كنز المستخلصات النباتية.. مشروع جديد لإقامة بنك ضخم لاستكشاف علاجات جديدة للسرطان والسكر والزهايمر.. وجمع 1700 نوع نباتى حتى الآن
مشروع طموح للاستفادة من الثروات الطبيعية لمصر يتمثل فى جمع ودراسة جميع أنواع النباتات الموجودة فى البلاد. ويهدف هذا المشروع، الذى أطلقه الراحل الدكتور باسم المنشاوى أستاذ العقاقير بالمركز القومى للبحوث عام 2019، وأشرفت عليه الدكتورة سلوى الهلوتي، أستاذ الكيمياء الحيوية العلاجية ورئيس قسم العقاقير بالمركز القومى للبحوث، إلى تكوين بنك ضخم للمستخلصات النباتية يُساهم فى تحقيق العديد من الفوائد الطبية والاقتصادية والبيئية.
وأوضحت الدكتورة سلوى الهلوتى الأستاذة بالمركز القومى للبحوث أن المشروع تمكن حتى الآن من جمع 1700 نوع نباتي، تمثل ثلثى أنواع النباتات فى مصر، باستثناء تلك الموجودة فى جبل علبة بأسوان.
وتُعد هذه المجموعة من النباتات بمثابة كنز من المركبات الطبيعية القيّمة التى يمكن استخلاصها وتحويلها إلى زيوت ومستخلصات ذات خصائص علاجية وغذائية وتجميلية هائلة.
آفاق طبية واعدة
وتُشير الدراسات الأولية إلى إمكانية استخدام مستخلصات هذه النباتات فى علاج العديد من الأمراض المزمنة مثل السرطان والألزهايمر والسكر. وتُعزى هذه الفوائد إلى وجود مركبات طبيعية ذات خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا والفطريات.
فائدة تتخطى الطب
وأشارت الهلوتى فى تصريحاتها ل “فيتو ” إلى أن فوائد بنك المستخلصات النباتية لاتقتصر على المجال الطبى فحسب، بل تمتد لتشمل مجالات أخرى مثل: الصناعات الغذائية حيث يمكن استخدام المستخلصات النباتية فى تحسين مكونات الأغذية وإضافة قيمة غذائية وطعم مميز.
ويمكن الاستفادة منها أيضا فى الصناعات التجميلية إذ يمكن استخدام المستخلصات النباتية فى صناعة منتجات التجميل الطبيعية والعضوية.
وأوضحت أستاذ الكيمياء الحيوية العلاجية دور المستخلصات النباتية فى الحفاظ على البيئة حيث يمكن أن يلعب بنك المستخلصات النباتية دورًا هامًا فى حماية التنوع البيولوجى من خلال تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وحمايتها، ويمكن أن تُساهم الدراسات على المستخلصات النباتية أيضا فى تطوير علاجات جديدة ومنتجات صحية وتقنيات صناعية مبتكرة.
ولفتت إلى إمكانية مساهمة المشروع فى توفير فرص عمل للباحثين والخبراء المحليين فى مجال جمع النباتات واستخلاص المستخلصات وإجراء الدراسات العلمية.
جبل علبة: جوهرة نباتية فريدة
وفى نفس السياق كشفت الهلوتى أن المشروع يُولى اهتمامًا خاصًا بجبل علبة، نظرًا لتنوعه النباتى الفريد الذى يشمل العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض. وتُعد دراسة هذه النباتات وفهم خصائصها الكيميائية ضرورية للحفاظ عليها وحماية البيئة فى هذه المنطقة الصحراوية الهامة.
وعلى جانب آخر أوضحت الدكتورة سلوى الهلوتى أن هناك العديد من الدول التى تُدرك أهمية الاستفادة من الموارد النباتية الطبيعية فى مجال الطب والتنمية المستدامة، وتُساهم مشاريع بنوك المستخلصات النباتية الخاصة بها فى تعزيز البحث العلمى واكتشاف علاجات جديدة وعلاجات فعّالة، ممّا يُساهم فى تحسين صحة الإنسان ورعاية البيئة.
ولفتت إلى أن الهند على سبيل المثال تمتلك بنكًا وطنيًا للمستخلصات النباتية يضم أكثر من 100 ألف عينة نباتية، ويهدف إلى اكتشاف أدوية جديدة وعلاجات فعّالة، وتمتلك الصين بنكًا ضخمًا للمستخلصات النباتية يضم أكثر من 500 ألف عينة نباتية، ويهدف إلى تطوير الطب الصينى التقليدي.
كما تمتلك البرازيل بنكًا للمستخلصات النباتية يضم أكثر من 30 ألف عينة نباتية، ويهدف إلى الاستفادة من تنوعها البيولوجى الغني.
ويوجد فى كوريا الجنوبية بنكًا للمستخلصات النباتية يضم أكثر من 20 ألف عينة نباتية، ويهدف إلى تطوير منتجات طبيعية جديدة، وفى أستراليا أيضا بنكًا للمستخلصات النباتية يضم أكثر من 15 ألف عينة نباتية، ويهدف إلى حماية التنوع البيولوجى الفريد للبلاد.
بنك المستخلصات النباتية: استثمار فى مستقبل مصر
وأكدت فى حديثها ل “فيتو” أن بنك المستخلصات النباتية يمثل استثمارًا استراتيجيًا فى صحة الإنسان والبيئة والتنمية المستدامة فى مصر.
وبفضل هذا المشروع، يمكن لمصر أن تُصبح رائدة فى مجال البحوث العلمية وتطوير المنتجات الطبيعية ذات القيمة المضافة، مما يُساهم فى تعزيز الاقتصاد الوطنى وتحسين حياة المواطنين.