رئيس التحرير
عصام كامل

تزامنا مع احتفالات الكنيسة، تعرف على محطات العائلة المقدسة في مصر

العائلة المقدسة
العائلة المقدسة

 تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، غدا السبت، بـ عيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر وهو أحد الأعياد السيدية الصغرى (وتبدأ صلواته كعادة اليوم الطقسي في الكنيسة من مساء اليوم بالعشية)، حيث امتثل القديس يوسف النجار لأمر الملاك "قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى أرض مصر".

 

قصة هروب العائلة المقدسة

 وهربت العائلة المقدسة المكونة من السيدة العذراء والقديس يوسف النجار والسيد المسيح طفلًا رضيعًا صغيرًا من فلسطين إلى مصر خوفا من هيرودس الذي قتل أطفال بيت لحم، وجاءت العائلة المقدسة إلى مصر ومكثت فيها ثلاث سنوات وستة أشهر، وبذلك تعتبر أول رحلة لجوء. 

وبدأت رحلة العائلة المقدسة عندما ظهر الرب ليوسف في حلم قائلًا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر. وكن هناك حتى أقول لك. فقام وأخذ الصبي وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر". 

 

 

 ولجأت العائلة في رحلة الهرب من فلسطين إلى مصر لطريق مجهول للكثيرين في ذلك الوقت، خاصة أنهم هاربون من شر هيرودس، وذلك حسبما هو موضح بالمصادر التاريخية القبطية وأهمها ميمر البابا ثيؤفيلس الثالث والعشرين من باباوات الإسكندرية (384_421 م) ومنها السنكسار القبطي.

 

بداية رحلة العائلة المقدسة

 وانطلقت رحلة العائلة المقدسة من رفح التي تبعد عن العريش حوالي ٤٥ كم، وصلت العائلة العريش وعثر هناك على بقايا من كنائس فى طرقات المدينة، وكانت الفرما آخر محطات العائلة في سيناء. 

 

انفجار ينبوع مياه

 وحسب السنكسار القبطي انتقلت العائلة المقدسة إلى تل بسطا المجاورة للزقازيق، وجلست تحت شجرة وطلب الطفل يسوع أن يشرب فلم يحسن أهلها استقبال العائلة مما ألم نفس العذراء فقام يوسف النجار وأخذ بقطعة من الحديد وضرب بها الأرض بجوار الشجرة وإذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتووا منه جميعًا. 

 

وأثناء وجود العائلة المقدسة بتل بسطة مر عليهم شخص يدعى (قلوم) دعاهم إلى منزله في مدينة الزقازيق حيث أكرم ضيافتهم وبارك الطفل يسوع منزل (قلوم) وعند وصولهم لمنزل (قلوم) تأسف للسيدة العذراء مريم لأن زوجته وتلازم الفراش منذ 3 سنوات وإنها لا تستطيع مقابلتهم والترحاب بهم هنا قال يسوع لقلوم "الآن امرأتك سارة لن تكون بعد مريضة " وفى الحال قامت سارة متجهة ناحية الباب مرحبة بالطفل وأمه كانت زيارة العائلة المقدسة وطالبتهم بالبقاء لفترة أطول لأن الصبى كان وجودة بركة لمنزلها.  وأعربت مريم عن رغبتها في زيارة معبد لوجود احتفالات، فى ذلك الوقت الظهيرة حملت السيدة العذراء الطفل يسوع وذهبت مع سارة إلى المعبد وما إن دخلت المعبد حتى تهشمت التماثيل الجرانيت الضخمة للآلهة وتهشم المعبد الكبير وأصبح كومة من الجرانيت انتشر الحدث فى كل أنحاء البلدة، حتى أنه وصل إلى مكتب الحاكم وبدأ التحقيقات أن السبب هو دخول سيدة تحمل طفل صغير وهو فى الغالب الطفل المقدس الذى يبحث عنه هيرودس، وكان هيرودس قد طلب من الحاكم القبض عليه.

 

البحث عن العائلة المقدسة 

 وصدرت الأوامر إلى العسكر بالبحث عن الصبى فى كل ركن من المدينة والبحث عليه؛ وسمع قلوم بكل الترتيبات والخطوات التى اتخذتها السلطات للقبض على الطفل الذى كان سبب بركة وشفاء لزوجته. لذا خاف قلوم على الطفل يسوع فنصح مريم أن تهرب من المدينة بالليل لقلة نشاط العسكر. وفى المساء استعدت العائلة المقدسة لمغادرة المكان وشكروا قلوم وزوجته سارة وبارك الطفل يسوع منزلهما. وأخبر الطفل يسوع أمه أن كل مكان زاروه وعاملهم فيه الناس بترحاب يبنى على اسم العذراء مريم كنيسة يأتى إليها الناس للصلاة والعبادة. وتقول المصادر التاريخية إن منزل قلوم فى المنطقة مابين كنيسة السيدة العذراء مريم وماريوحنا الحبيب وكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس في مدينة الزقازيق. 

 

بعد أن تركت العائلة المقدسة الزقازيق وصلوا إلى مكان قفر أقاموا فيه تحت شجرة ووجدوا أيضًا ينبوع ماء اغتسل فيه رب المجد وأطلق على هذا المكان "المحمه" التي تعرف بمسطرد الآن، وقد رجعت العائلة المقدسة إلى هذا المكان مرة أخرى فى طريق عودتها إلى الأراضى المقدسة.

بعد أن تركوا مسطرد جددوا المسير إلى أن وصلوا إلى مدينة بلبيس وحاليًا هى مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية،. ويروى تقليد قديم أن الطفل يسوع وجد نعشًا محمول لطفل لامرأه أرملة كانت تعيش فى هذه المدينة فأقامه رب المجد فلما سمعت الجموع تعجبت وأمنت برب المجد.

