رئيس التحرير
عصام كامل

السيرة الإخوانية للحشيش


"عليا الطلاق من بيتى يا باشا التحرير فيه حشيش، وأنا بذات نفسى اشتريته من الميدان"، "وعهد الله أنزل معاك حالاً وأجيب لك قرشين من الصينية نفسها، ولو عاوز نسوان شغال".


القسم الأول تلاه على سائق التاكسى خلال رحلتي وأسرتي معه من شارع فيصل إلى شرق القاهرة خلال إجازة العيد، أما الثاني فكان لصديقى مدرس الثانوى الذى تربطنى به صلة قرابة وتبعدنى عنه صلاتنا بالسياسة.

الأول بادرنى بسخطه على المتمردين الذين أخرجهم الجيش وقائدة الانقلابى "السيسى" باتفاق مسبق فى 30 يونيو ليستولى على السلطة لحساب مجموعة من "الكفار" الذين لا يستحقون رئيساً بوزن وقيمة وإيمان حامل إرادة الله على الأرض محمد مرسى، حسب تعبيره.

والثانى يعيد على مسامعي تحذيراتي له وجماعته قبل 30 يونيو بعد تلغيمها بالتهديد والوعيد والدماء،"مش هاتتهنوا بيوم راحة يا مصريين بعد ما شيلتوا الرئيس الشرعى ورميتوا أصواتنا ودستورنا بتاع ربنا فى الزبالة".

الأول يكرر ما روج له الإخوان تماماً فى حملاتهم الدعائية لانتخابات البرلمان والرئاسة "أنتوا شيلتوه علشان هو بتاع قال الله وقال الرسول وكان جاء ينضف البلد، ماسكتوش عليه لا إعلام فاسد سابه ولا قضاء فاسد ساعده ولا دولة وأجهزتها الأمنية كانت معاه".

الثانى يمانعنى القول بأن المعزول كان سبباً فى شق الصف الوطنى ومثل وجماعته خطراً داهماً على الأمن القومى بأفكار التنظيم التى لا تعرف معنى ولا قيمة للوطن، "أنتوا هاتكذبوا على ربنا كمان، هو عمره قال أهلى وعشيرتى ولا قتل حد قدام القصر زى ما الجيش قتل إخواننا قدام الحرس الجمهورى، ولا كان له يد فى قتل الناس فى المقطم وبورسعيد زى ما الشرطة قتلت شهدائنا عند المنصة، ولا عذب حد فى الاتحادية زى ما بتتبلوا علينا وتقولوا إننا عذبنا الناس جوه اعتصام رابعة".

بادرت الأول بالرد، طيب يا أسطى هات لى دليل واحد وأنت إخوانجى وعارف ربنا على إن الميدان ده مش مستهدف بالتشويه وإلا ليه جماعتك عاوزة تسيطر عليه وتتظاهر فيه، وهات لى ربع دليل على إن مرسى لم يتصالح مع المتهمين بالفساد وبرلمان جماعته امتنع عن سن أو تعديل تشريعات نحاكم بها اللى نهبوا المال العام واللى قتلوا الشهداء؟؟

وجائنى الرد: بأحلف لك بالطلاق يا أستاذ مش مصدقنى!! وكمان أنا مش أسطى..أنا موظف فى شركة بتعمل منتجعات جامدة على الصحراوى، والحشيش ده مايعرفوش سكته غير الكييف، وأنتوا عمركم ما هاتعوضوا مرسى ده ولا هاتجيبوا واحد بربع إيمانه، ومفيش حد مات إلا وكان يستاهل الموت، ولا أنت بقى كنت عاوزنا يعنى ولامؤاخذة نقتل مبارك ورجالته ونحاكمهم بعيد عن القضاء؟!!

وحينما بادرت الثانى بسخرية "يا محمد رابعة والنهضة بيقولوا فيهم سلاح وجهاد مناكحة وترامادول ونسوان وفيه بلاغات وضبطيات بكده وتقارير عن عمليات تعذيب وقتل، وفيها ناس مكفرين وقتلة".

فكان رده "أنا بقى ماينفعش أرد عليك وده ماينفعش يبقى كلام واحد مثقف زيك، علشان أنا وأمى وإخواتى بنروح رابعة وما يصحش تقول كده، وأنتم اللى غاويين تشوهوا المشهد الجميل والرئيس هانرجعه غصب عنكم وعن العسكر الخاينين".

انتهت إجازة العيد وهرتلتها ومعها الموقفان وانتهت فرص الحوار وسادت لغة قذرة بأحط مستوياتها بيننا، وعُدت لأستقل مترو الأنفاق إلى عملى، وداخل إحدى عرباته كان "اسبراى" الإخوان ملطخاً جدرانها "سيسى خاين..لا للانقلاب.. 84 شهيداً أمام الحرس.. 120 شهيداً أمام المنصة، 5 شهيدات بالمنصورة و13 شهيداً بالقائد إبراهيم"، لكن عبارة واحدة لم توضح لى "جيكا والحسينى لسه على قوائم شهداء الإخوان؟..والحشيش بتاع مين؟ وجهاد المناكحة طريقه فين"؟!

أتمنى ألا يكون بين القراء عبد المقصود جديداً يعلق ساخراً "ابقى تعالى وأنا أقول لك فين".
الجريدة الرسمية