مراوح وزير التعليم!
في محاولة للتخفيف علي الطلاب عند أدائهم الامتحانات في أجواء حارة أجاز وزير التعليم الدكتور رضا حجازي للطلبة الذهاب للجان بمراوح خاصة بهم! يحملونها من بيوتهم! ورغم النية الطيبة للوزير إلا أن الأمر أكبر من ذلك، حيث يعصف بمبدأ تكافؤ الفرص في الصميم..
فالبعض سيحمل مروحته الخاصة به فعلا بناء علي موافقة الوزير، فإذا استطاع أحدهم بدلا من المروحة حمل تكييف هواء صغير -وما أكثر هذه الأنواع الآن- سيكون شكل اللجان تنويعا لخليط من الأثرياء جدا إلي الأثرياء إلي متوسطي ومحدودي الحال!
وهذا ليس فقط سيكون محرجا لهؤلاء وهم الأغلبية من طلبة وتلاميذ المدارس الحكومية لكن أيضا سيفقدهم الإحساس بالمساواة مع آخرين، وكلا الأمرين سيؤثر علي حالهم في الامتحان، وهو في ذاته عين الظلم!
وإن كان المشهد يحمل ملامح كوميدية من شكل حمل المراوح إلي داخل اللجان، والبحث عن وصلات الكهرباء لتشغيلها، والأعطال التي قد تحدث وأصوات المراوح المزعجة وخروجها من الفيشة، واستدعاء المراقب لإعادتها إلي مكانها..
لكنه أيضا يحمل جانبا مأساويا عن الحال الذي بلغته لجان الامتحان التي لا تستطيع توفير مراوح في اللجان بخطة تسمح بنقل مراوح المدارس إلي اللجان في فترة الامتحانات.. وكانت الإمكانيات المتاحة هاجسا عند الناس يتداولونه بين مصدق وغير مصدق..
ولكن اليوم أكده الوزير بتصريحات النية الحسنة التي أراد معها الخير فاوقعته في شر الأعمال، ونأمل أن يصحح ذلك، والاعتراف بالحق فضيلة الفضائل!!