ساخرون، غراب البين يكتب: فين طعم القهوة بتاع زمان!
بعد عناء يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين.. فوقفت على فرع الشجرة وانكمشت بين جناحىَّ.. وقبل أن أغمض عينى سمعت صوتا يأتى من المقهى أسفل الشجرة لأحد الزبائن وهو يقول: يا ابنى القهوة دى مفيهاش بُن أصلا.. فين ريحة البن؟! وفين طعم البن وفين صاحب المقهى هاتهولى فورا.
طبعا صاحب المقهى حضر بابتسامة سمجة لا طعم لها ولا مُبرر مثلها مثل القهوة اللى بيقدمها للزباين.. فطبعا شعرت أن الحوار المكرر هيبدأ فأدركت أن الليلة دى مفيهاش نوم فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق”..
فراح صاحب المقهى وزبائنه يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا ولسان حالى يقول: بقى أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية بنى آدمين فقدوا حتى حاسة الشم وحاسة التذوق وبيشربوا قهوة مفيهاش بُن أصلا؟!
دا أنا كغراب كنت أشم ريحة القهوة من بُعد وأبقى فايق ومبسوط وأنا طاير.. لكن حاليا أصبحت لا أشم رائحة البن أبدا.. جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم غشاشين ويستحلون الحرام!