ما معنى الويل ومن هم المطففين، محمد سيد طنطاوي يجيب
معنى ويل، تحدث الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لـسورة المطففين، عن المطففين، وبيّن من هم، كما تطرق إلى معنى الويل، هل هو وادٍ في جهنم أم شيء آخر.
سورة المطففين
قال تعالى: «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣)».
تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي لمستهل سورة المطففين
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: الويل: لفظ دال على الهلاك أو الشر، وهو اسم لا فعل له من لفظه، وقيل: هو اسم وادٍ في جهنم، والمطففين جمع مطفف، من الطفيف، وهو الشيء التافه الحقير، لأن ما يغتاله المطفف من غيره شيء قليل، والتطفيف: الإنقاص في المكيال أو الميزان عن الحدود المطلوبة، قال الإمام ابن جرير: وأصل التطفيف، من الشيء الطفيف، وهو القليل النزر.
من هو المطفف؟
وتابع الشيخ طنطاوي: والمطفف: المقلل صاحب الحق عمّا له من الوفاء والتمام في كيل أو وزن. ومنه قيل للقوم الذين يكونون سواء في حسبة أو عدد: هم سواء كطف الصاع، يعنى بذلك كقرب الممتلئ منه ناقص عن الملء، وقوله: اكْتالُوا من الاكتيال وهو افتعال من الكيل. والمراد به: أخذ مالهم من مكيل من غيرهم بحكم الشراء، ومعنى: كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ: كالوهم أو وزنوا لهم، فحذفت اللام، فتعدى الفعل إلى المفعول، فهو من باب الحذف والإيصال.
وأكمل الشيخ طنطاوي: فالواوان في «كالوهم أو وزنوهم» يعودان إلى الاسم الموصول في قوله: الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا، والضميران المنفصلان «هم»، يعودان إلى الناس، قال صاحب الكشاف: والضمير في «كالوهم أو وزنوهم» ضمير منصوب راجع إلى الناس، وفيه وجهان: أن يراد: كالوا لهم، أو وزنوا لهم فحذف الجار، وأوصل الفعل، كما في قول الشاعر: ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا... ولقد نهيتك عن بنات الأوبر، بمعنى جنيت لك، وأن يكون على حذف مضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، والمضاف هو المكيل أو الموزون.
العذاب والهلاك للمطففين
وأضاف الشيخ طنطاوي: والمعنى: هلاك شديد، وعذاب أليم، للمطففين، وهم الذين يبخسون حقوق الناس في حالتي الكيل والوزن وما يشبههما، ومن مظاهر ذلك أنهم إذا اشتروا من الناس شيئا حرصوا على أن يأخذوا حقوقهم منهم كاملة غير منقوصة، وإذا باعوا لهم شيئا، عن طريق الكيل أو الوزن أو ما يشبههما يُخْسِرُونَ أي: ينقصون في الكيل أو الوزن، يقال: خسر فلان الميزان وأخسره، إذا نقصه، ولم يتمه كما يقتضيه العدل والقسط.
وأتم الشيخ طنطاوي: وافتتحت السورة الكريمة بلفظ «الويل» للإشعار بالتهديد الشديد، والوعيد الأليم لمن يفعل ذلك، وقوله وَيْلٌ مبتدأ، وهو نكرة، وسوغ الابتداء به كونه دعاء. وخبره «للمطففين»، وقال- سبحانه- إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ ولم يقل: من الناس، للإشارة إلى ما في عملهم المنكر من الاستيلاء والقهر والظلم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.