ثورة الطلبة.. زلزال عالمي يهز إسرائيل وأمريكا.. طوفان الغضب من حرب غزة يجتاح الجامعات الأمريكية ويضرب المظلومية الإسرائيلية فى مقتل
ثورة طلابية كاملة لم تحدث فى التاريخ الأمريكى الحديث، تعيد صياغة علاقات بلاد العم سام فى المستقبل القريب بالكيان الصهيونى وتقطع روابط الصلة التى شكلها لوبيات الإعلام المتصهين المسيطر على سوق الميديا فى الولايات المتحدة منذ نشأة هذه الدولة، وهو ما يعده الخبراء معجزة لم يتوقعها مؤسسو وقادة هذا الكيان في أسوأ كوابيسهم.
يقول الدكتور مايكل مورجان، الباحث السياسى بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبير فى الشأن الأمريكى، إن حجم المظاهرات الهائل الذى تشهده الجامعات داخل الولايات المتحدة فريد من نوعه وربما لم يحدث منذ الحرب فى فيتنام.
وأكد الباحث السياسى بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المشكلة فى قطاع غزة أثرت بشكل كبير على العالم أجمع وفى الولايات المتحدة بشكل خاص، لافتا إلى أن المجتمع الدولى بدأ يكتشف أن هناك إبادة جماعية تحدث ضد الشعب الفلسطينى.
وتابع مايكل مورجان: “الشباب الذين يدرسون مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولى لجأوا إلى التظاهر والتعبير عن استنكارهم لما يحدث داخل غزة، وذلك بعد اكتشافهم وجود ازدواجية كبيرة جدا فى المعايير”، لافتا إلى أن التعبير عن الرأي والتظاهر من أحد أهم الحقوق داخل الولايات المتحدة وهو حق مكفول من الدستور الأمريكى طالما لم يكن هناك أى مظاهر للعنف أو التحريض داخل هذه المظاهرات.
وأوضح الخبير فى الشأن الأمريكى أن التظاهرات داخل الجامعات الأمريكية لها أبعاد مختلفة، وسيكون لها تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أن الدعم غير المشروط لإدارة الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن لدولة الاحتلال خلال الـ7 أشهر الماضية من العدوان على غزة أصبح واضحًا للغاية.
وأشار مورجان إلى أن بايدن قد يغض الطرف خلال هذه الفترة عن هذه المظاهرات، نظرا إلى فقدانه الكثير من المصداقية خلال الـ7 أشهر الماضية، خصوصا أن أجندة الحزب الديمقراطى تميل إلى حل الدولتين.
وأكد الباحث السياسى بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المظاهرات اندلعت فى عدة جامعات فى نيويورك وكاليفورنيا وتكساس وجامعات أخرى، ولكن الإنذار الأحمر الذى دفع السلطات الأمريكية للتدخل هو اكتشافهم أن هناك أشخاصا ونشطاء من خارج هذه الجامعات يحرضون الطلبة، وهذه هى الجزئية التى استغلتها إدارة جامعة كولومبيا التى ترأسها صاحبة الأصول المصرية نعمت شفيق لاستدعاء عناصر الشرطة داخل الحرم الجامعى للسيطرة على الوضع وفرض النظام خاصة بعد أن اشتكى عدد من الطلبة اليهود عن تعرضهم لبعض التهديدات ووقائع تحرش بهم.
وتابع مورجان: “الإسرائيليون والطلبة اليهود داخل الجامعات الأمريكية يشعرون بالتهديد داخل الحرم الجامعى من داعمى القضية الفلسطينية”، لافتا إلى أن هؤلاء الطلاب لا يدركون حجم القتل والدمار الذى يحدث فى غزة من قبل جيش الاحتلال، وهو موقف ساخر يثير الشفقة ويعد ازدواجية كبيرة فى المعايير
.
وشدد الخبير فى الشأن الأمريكى على أن الازدواجية فى المعايير داخل المجتمع الأمريكى تأتى بسبب ما يروج له اللوبى الصهيونى داخل وسائل الإعلام والصحف من مفاهيم خاطئة ومعلومات كاذبة بشأن ما يحدث داخل فلسطين.
واستطرد مايكل مورجان: “هذا الحجم من المظاهرات داخل الجامعات الأمريكية من الممكن ألا يكون تلقائيًا ولم يستبعد الخبير محاولة تشويه المشهد من كيان الاحتلال لكسب تعاطف المجتمع الأمريكى بعدما تم فضحها فى المجتمع الدولى فى محاولة للظهور من جديد بموقف الضحية والمضطهد الذى لا يستطيع الوصول حتى إلى جامعاته داخل الولايات المتحدة للدراسة.
وأضاف أن الانتهاك الوحشى من قبل إسرائيل لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين والعدد الهائل من الشهداء والمصابين والنازحين فضح الاحتلال، محذرًا فى الوقت نفسه من الفيديوهات التى يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعى داخل أمريكا وتروج لأشياء ليست فى صالح القضية الفلسطينية وتظهر صورة سيئة عن المظاهرات فى الجامعات.
وأوضح الخبير فى الشأن الأمريكى، أن الساسة فى واشنطن يتم تضليلهم من قبل اللوبى الصهيونى، الذى يعد كيانا قويا للغاية داخل الولايات المتحدة ويصل إلى كل مفاصل الدولة وله دوره فى الانتخابات وهناك فواتير يتم دفعها لإعادة انتخاب هؤلاء السياسيين من جديد ولذلك جميعهم يدعمون دولة الاحتلال بشكل غير مشروط باستثناء أعداد قليلة منهم تنتقد تل أبيب ولكنهم يُتهمون بدعم الفكر المتطرف لذلك لا يقدمون على اتخاذ موقف صارم.
وتابع: يتم دعم كل هذا بالرواية الإسرائيلية عن إرهاب الفلسطينيين وتعزيز المظلومية الإسرائيلية، مشددا على أن الموضوع معقد للغاية، ولكن الانتهاكات غير المحدودة التى تحدث فى غزة دفعت العديد من الأمريكيين للخروج عن شعورهم والبحث بشكل شخصى عن معلومات لفهم ما يحدث داخل الأراضى الفلسطينية وعدم الاعتماد على الإعلام الأمريكى الذى لا يقول الحقيقة كاملة، مضيفا: “أعتقد أن ما يحدث فى غزة سيكون أمرا محوريا لما سيحدث لاحقا فى المنطقة.