رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، حكاوي زمان.. محمود السعدنى يكشف حكاية لاعبينا المحترفين مع أرشيف مصلحة المجارى

حكاوى زمان، فيتو
حكاوى زمان، فيتو

في كتابه أمريكا يا ويكا كتب الصحفى الساخر محمود السعدنى مقالا عن الفرق بين الرياضة عندنا في الشرق وبينها فى الخارج قال فيه: اللعب عندنا على الكيف وفى الخارج على اللائحة، والعلاقة هنا بالمزاج، وهناك بالقانون، واللاعب هنا هو الذى يتحكم في النادى، والنادى هناك هو الذى يتحكم في اللاعبين.


ولذلك فالرياضة عندنا تسير في خط متعرج، وتسير هناك على خط مستقيم، وهنا نلعب يوما كالبرازيل ويوما كالزرازير، وهناك يلعبون بمستوى واحد ويحققون نتائج معروفة سلفا لأن كل شيء بالحساب وليس بالنية وحسب التساهيل.


اللعيب هناك يعامل كملك له حقوق ولا حقوق نجم السينما، وأجره يتيح له حياة كريمة يحرص هو كل الحرص على استمرارها ولذلك يحرص على الطاعة وتنفيذ الأوامر والبنود، وفي أغلب بلادنا العربية يحترف اللاعب عشر سنوات وينتهى إلى التسول، وأن أسعده الحظ يجد نفسه موظفا في أرشيف مصلحة المجارى، أو بوابا في عمارة من عمارات الأوقاف.


أعرف لاعبا دوليا مثل مصر فى أولمبياد طوكيو وحصلت مصر على المركز السادس وكان شهيرا وجهيرا واسمه زى الطبل في الشرق وفى أفريقيا وما وراء البحار ويسرح الآن بجردل كازوزة على المصيفين في بلاج بورسعيد صيفا، ويسرح بملابس على أرصفتها شتاء وينام بعض الليالى فى بيته وأغلب الليالى في قسم بوليس المناخ، لقد صاع اللاعب فى النهاية.


في فترة تألق اللاعب نحرص على حاضره ولا نهتم بمستقبله لأننا نعامله كلاعب لا كإنسان، هو مجرد آلة عندنا ينتج اللعب فإن شاخ أو أصابه عطل بعناه بأبخس الأثمان.


هناك تبدو العلاقة بين اللاعب والنادى وكأنه أداة لكن الحقيقة عكس ذلك على طول الخط فهم يؤمنون على اللاعب بمبلغ كبير يقبضه ورثته إذا مات أو اعتزل اللعب حتى صاروا أصحاب ملايين وأصحاب طين ويحيون في بحبوحة من العيش وكله من عرق أقدامهم وعرق سواعدهم وما قدموه للناس خلال فترة تألقهم وشهرتهم التى لا تدوم.


إذا كانت الرياضة عندنا هواية فهى هناك تجارة ومكاسب فأغنى رياضى في العالم هو نجم من نجوم البيسبول، وثانى الأغنياء رياضى برازيلى هو بيليه، ومثلا محمد على كلاى كان يهبر ملايين كل عام لقاء ظهوره في إعلان عن الهامبورجر، وبطل سباق السيارات يقبض الملايين لقاء ظهوره في إعلان عن السيارات.

 


لدينا في الوطن العربى مائتا مليون بنى آدم، ربما ربع مليون منهم أو أقل يمارسون الرياضة والألعاب، وفي أمريكا 240 مليون منهم 40 مليون يمارسون الرياضة وعدد المحترفين 3 ملايين بالتمام والكمال، فإين نحن من هؤلاء؟

الجريدة الرسمية