الدكتورة نهى الخطيب.. لمسة وفاء
انعدام الوفاء في هذا الزمن علامة خطرة على تراجع القيم الإنسانية، ففي عصر المصالح الذي نعيشه للأسف الشديد، نجد أصلاء يتمسكون بالالتزام الأخلاقي تجاه المجتمع ورموزه الجميلة، فالوفاء سمة الانقياء الذين أصبحوا كالعملة النادرة بسبب شيوع الجحود والأنانية..
وبطلة مقالي هذا الاسبوع أقدرها واحترمها، فرغم أنها وصلت لمراكز علمية مرموقة، فإنها تتذكر أستاذها وتمدحه، ليس من باب المجاملة أو الرياء، لأنه في ذمة الله وإنتقل إلي رحمة مولاه، ولكن من واقع الفضل والقدوة الحسنة!
إنها الدكتورة نهي الخطيب عالمة الإدارة الجميلة، التي شغلت مناصب قيادية جامعية مختلفة منها أستاذة ورئيس قسم الإدارة، وعميدة كلية العلوم الادارية بأكاديمية السادات للعلوم الادارية.. أما أستاذها -رحمه الله- فهو الدكتور محمد حسن العزازي رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وواحد من أكفأ الاساتذة التربويين خلقا وعلما، وتحكي الدكتورة نهي الخطيب هنا عن ذكرياتها العائلية معه.. فماذا قالت؟!
أسعدني الحظ أن قضيت مع أستاذي الحبيب الأستاذ محمد حسن العزازى الكثير من الوقت داخل منزله.. إذ شاركته الكثير من الأعمال والاستشارات التي حتمت أن أتواجد معه في الكثير من الأيام منذ الصباح إلى المساء..
نجلس لنعمل سويًا بغرفة مكتبه بالدور العلوي، بينما تدخل زوجته الفاضلة السيدة إيلكا من حين لآخر مُقدمة لنا بيديها الكريمتين أجمل المشروبات والأكلات، إلى جانب بعض الحلويات.. لم أشعر قط أنني ضيفة عليهما.. بل كنت دائمًا أشعر أنني صاحبة المنزل.. أتحرك في كل أرجائه بارتياح شديد دون أي إحراج..
الحب في طبق فاكهة
أدخل المطبخ أصنع القهوة أو الشاي.. وفي ليلة وقبل أن أغادر منزلهما العامر فوجئت بزوجته تدخل إلينا تحمل طبقا ملفوفا يبدو من الوهلة الأولى أنه هدية أو طبق حلويات.. فقلت ربما جاءهم بها أحد الضيوف أو أحد عمال الديلفري بناءً على طلبهما.. وإقتربت زوجته بالهدية تعطيه إياها.. فوجدتها طبق من فاكهة الموسم تم إعداه بعناية فائقة..
قطعت الفواكه به بشكل فني غير تقليدي.. اصطفت به الفواكه بألوانها الجميلة بشكل جذاب جدًا..
غُلّف الطبق بالسوليفان.. وتم جمع أطرافه بشريط جميل من الساتان.. وأُلصِق عليه من الخارج العديد من الورود المقطوفة من حديقة منزلهما الجميل..
فقلت له بانبهار: ما هذا؟ فأجابني: إنه العشاء الخاص بي أعدته لي إيلكا.. فقلت له على الفور أُمازحه:
هل لي أن أطلب القرب منك؟ فتعجب وقال: ماذا تعنين؟ وماذا تريدين؟ فقلت: أود أن أتزوج إيلكا.. انفجر ضاحكًا يقول: هل تريدين أن تأخذي مني زوجتي؟ّ! فأجبته ولا أزال أُمازحه: لا.. بل أتزوجها معك فأُصبح ضرةً لك..
وبينما لا يزال لا يتمالك نفسه من الضحك.. أستكمل حديثي قائلة: لا تقلق.. سوف أكون لك ضرةً طيبة مسالمة.. سوف لا أُقدم على أي تصرف يوغر صدرك أو يستثير غيرتك.. فقط امنحني الفرصة.. إرتفع صوت ضحكه وبدأ ينادي إيلكا التي تركتنا بعد أن قدمت طبق العشاء الخاص به قائلًا: يا إيلكا.. يا إيلكا.. تود الدكتورة نهى أن تتزوجك من أجل طبق الفاكهة..
فقلت: لا.. بل من أجل الحُب الذي قدم به إليك طبق الفاكهة.. نعم.. أنت من يستحق كل هذا الحب والإعتناء.. أستاذي الحبيب الدكتور محمد حسن العزازي.