ورطة البن.. النجاح البحثى للتجارب يضع «الزراعة» فى مأزق.. والمشككون يطالبون بتذوق «فنجان».. و«البحوث الزراعية» يخضع ثمار البن للتحليل لبيان جودة المذاق
ما زالت ردود الأفعال والأحداث تتوالى منذ إعلان نجاح زراعة البن فى مصر، حيث دخلت أطراف عدة على الخط بين مؤيد ومعارض وآخرين طالبوا بتذوق فنجان قهوة من البن المصرى لحسم الأمر، وبين هذا وذاك تقف وزارة الزراعة فى ورطة دفعتها إلى التأكيد خجلا على نجاح تجارب زراعة البن لكن فى نطاق بحثى فقط، وأن من المبكر الحكم على التجارب والتى تخضع للتقييم.
مصادر بوزارة الزراعة كشفت أن الفريق البحثى صاحب التجربة والذى ينتمى لمركز بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وضع الوزارة والوزير السيد القصير فى حرج بالغ أمام الجهات المسئولة فى الدولة، والتى استفسرت عن تلك التجارب وحقيقتها وإمكانية تعميم زراعة البن فى مصر فى ظل ارتفاع فاتورة استيراده ونقص الكميات الواردة خلال الفترة الأخيرة بسبب نقص الدولار، وهو ما تسبب فى زيادة غش سلعة البن فى الأسواق.
ولفت المصدر إلى أن وزير الزراعة السيد القصير كان قد وجه أكثر من مرة بعدم الإعلان عن أي نتائج بحثية إلا بعد انتهائها بشكل كامل ونجاحها على المستويين العلمى والاقتصادى لتجنب إثارة الرأى العام.
وأكدت المصادر أن هناك رغبة لدى الفريق البحثى صاحب التجربة على إثبات نجاح زراعة البن فى مصر بالأراضى المكشوفة فى سابقة لم تحدث من قبل، وأن ثمار البن تخضع الآن لتحاليل خاصة لإثبات جودتها ومضاهاتها للبن المزروع فى البلاد الاستوائية المتخصصة فى إنتاج وتصدير البن، خاصة بعد الهجوم الذى تعرضت له التجربة من عدد من غير المختصين، والذين شككوا فى جودة البن المزروع فى مصر، وأنه لن يكون فى جودة البن المستورد، وأن الفريق البحثى قادر على التوسع فى المشروع وإخضاع أشجار البن الموجودة فى مصر للتحسين الوراثى من خلال علماء تربية النبات فى مركز البحوث الزراعية، لزيادة عوامل الجودة فى الثمار وتثبيت الصفات الوراثية فى الأصناف المزروعة فى مصر لضمان جودة إنتاجها، خاصة أن هناك إقبالا واستفسارات كبيرة تصل لمركز البحوث الزراعية عن شتلات البن والمعاملات الزراعية الموصى بها لنجاح زراعته.
فيما أشارت مصادر أخرى بمركز البحوث الزراعية إلى أن حسم موقف زراعة البن يجب أن يكون بناء على حكم متكامل على التجارب ومخرجاتها على المستوى البحثى والاقتصادى أيضًا الذى سيعطى إشارة إلى إمكانية توطين زراعة البن فى مصر من عدمه، خاصة أن هناك تجارب سابقة لزراعة محاصيل أخرى تحتاج إلى الزراعة فى بيئات تختلف عن البيئة المصرية، مثل أنواع المكسرات المختلفة كاللوز والبندق والفسدق والتى لم تجود بشكل اقتصادى فعال فى مصر بعد إنفاق مبالغ كبيرة على البحوث التطبيقية الخاصة بها فى أكثر من مناسبة، وكانت المحصلة النهائية صعوبة توطينها فى مصر فى المناخ المصرى الحالى، وهو ما نخشى أن يتكرر بخصوص تجارب البن بعد أن تم بث جرعة أمل كبيرة لدى الناس حول إمكانية توطين زراعته فى مصر.
وتجدر الإشارة إلى انفراد فيتو خلال العام الماضى بنجاح تجارب زراعة البن فى محطة بحوث البساتين بالقناطر، حيث كانت ما زالت التجارب تحت التقييم، حيث استهدفت الوصول إلى مرحلة جيدة من أقلمة النبات فى البيئة المصرية، خاصة أن زراعات البن فى مصر تتم تحت أشجار المانجو والنخيل لتوفير احتياجات البن من الظل والرطوبة، لكن لأول مرة يتم تحقيق نتائج جيدة على مستوى الإنتاجية فى الزراعة بالأراضى المكشوفة بعد نجاح المعاملات الزراعية المختلفة التى نفذها الفريق البحثى على مستوى برامج التغذية السمادية والتقليم المناسبة لأشجار البن، وتم الوصول لإنتاجية بلغت 1.5 طن للفدان، وتم حصادها خلال الأسابيع الماضية.
وشهدت محطة بحوث البساتين بالقناطر الخيرية فى الفترة بين أعوام 2007 وحتى 2010 تجارب لإنتاج البن أجريت على مجموعة من الأشجار تعود لأحد أصناف البن العربى الواردة إلى مصر على سبيل الهدية من دولة اليمن.