نعيمة عاكف.. لهاليبو الاستعراض والرقص والغناء.. بدأت رحلتها الفنية في الرابعة من عمرها.. حصلت على لقب أحسن راقصة في العالم.. والمرض الخبيث أنهى حياتها مبكرا
نعيمة عاكف، نجمة الاستعراض بالرقص والغناء، هى نجمة السيرك والأكروبات أيضا، اشتهرت فى الأربعينات، حيث تربت فيه مع أسرتها، وأفلامها علامة بارزة فى تاريخ السينما، لقبت بلهاليبو نظرا لبطولتها لفيلم بنفس الاسم لشطارتها وإجادتها فى أعمالها، رحلت شابة فى مثل هذا اليوم 23 ابريل عام 1966 مصابة بسرطان الأمعاء حتى أنها سميت ابنة موت.
ولدت نعيمة عاكف ابنة السيرك عام 1929، في مدينة طنطا، وكان عمل والدها بالسيرك سببًا في أن تحب الفنانة الفن ولعب الأكروبات وترويض الحيوانات، التي أضيفت إلى مواهبها المتعددة،، ومن هنا أجادت جميع الفنون، بدأت رحلتها مع الفن وهي في الرابعة من عمرها من خلال العمل في السيرك بتقديم عروض استعراضية متنوعة، راقصة وممثلة ومغنية.
ست البيت كانت البداية
وعندما أتمت نعيمة عاكف عامها السادس، كان أجرها فى السيرك قرشين يوميا، واستمرت فى عمل ترويض الحيوانات مع الرقص والغناء، حتى انفصل والدها عن والدتها وكانت فى العاشرة من عمرها، فاضطرت إلى ترك مدينة طنطا وتركت والدتها السيرك أيضا، وكان المصير الجديد فى شارع محمد على بالقاهرة حيث معقل الرقص والغناء.
بدأت نعيمة عاكف الرقص فى ملاهى الكيت كات وروض الفرج، وكان لها جمهور كبير نظرا لخفة دمها، ثم تركت حياة الملاهى والكباريهات حين شاهدها المخرج أحمد كامل مرسى فى الكيت كات واختارها راقصة للكلاكيت فى فيلم "ست البيت" مع الفنانة فاتن حمامة.
عن بدايتها ونشأتها تقول نعيمة عاكف: كان جَدى إسماعيل عاكف مدرسًا للألعاب الرياضية بمدرسة "أم المصريين" بالجيزة، وإلى جانب ذلك كان يعشق الجمباز والأكروبات وألعاب السيرك، وذات يوم حضر إلى القاهرة سيرك إيطالى بهرت ألعابه جَدي كثيرًا حتى إنه قرر أن يستقيل من عمله ويعمل بالسيرك، وفتح جَدي السيرك من مكافأة العمل الذى تركه، وكنا أربع بنات وأنا كنت أصغرهن.
وأضافت نعيمة عاكف: "كنا نسكن فى شارع الترعة البولاقية بشبرا، حين كنت في الثالثة من عمرى بدأ والدي تدريبي على النط والمشي على الحبال و"الشقلبة" مع أخواتي البنات، وكان يمنحنى قبلة وخمسة قروش على النجاح فى أى فقرة، وكسب أبى كثيرًا إلا أنه كان مدمنًا للقمار وكان يخسر كثيرًا، وفى كل ليلة كانت أمى تتشاجر معه لأننا كنا لا نجد قوت يومنا بالرغم من المكسب الكبير، وعند بلوغ العاشرة تركت والدتى السيرك، وتزوج أبى من امرأة أخرى، فتركت طنطا إلى القاهرة، وسكنت مع أمى وإخوتى شارع محمد على، وبحثت عن العمل في الصالات من أجل أكل العيش.
15 جنيه أجرا مع بديعة مصابنى
وكانت المحطة الثانية لـ نعيمة عاكف حين شاهدها بربرى مصر على الكسار صاحب اكبر فرقة مسرحية بعد الريحانى ترقص فى الفيلم بحث عنها، واتفق معها على ان ترقص هي وشقيقاتها مع فرقته مقابل عشرة جنيهات في الشهر، وتقدمت بديعة مصابنى بعرض اكبر يصل إلى 15 جنيها لتنتقل نعيمة إلى صالة بديعة، وهناك كانت فتاة غير مصرية تدعى تيشى تقدم المونولوجات على المسرح على رقصها على موسيقى الكلاكيت والجمهور يصفق لها كثيرا فغارت منها وبدأت نعيمة تتعلم الرقص الكلاكيت ونجحت وأثناء غياب تيشى ذات يوم قامت بدلا منها بالرقص ونجحت نجاحا كبيرا واشتهرت برقصة الكلاكيت.
