مصادر مجهولة ومقال مشبوه، مزاعم شبكة CNN التي استفزت مصر
محض ادعاءات خالية من أي معلومات أو حقائق، هكذا تتعامل شبكة “سي إن إن” مع القضايا الشائكة والحساسة لأغراض سياسية، وهو ما فعلته الشبكة مؤخرًا مع مصر رغم جهودها المضنية لوقف إراقة دماء الفلسطينيين وإنقاذ الأسرى والرهائن الإسرائيليين والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
مزاعم شبكة “سي إن إن” تجاه مصر
ما زعمته الشبكة أمس الأربعاء يعد خرقا لكافة المعايير الأخلاقية والمحاذير القانونية، الأمر الذي استفز مصر وجعلها تهدد بالانسحاب من جهود الوساطة، بحسب ما جاء على لسان الدكتور ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية.
ومابين الجهود المخلصة التي تنتهجها مصر في ملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، وما تواجهه الدولة المصرية من إدعاءات دون سند، ترصد “فيتو” مزاعم شبكة “سي إن إن” التي نسجتها من وحي الخيال لأغراض خبيثة.
إدعاءات تغيير بنود مقترح وقف إطلاق النار في غزة
الواقعة التي نسجتها شبكة CNN، من وحي خيال كاتبها استندت إلى 3 مصادر مجهولة تحت مسمى “مصادر مطلعة” على المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، زعمت أن المخابرات المصرية غيرت في صمت بنود مقترح وقف إطلاق النار الذي وقّعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر، مما أدى في النهاية إلى إحباط صفقة كان من الممكن أن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين وفلسطينيين من سجون إسرائيل، وتحدد مسارًا لإنهاء القتال مؤقتًا في غزة.
مصادر مجهولة لمقال مشبوه ومزاعم واهية
وادعت الشبكة بحسب مصادرها المجهولة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت حركة "حماس" قبوله في 6 مايو لم يكن ما يعتقد القطريون أو الأمريكيون أنه تم تقديمه إلى "حماس" لمراجعته.
وذهبت الشبكة في ادعاءاتها أن التغييرات التي أجرتها المخابرات المصرية، والتي لم يتم الكشف عن تفاصيلها من قبل، أدت إلى موجة من الغضب والاتهامات المتبادلة بين المسؤولين من الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، وتركت مفاوضات وقف إطلاق النار في طريق مسدود.
وقال أحد تلك المصادر المجهولة للشبكة CNN: "لقد تم خداعنا جميعًا".
ولم تكتف الشبكة بذلك الادعاءات بل تمادت في الحبكة الصحفية زاعمة أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز، الذي قاد الجهود الأمريكية للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار، كان في المنطقة عندما وصلته أنباء مفادها أن المصريين قد غيروا بنود الاتفاق.
سيناريو سينمائي ولهو خفي ومحاولة لإضاف
والمضحك المبكي عندما أضافت شبكة CNN في مقالها سيناريو سينمائي على روايتها عندما قالت بحسب اللهو الخفي الذي استقت منه المعلومات إن بيرنز كان غاضبًا ومحرجًا، معتقدًا أن ذلك جعله يبدو كأنه لم يكن على علم بالأمر أو أنه لم يبلغ الإسرائيليين بالتغييرات، وأضاف المصدر أن بيرنز ذو الكلام اللطيف والأسلوب المعتدل "كاد يفجر غضبًا".
ورفض متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التعليق.
وإمعانا في الحبكة الصحفية أيضا أرادت “سي إن إن” بزج اسماء من المخابرات المصرية لإضافة طابع من المصداقية لروايتها المزعومة، حيث ذكرت بحسب المصادر الثلاثة المطلعة، إن مسؤولا كبيرا في المخابرات المصرية يدعى أحمد عبد الخالق كان مسؤولًا عن إجراء التغييرات.
وعبد الخالق هو النائب الأول لرئيس المخابرات المصرية عباس كامل، الذي كان نظير بيرنز في قيادة الوساطة المصرية في مفاوضات وقف إطلاق النار، بحسب ماذكرته “سي إن إن”.
