ثلاثة متغيرات في خلفية الصفقة المقترحة!
وصف الرئيس الأمريكي الأسبق حليف الإخوان، منفذ الربيع العبرى المدعو باراك حسين أوباما وقت ولايته، وكان بايدن نائبا له، وصف بنيامين نتنياهو، بالشخص الفظيع الصعب التعامل معه.. ويعرف السياسيون كم ان هذا الحيوان السياسي لا عهد له ولا شرف كلمة.
من أجل هذا فإن التناقض الظاهر في السياسة الاسرائيلية فيما يتعلق بالاقتراح الأخير المقدم من مجلس الحرب ذاته لايبدو عجيبا ولا غريبا.
المقترح الذي أعلنه بايدن رئيس أمريكا بنفسه قبل ثلاثة أيام هو ما قدمته إسرائيل ووافق عليه مجلس الحرب، وهو في الأصل متطابق تقريبا مع مقترح حماس الذي رفضته إسرائيل، كما قال دبلوماسي أمريكي..
وحتى كتابة هذه السطور، اليوم الأحد، فإن نتنياهو يصدر للعالم وجهين كالعادة: رغم الصفقة لن أنهى الحرب ومتمسك بشروط تدمير حماس.. وحماس يصعب سحقها تماما كما نوه بايدن في خطابه الأخير.. ثم يخرج مستشار في مكتب نتنياهو ليعلن الموافقة على الصفقة لكن الحرب مستمرة!
الصفقة المقترحة وتفاصيلها
الصفقة المقترحة التى قدمها نتنياهو ومجلس حربه من القتلة تنقسم الي ثلاث مراحل، كل مرحلة ستة أسابيع، وفي المرحلة الأولى يتم وقف القتال مع الافراج عن كبار السن والمرضى والجرحى مع عودة مئات الأسرى الفلسطينيين وفيهم سياسيون والسماح بعودة النازحين إلي الشمال وخروج الجيش الاسرائيلي من المناطق السكنية ودخول ستمائة شاحنة مساعدات يوميا..
الشيطان يسكن في تفاصيل المرحلة الثانية، إذ يربط استمرار وقف القتال باستمرار التفاوض، وصولا للتهدئة، ووقف مستدام وبدء المرحلة الثالثة للإعمار..
ثلاثة متغيرات رئيسية متداخلة وإن ظهرت مستقلة بذاتها في خلفية هذه الصورة الضبابية، أولها أن إعلان بايدن المقترح الاسرائيلي بنفسه جزء من استرضاء الناخب الأمريكي من الشباب ممن تعرت أمامهم سياسة بلادهم المخزية المؤيدة للمذابح الاسرائيلية..
والمعروف أن بايدن بعد ستة أشهر قد يكون أولًا يكون في البيت الأبيض، وبخاصة مع تزايد التعاطف مع ترامب المدان بأربعة وثلاثين تهمة جنائية، لن تمنعه من خوض السباق الرئاسي ضد بايدن بحكم الدستور، والأخير أيضا ربما يمنعه المرض من الاستكمال!
العامل الثاني في المشهد هو رهان نتنياهو علي قتل الوقت حتي يخسر بايدن بالمرض أو بفوز حليفه ترامب، الجد لأحفاد يهود من زوج ابنته!
العامل الثالث، صلابة الموقف المصرى في رفض التنسيق مع الجانب الاسرائيلى الذي إحتل معبر رفح الفلسطيني ودخل ممر فلاديلفيا العازل مع مصر وقواته علي مرمى البصر من قواتنا المتأهبة.
وبسبب هذا الرفض، ومع استشهاد البطل الجندي عبد الله رمضان إبن الفيوم، وإبن مصر كلها، تعززت صلابة الرفض المصري..
ولعل اجتماع الجانب المصري والاسرائيلي والأمريكي اليوم في القاهرة، يعالج الحل لهذه المعضلة التى تمس الأمن القومي المصري، وفيها انتهاك لمعاهدة السلام البارد منذ 45عاما، لكنه قائم والطرفان حريصان عليه.
المسعوران بن غفير وزير الأمن القومى، وسموتريتش وزير المالية أشار إليهما بايدن دون ذكر إسميهما، بأن عناصر داخل الحكومة ضد السلام.
من خطاب بايدن، ندرك أن الحرب يجب أن تنتهي، من موقف المعارضة، أن الحرب لابد أن تنتهي لإعادة الرهائن لدي حماس والفصائل كافة، ومن موقف نتنياهو نفهم أنه لن ينهى الحرب، لكنه سيدخل المرحلة الثانية لهدفين، مغازلة حلم التطبيع مع السعودية ليحقق انجازا سياسيا، وهو ما يطمع فيه بايدن أيضا. نتنياهو سيمد أمد التفاوض إلى ما لانهاية.. حتى الدخول إلى منطقة السبات العميق كما كان الوضع.
ونظن ونرجح جدا أن توافق حماس علي الصفقة الشاملة لتضع إسرائيل أمام الحائط..
ونتابع..