زواج المخرج حسين فوزى
أما المحطة الثالثة فى حياة نعيمة عاكف كانت حين اختارها المخرج حسين فوزى معه للتمثيل فى فيلم "العيش والملح" مع شكرى سرحان، ثم قام بتوقيع عقد احتكار معها لتقديم عدد من الأفلام، وتطورت العلاقة بينهما من الفن إلى الزواج؛ فانتقلت من شارع محمد على إلى فيلا بـ"مصر الجديدة"، واستمر زواجهما عشر سنوات قدمت فيها 15 فيلما استعراضيا هى أغلب حصيلة أفلامها منها: بابا عريس أول بطولة لها، لهاليبو، تمر حنة، وغيرها وكان آخرها فيلم “أحبك ياحسن".
بعد بداية الشهرة والثراء أجرت نعيمة عاكف عملية تجميل في أنفها، وتعتبر بذلك أول فنانة تجرأت على القيام بعملية تجميل في أنفها، حيث خضعت لمشرط جراح التجميل الدكتور نادر سويلم لإصلاح اعوجاج كانت تعاني منه في أرنبة أنفها.
انتهاء العلاقة بالطلاق
زاد الإقبال عليها وكانت نعيمة عاكف لا ترفض أي أعمال بالرغم من وجود عقد احتكار لزوجها إلى أن دبت الغيرة بينها وبين زوجها المخرج حسين فوزى وزادت المشاكل وتركت منزل الزوجية الى بيت آخر اشترته، وانتهت العلاقة الزوجية بالطلاق.
جاء الانفصال بسبب اعتراض حسين فوزى على رقص نعيمة عاكف فى افلام غير افلامه، معللا ذلك أنه رجل شرقى ولا يقبل أن تكون زوجته راقصة في الأفلام، وتم الطلاق مقابل كتابته وصل أمانة بمبلغ ثلاثة ألاف من الجنيهات وحصلت على أثاث منزل الزوجية كاملا بعد تدخل فريد الأطرش لإنهاء الخلافات بينهما، ثم تزوجت بعد ذلك من صلاح الدين عبد العليم وأنجبت ابنها الوحيد.
وفي عام 1956 اختار زكى طليمات نعيمة عاكف بطلة لفرقة الفنون الشعبية فى العمل الوحيد الذى قدمته هذه الفرقة، وكان أوبريت بعنوان "يا ليل يا عين"، تأليف يحيى حقى، وتوالت أفلامها ولمع نجمها فى السينما من خلال أفلام: بلدى وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، يا حلاوة الحب.
أحسن راقصة فى العالم
سافرت نعيمة عاكف مع البعثة المصرية إلى الصين لتقديم أوبريت " ياليل ياعين " بتكليف من مصلحة الفنون المصرية وفى عام 1957 سافرت إلى موسكو لعرض ثلاث لوحات استعراضية كانت الأولى تحمل اسم مذبحة القلعة والثانية رقصة أندلسية والثالثة حياة الغجر، وحصلت نعيمة على لقب أحسن راقصة فى العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958 ووضع اسمها وصورتها على واجهة مسرح البولشوي بموسكو.
نهاية مؤلمة لأشهر استعراضية فى الخمسينات
جاءت نهاية الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف حين اصابها سرطان المعدة الذى اكتشفته حين بدأت الالام اثناء تصوير فيلمها " بائعة الجرائد "أثناء تصوير نعيمة عاكف فيلم "بائعة الجرائد"، الذي أنتج عام 1963، واستمرت معاناتها ثلاث سنوات ونقلت إلى المستشفى ثم تحسنت صحتها لكن المرض عاودها من جديد وظلت ملازمة الفراس ستة أشهر، وتقرر سفرها للعلاج فى الخارج لكن صحتها لم تكن تسمح بعد أن تدهورت حالتها، وماتت نعيمة عاكف وهي لم تتجاوز الخامسة الثلاثين من عمرها فى مثل هذا اليوم عام 1966.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.