وأدعت الشبكة بحسب مصدر إن "عبد الخالق قال للإسرائيليين شيئا ولحماس شيئا آخر"، وأضاف المصدر أن "المزيد من مطالب حماس تم إدراجها في الإطار الأصلي الذي وافقت عليه إسرائيل ضمنيا من أجل الحصول على موافقة حماس، لكن الوسطاء الآخرين لم يتم إبلاغهم، ولا الإسرائيليون كذلك".
وادعى المصدر الأول: "كانت حماس تقول لشعبها: سيكون لدينا اتفاق غدًا"، وأضاف: "كانت جميع الأطراف تفترض أن المصريين قدموا نفس الوثيقة"، التي وقعت عليها إسرائيل وكان الوسطاء الآخرون، الولايات المتحدة وقطر، على علم بها.
وزعمت الشبكة بحسب مصدرها الثاني المجهول، إن المصريين سعوا إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الإطار الأصلي ورد "حماس" بدلًا من ذلك.
والأدهى أن شبكة CNN أدعت أن مصر لم تستجب لطلب التعليق، في حين أن الدكتور ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، خرج على الفور ليرد على هذه المزاعم فور نشر الشبكة لهذه الإدعاءات.
سخاء إسرائيل وشيطنة مصر
ورغم الحبكة الدرامية التي ساقتها شبكة CNN تجاه مصر إلا أن ما جاء ما بين السطور يكشف السرد المخابراتي الذي ساقته الشبكة لتجميل وجه إسرائيل وهو لم تخفيه الشبكة صراحة حيث وصفت جهود إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة بـ"السخاء" مقابل “شيطنة مصر” التي أعاقت الصفقة بحسب مزاعمها.
وقالت الشبكة بحسب ادعاءاتها جاءت هذه التغييرات بعد أكثر من أسبوع من توجه فريق من المفاوضين المصريين إلى إسرائيل في أواخر إبريل لوضع بعض التفاصيل النهائية لإطار عمل ينص على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف القتال والإفراج عن فلسطينيين من سجون إسرائيل.
وكانت المفاوضات مستمرة منذ أشهر حتى ذلك الحين، منذ انهيار آخر وقف للقتال في أوائل ديسمبر، ومع موافقة إسرائيل في معظمها على الذهاب إلى أبعد مما كانت عليه في السابق، كان هناك شعور بالتفاؤل يسيطر على أن الصفقة أصبحت قريبة.
وبدت إسرائيل مستعدة لقبول عدد أقل من الرهائن، والإفراج عن المزيد من الفلسطينيين، والسماح لسكان غزة في الجزء الجنوبي من القطاع بالعودة إلى ديارهم في الشمال دون قيود.
وشدد المسؤولون الأمريكيون على مدى "السخاء غير العادي من جانب إسرائيل" في إطار العمل، على حد تعبير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وتعود شبكة CNN لمصادرها المجهولة وادعت بحسب اثنين من المصادر:" بعد اكتشاف التدخل المصري، أبلغ رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) أن "مصر تصرفت بمفردها".
وقد عمل رئيس الوزراء القطري ومدير الاستخبارات الأمريكية على محاولة إنقاذ المقترح وإعادة توازنه مع العناصر التي كانت تعلم أن إسرائيل ستحتاج إليها.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن عن سبب محاولة المخابرات المصرية دفع شيء ما دون البنود الأساسية من الآخرين: "هذا غير منطقي".
إقناع حماس
وزعم أحد المصادر بحسب الشبكة أنه بعد عودة المصريين من إسرائيل وتشاوروا مع "حماس"، أصبح من الواضح أن الحركة لن توافق على ما وافقت عليه إسرائيل، ولذلك قام المسؤول المصري بتغييرات كبيرة لإقناع "حماس" بالموافقة.
وفي اليوم السابق لإعلان حماس العلني، في 6 مايو، عن موافقتها على المقترح، قال مصدر مصري لشبكة CNN إن بلاده تلقت رد "حماس" وأرسلته إلى الجانب الإسرائيلي.
وأضاف المصدر: "تم طرح عدة بدائل وسيناريوهات لتجاوز نقطة الخلاف الأساسية المتعلقة بإنهاء الحرب".
