، في 17 فبراير 2024، واستقبلتني والدته بكل لطف، ومن ثم ساعدتني برفقه الدكتور عمر مبارك جراح أوعية دموية أمريكي الأصل علي اجراء عملية جراحية وتركيب طرف صناعي.
واختتمت عهد حديثها:" صحيح أني قابلت العديد من الأناس أصحاب القلوب الطيبة والنقية، ومازلت في أمريكا للتعافي وسعيدة بكل ما حدث، إلا أن قلبي لا يزال مع عائلتي في شمال غزة، المكان الأكثر فظاعة علي وجه الأرض في الوقت الحالي، والذي سأعود إليه قريبا لكي لا أعطي فرصة للمحتل بالبقاء وإثبات أن صاحب الأرض يعود دومًا.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو" ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.