رئيس التحرير
عصام كامل

شيزوفرانيا


"ومنكم من يُـرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا" صدق الله العظيم

إذا كنت قد بلغت من العمر أرذله فلم تعد تستطيع الحكم على الأشياء فأولى بك أن تصمت، فأنت لا تعرف قيمة مصر يا شيخ قرضاوى، مصر التي علمتك في الأزهر، وجعلت لك مكانة تحشد بها الجهاديين الآن ليجاهدوا ضد أبناء الشعب المصرى وكأنهم كفار قريش الذين وجب قتالهم، ودعنا من البيانات المستفزة التي تحط من شأنك وقدرك بين أناس كانوا يضعونك في مكانة العلماء ولا أجد أبلغ مما قاله عنك الدكتور عبد الله النجار إنه لا يدعو إلى حق وإنما يدعو إلى دمار مصر، وأدعوه إلى أن يتوقف عن الفتن وعن اللعب بالدين، وهو يدعو إلى مصلحته ومصلحة الدولة التي تجنس بجنسيتها، وليس من أجل الدين وقد صدق عليه قول الله تعالى "ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون".. سورة يس.


الله وحده هو القادر على أن يحيي العظام وهي رميم، وأرجو أن تقتنع الجماعة وتابعوهم ودلاديلهم من الكتاب والمنافقين أنه من المستحيل إحياء جثة ماتت ودفنت وتعفنت أيضا ودعونا من أحاديث الإفك حول الشرعية والديمقراطية والصندوق، فمشروعكم سقط ومعه المشروع الدولى بتنظيمه، وهذا ما شل فكركم وطير عقولكم.

ليس هناك أبلغ مما كتبه صلاح منتصر حول مبادرة الدكتور سليم العوا والمستشار طارق البشرى من أن ما ينقصها هو أن يعلن الشعب المصرى اعتذاره عن الثورة التي قام بها ويبوس رأس العريان والشاطر والبلتاجى ــ وعجبي!!

أصبت بالشيزوفرنيا وأنا أشاهد أطفالًا مع ذويهم في مسجد مولانا الحسين والسيدة زينب والجامع الأزهر يصلون الفجر، بينما آخرون في نفس أعمارهم تاجر بهم أهاليهم ولملمتهم الجماعة من الملاجئ ليكونوا لهم دروعا بشرية يتقدمون الصفوف حاملين الأكفان أي جنون وأي عبث وأي إسلام مما يحدث في رابعة والنهضة وأين جمعيات حقوق الإنسان المصرية والعالمية التي صدعت رءوسنا، وأين اتفاقيات حقوق الطفل التي وقعت عليها مصر والتي من أهم بنودها حماية الأطفال من أي عمل يشكل مخاطر أو يؤثر في صحته وكرامته واحترامه لذاته.. ولا حياة لمن تنادى!!.
الجريدة الرسمية