وربما كانت لغة الاتفاق بشأن إنهاء الحرب هي القضية الأكثر شائكة طوال المفاوضات لكن نتنياهو قال إن ما أعادته حماس "كان بعيدا جدا عن المطالب الأساسية لإسرائيل".
ولم يمض وقت طويل قبل أن تتوقف المفاوضات.
وعاد المفاوضون، ومن بينهم بيرنز، إلى القاهرة لإجراء جولة أخرى من المحادثات غير المباشرة مع حماس. ووافقت إسرائيل على إرسال فريق، كما فعلت قطر، لكن لم ترسل أي منهما مسؤولين كبار، في إشارة إلى أنه على الرغم من التفاؤل السابق، فإن الاتفاق لن يكون وشيكًا كما كان مأمولًا.
وبعد يومين من رد حماس في 6 مايو، عاد بيرنز إلى واشنطن، وقالت مصادر لشبكة CNN إن المحادثات "توقفت مؤقتًا".
وكان الوسطاء يأملون أن يؤدي وقف القتال إلى تأخير أو حتى منع توغل إسرائيلي خطير في رفح.
رد مصر على مزاعم سي إن إن
ونظرا لخطورة ما ساقته الشبكة خرج الدكتور ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ليرد على هذه الادعاءات وقال، إن "المقال الذي نشره موقع سي إن إن الأمريكي حول ما أسماه تغيير مصر شروط صفقة وقف إطلاق النار، في قطاع غزة، هو في حقيقته محض ادعاءات خالية من أي معلومات أو حقائق".
وأضاف رشوان، في بيان نشرته الهيئة، مساء الأربعاء، أن المقال "لا يرتكز على أي مصادر صحفية يعتد بها وفق القواعد المهنية الصحفية المتعارف عليها عالميًّا".
وتحدى رشوان، موقع "سي إن إن" أن ينسب الادعاءات التي نشرها إلى مصادر أمريكية أو إسرائيلية رسمية محددة، وطالبه وكل وسائل الإعلام الدولية بتحري الدقة فيما ينشر عن "مثل هذه القضايا شديدة الحساسية"، وألا تستند المواقع في نشر بعض الادعاءات إلى مصادر مجهلة تطلق عليها "مصادر مطلعة".
ترويج الأكاذيب
وحذر من أن "مثل هذا المقال المغلوط والمليء بالمزاعم غير الصادقة لا يؤدي، وربما يهدف، إلى تشويه دور مصر الرئيسي والبارز في محاولات ومفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي الدموي عليه قبل نحو ثمانية شهور".
وأبدى استغراب مصر من محاولات بعض الأطراف الإساءة للجهود الهائلة التي بذلتها - ولا تزال - على مدار الأشهر الماضية في محاولة للتوصل لوقف إطلاق النار بالقطاع، لمنع قتل وجرح مئات المدنيين الأبرياء يوميًّا والتدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة في القطاع.
وأضاف أن ممارسة مصر لدور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين بالقطاع والأسرى بإسرائيل، تم بناء على مطالبات وإلحاح متكررين من إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بهذا الدور.
وشدد على أن ذلك "جاء نتيجة لإدراكهم مدى الخبرة والحرفية المصرية في إدارة مثل هذه المفاوضات، خاصة أن لمصر تجارب سابقة ناجحة متعددة، بين إسرائيل وحركة حماس".
تهديد مصري
وأنهى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بيانه بتأكيد أن مواصلة محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصري، بادعاءات مفارقة للواقع، لن يؤدي إلا لمزيد من تعقيد الأوضاع في غزة والمنطقة كلها.
كما حذر من أن ذلك "قد يدفع الجانب المصري لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من الوساطة التي يقوم بها في الصراع الحالي".
وحمل رشوان أخيرًا الأطراف المعنية، وخاصة تلك التي تروج الأكاذيب حول الموقف المصري، المسئولية الكاملة عن الكوارث الإنسانية غير المسبوقة وحرب الإبادة بقطاع غزة.
كما حملها "قتل وإصابة آلاف من الأبرياء الفلسطينيين وتشريدهم وتجويعهم وتدمير كل شيء بالقطاع، فضلا عن فقد المحتجزين الإسرائيليين لحياتهم نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية العدوانية على القطاع".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.