 

رحلت العائلة المقدسة من بلبيس شمالا إلى بلدة منية جناح التى تعرف الآن باْسم "منية سمنود" ومنها عبروا بطريق البحر إلى سمنود. ويروى تقليد قديم أن العذراء مريم قد شاركت فى إعداد خبز لدى سيدة طيبة من سكانها وبارك رب المجد خبزها، وبعد أن ارتحلوا من سمنود واصلوا السير  غربًا إلى منطقة البرلس ونزلوا فى قرية تدعى "شجرة التين" فلم يقبلوهم أهلها فساروا حتى وصلوا إلى قرية "المطلع"  حيث استقبلهم رجل من أهل القرية واحضر لهم ما يحتاجونه بفرح عظيم.

ووصلت رحلة العائلة المقدسة إلى مدينة سخا الحالية وهناك شعرت العائلة المقدسة بالعطش ولم يجدوا ماء. وكان هناك حجرًا عبارة عن قاعدة عمود أوقفت العذراء ابنها الحبيب عليه فغاصت فى الحجر مشطا قدميه فاْنطبع أثرهما عليه. ونبع من الحجر ماء ارتوا منه، وكانت المنطقه تعرف باْسم " بيخا ايسوس " الذى معناه كعب يسوع. 

 بعد ان ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة سخا عبرت الفرع الغربى للنيل، حتى وصلوا إلى وادى النطرون وهى برية شيهيت، فبارك الطفل يسوع هذا المكان وهو الآن يضم أربعة أديرة عامرة وهى: دير القديس أبو مقار، دير الانبا بيشوى، دير السريان، دير البراموس.

ووصلت رحلة العائلة المقدسة إلى المطرية وعين شمس، هى من أقدم المناطق المصرية، وتوجد بمنطقة المطرية شجرة ويقول العالم الفرنسي " اْميلينو " أن اسم المطرية لم يذكر بالسنكسار إلا لسبب تلك الرحلة وتوجد الشجرة حاليًا بجوار كنيسة السيدة العذراء بالمطرية وكذلك يوجد بالمنطقة بئر ماء مقدس استقت منه العائلة المقدسة.

وبعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون بمصر القديمة وهي الفسطاط حاليا، هناك سكنوا المغارة التى توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة حاليًا باسم الشهيدين سرجيوس وواخس، ويبدو أن العائلة المقدسة لم تستطيع البقاء فى المنطقة إلا أيامًا قليلة نظرًا لأن الأوثان هناك قد تحطمت بحضرة السيد المسيح، ويوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحرى للكنيسة بئر ماء قديم.

 بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط وصلت إلى منطقة المعادى ومكثت بها فترة وتوجد الآن كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة، ثم بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة منف وهى الأن ميت رهينة وهى بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس  بالقرب من مغاغة.

ومرت العائلة المقدسة أيضا بمنطقة البهنسا، وهى من القرى القديمة بالصعيد ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى وبها كنيسة باسم العذراء مريم ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربى بئر عميق يقول التقليد الكنسى أن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها.

وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من البهنسا سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم الآن على بعد 2كم جنوب معدية بنى خالد ويروى التقليد أنه أثناء سير العائلة المقدسة على شاطئ النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم ولكن مد رب المجد يده ومنع الصخرة من السقوط فنطبع كفه على الصخرة وصار يعرف باسم (جبل الكف) ويوجد بالمنطقة شجرة يطلق عليها أسم شجرة العابد وغالبًا ما تكون هذه الشجرة هى التى سجدت لرب المجد عند مروره بهذه المنطقة.

 

وبعد ان ارتحلت العائلة المقدسة من جبل الطير وعبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين، وقد أجرى الطفل يسوع معجزات كثيرة بهذه المنطقة، ومن الاشمونيين سارت العائلة جنوبًا الي قرية ديروط الشريف. وأقامت العائلة المقدسة بها عدة أيام وقد أجرى رب المجد عدة معجزات وهناك شفى كثيرين من المرضى. ويوجد بالمنطقة كنيسة علي اسم العذراء مريم.

 

وعندما دخلت العائلة المقدسة القوصية لم يرحب بهم أهل المدينة وذلك عندما رأوا معبودهم البقرة (حاتحور) قد تحطمت وقد لعن رب المجد هذه المدينة فصارت خرابًا، وليست هى مدينة القوصية الحالية وإنما هى بلدة بالقرب منها، وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة القوصية سارت لمسافة 8كم غرب القوصية حتى وصلت الى قرية مير، وقد أكرم أهل مير العائلة فباركهم الطفل يسوع.

 

بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من قرية مير اتجهت إلى جبل قسقام وهو يبعد 12كم غرب القوصية. ويعتبر الدير المحرق من أهم المحطات التى استقرت بها العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باسم "دير العذراء مريم "، تعتبر الفترة التى قضتها العائلة فى هذا المكان من أطول الفترات ومقدارها "6 شهور و10 أيام " وتعتبر الغرفة أو المغارة التى سكنتها العائلة هى أول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله، ويعتبر مذبح كنيسة العذراء الأثرية فى وسط أرض مصر وعليه ينطبق حرفيًا قول الله على لسان نبيه أشعياء  "وفى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر"، و فى نفس المكان ظهر ملاك الرب ليوسف النجار فى حلم وأمر إياه الذهاب إلى أرض إسرائيل  "مت 20:2 "

وأخيرا بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل قسقام اتجهت جنوبًا إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط حيث يوجد دير درنكة، وتوجد مغارة قديمة منحوتة فى الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخل المغارة ويعتبر دير درنكة هو آخر المحطات التي قد التجأت إليها العائلة المقدسة فى رحلتها فى مصر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية