الاقتصاد العالمى فى ورطة.. صراع إيران وإسرائيل يضاعف أزمات الشرق الأوسط.. ويهدد استقرار أسعار الذهب والنفط
فى ظل سياسة استقطاب دولية جديدة باتت معلنة ما بين المعسكرين الشرقى والغربى، أصبح الاقتصاد العالمى الآن يتسم بالغموض والضبابية لأسباب عديدة، أبرزها وجود أزمة الديون السيادية العالمية، وارتفاع أسعار البترول، وفى الأخير التوترات الجيوسياسية واحتمالات نشوب حروب إقليميه شاملة تخرج عن حدود العقل والإنسانية لاسيما فى منطقة الشرق الأوسط.
ومع دخول إيران المباشر على خط الصراع، عبر هجمة استهدفت إسرائيل، وذلك للرد على استهداف قنصليتها فى دمشق، زاد معدل الخطر الذى من شأنه تحويل دفة الأحداث نحو حرب إقليمية شاملة، فى ضوء تحولات كبيرة، أبرزها التمدد الجغرافى لدائرة الصراع.
يقول الدكتور نبيل فرج الخبير الاقتصادى لـ”فيتو”: إن تباطؤ النمو العالمى قد يعطى فرصة للأسواق الناشئة وتحديدًا مصر، مشيرًا إلى أن أسباب هذا التباطؤ أن هناك أزمة ديون سيادية عالمية، مشيرا إلى أن إسرائيل تدفع المنطقة نحو التصعيد العسكرى وتوسيع دائرة الصراع ليخرج من قطاع غزة ممتدًا إلى مساحات أخرى.
وأوضح أن سياسة إيران العدائية تجاهها تستثمرها إسرائيل الحرب فى غزة لتحقيق مكاسب إقليمية تزيد من نفوذها داخل المنطقة العربية الأمر الذى يثير التساؤلات حول مستقبل توازن القوى الاقتصادية فى الشرق الأوسط على ضوء التفاعلات الجارية فى المنطقة والمتزامنة مع الحرب فى غزة.
وأضاف فرج قائلا: تتجه المنطقة إلى تشكيل تحالفات وتكتلات تقودها إيران ويشارك فيها وكلاؤها من الجماعات المسلحة المنتشرة فى المنطقة، وربما تدعمها قوى كبرى مثل الصين وروسيا من خلال علاقاتهما بإيران.
وأكد الدكتور نبيل فرج أن الحفاظ على التوازن الاستراتيجى هو الخيار الأمثل لمصر فى الإقليم، وهذا الخيار له مزاياه فى الحد من التورط فى المشكلات والصراعات الإقليمية التى يمكن أن تستنزف القدرات المصرية التى يجب أن تسخر للمشروع التنموى ومواجهة التحدى الاقتصادى القائم، بما لا يخل بمتطلبات الحفاظ على الأمن القومى المصرى.
أضاف: هذا الخيار يتطلب الحذر الشديد فى تنفيذه حتى لا تتشكل ترتيبات إقليمية أمنية أو اقتصادية بعيدًا عن مصر بما يعرضها لعزلة إقليمية أو يزيد من نفوذ قوى إقليمية أخرى عربية أو غير عربية على حساب المكانة المصرية.
ومن جانبها، قالت الدكتورة ماجى سليم خبيرة الاقتصاد، إن مستقبل التوازن فى الشرق الأوسط يتوقف على تطور الصراع بين إيران وإسرائيل ومدى قدرة الولايات المتحدة على السيطرة على تحركات الدولتين.
وتابعت: على مستوى آخر، فإن هناك تنافسا بين بعض دول الخليج السعودية والإمارات على النفوذ فى المنطقة العربية وأفريقيا، قد يكون هذا التنافس عاملا فى إثارة بعض التوتر ومحاولة لاستقطاب القوى الإقليمية الأخرى، بما يؤثر فى المحصلة على حالة التوازن المحتملة فى الشرق الأوسط.
وأشارت سليم إلى أن مصر أعربت فى بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء السبت عن قلقها البالغ تجاه ما تم الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مطالبة بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.
وتابعت الدكتورة ماجى سليم قائلة: إن التصعيد الخطير الذى تشهده الساحة الإيرانية الإسرائيلية حاليًا، ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق أن حذرت منه مصر مرارًا، من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التى تمارس فى المنطقة.
وفى ذات السياق قال أحمد معطى الخبير الاقتصادى، إنه لن يكون هناك تأثيرًا بشكل كبير للضرابات الإيرانية الإسرائيلية على أسعار الذهب والنفط العالمية، وإنما سيكون تأثيرها محدود.
وأكد الدكتور أحمد معطى الخبير الاقتصادى أن الأسواق العالمية تأثرت بالفعل خلال الأيام الماضية تحسبا لتلك التوترات الجيوسياسية، وهو ما انعكس على أسعار الذهب العالمية، حيث شهد ارتفاعات متتالية لأعلى مستويات سعرية بعد أن سجل يوم الخميس الماضى 2440 دولارا، ثم بدأ فى التراجع يوم الجمعة إلى 2340 دولارا.
وأشار الخبير الاقتصادى إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية وتجاوز سعر البرميل تسعين دولارا، كما أن الأسهم فى الأسواق الأمريكية بدأت تتراجع، لاسيما أن الأسواق كانت لديها تخوفات من هذه الضربات وهو ما انعكس على تحركات أسعار الذهب والنفط العالمية بشكل استباقى قبل حدوث الضربات بالفعل.
وتابع: بعد انتهاء الضربات العسكرية فإن الأمر سيكون فى إطار المناقشات الدبلوماسية مع عدد من الدول ومن الممكن فرض عقوبات اقتصادية على إيران وهو أمر متكرر لحفظ ماء الوجه.