هل النسيان يأتي من الشيطان؟، الشيخ الشعراوي يوضح (فيديو)
قصة موسى والفتى، أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره قصة النبي موسى مع فتاه والحوت الذي نسياه، كما تطرق إلى سبب النسيان الذي ذُكر في الآيات الكريمة ألا وهو الشيطان.
سورة الكهف
قال تعالى: «فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)».
تفسير الشيخ الشعراوي لبعض آيات سورة الكهف
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: «بَلَغَا» أي: موسى وفتاه «مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا» أي: مجمع البحرين «نَسِيَا حُوتَهُمَا» أي: حدث النسيان منهما معًا، وإنْ كان حمل الحوت منوطًا بفتى موسى وقد نسيه، فكان على موسى أنْ يُذكِّره به، فرئيس القوم لابد أن يتنبه لكل جزئية من جزئيات الرَّكْب، وكانت العادة أنْ يكون هو آخر المبارحين للمكان ليتفقده وينظر لعل واحدًا نسى شيئًا، إذن: كان على موسى أن يعقب ساعة قيامهم لمتابعة السير، ويُذكِّر فتاهُ بما معهم من لوازم الرحلة.
ما هو الحوت؟
وتابع الشيخ الشعراوي: الحوت: نوع من السمك معروف، وفي بعض البلاد يُطلِقون على كل سمك حُوتًا، وقد أعدُّوه للأكل إذا جاعوا أثناء السير، وكان الفتى يحمله وهو مشوي في مكتل، وقوله تعالى: «فاتخذ سَبِيلَهُ فِي البحر سَرَبًا»، أي: خرج الحوت المشوي من المكتل، وتسرَّب نحو البحر، والسَّرَب: مثل النفق أو السرداب، أو هو المنحدر، كما نقول: تسرب الماء من القِرْبة مثلًا؛ ذلك لأن مستوى الماء في القِرْبة أعلى فيتسرَّب منها، وهذه من عجائب الآيات أن يقفز الحوت المشويّ، وتعود له الحياة، ويتوجّه نحو البحر؛ لأنه يعلم أن الماء مسكنه ومكانه.
وأكمل الشعراوي: ثم يقول الحق سبحانه: «فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا…»، أي: جاوزا في سيرهما مجمع البحرين ومكان الموعد، قال موسى عليه السلام لفتاه: أحضر لنا الغداء فقد تعبنا من السفر، والنَّصَب: هو التعب، فمعنى ذلك أنهما سارا حتى مجمع البحرين، ثم استراحا، فلما جاوزا هذا المكان بدا عليهما الإرهاق والتعب؛ لذلك طلب موسى الطعام. وهنا تذكَّر الفتى ما كان من نسيان الحوت.
الفرق بين نسينا ونسيت
وأوضح الشعراوي: «قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا»، هذا كلام فتى موسى: أرأيت: أخبرني إِذْ لجأنا إلى الصخرة عند مَجْمع البحرين لنستريح «فَإِنِّي نَسِيتُ الحوت..»، ونلحظ أنه قال هنا «نَسِيتُ» وقال في الآية السابقة «نَسِيَا..» ذلك لأن الأولى إخبار من الله، والثانية كلام فتى موسى، فكلام الله تبارك وتعالى يدلُّنا على أن رئيسًا متبوعًا لا يترك تابعه ليتصرف في كل شيء؛ لأن تابعه قد لا يهمه أمر المسير في شيء، وقد ينشغل ذِهْنه بأشياء أخرى تُنسِيه ما هو منُوط به من أمر الرحلة.
الشيطان سبب النسيان
وأتم الشعراوي: ثم يعتذر الفتى عما بَدَر منه من نسيان الحوت، ويقول: «وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشيطان أَنْ أَذْكُرَهُ»، فالشيطان هو الذي لعب بأفكاره وخواطره حتى أنساه واجبه، وأنساه ذكْر الحوت، وقوله تعالى: «واتخذ سَبِيلَهُ فِي البحر عَجَبًا»، أي: اتخذ الحوتُ طريقه في البحر عَجَبًا، في الآية السابقة قال: «سَرَبًا»، وهذه حال الحوت، وهنا يقول «عَجَبًا» لأنه يحكي ما حدث ويتعجب منه، وكيف أن الحوت المشويّ تدبّ فيه الحياة حتى يقفز من المكتل، ويتجه صَوْبَ الماء، فهذا حقًا عجيبة من العجائب؛ لأنها خرجتْ عن المألوف.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.