"ولقد جئتمونا فرادى"، تفسير الشيخ الشعراوي للآية 94 من سورة الأنعام
بيّن الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بسورة الأنعام الموقف الذي يعود فيه الناس إلى خالقهم فرادى غير متحامين في أحد تاركين الأهل والأحباب وكل ما عبدوه من دون الله.
سورة الأنعام الآية 94
قال تعالى: «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ».
تفسير الشيخ الشعراوي للآية 94 من سورة الأنعام
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير هذه الآية: إن قول الحق سبحانه وتعالى: «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى» أي أن كلاًّ منكم يأتي إلى الله فردًا عما كان له في دنياه من مال أو ولد أو أتباع، جاء كل منهم لله وليس معه الأصنام التي ادّعى أنها شركاء لله، واتخذهم شفعاء له، و(فرادى) جمع (فرْدَان) أو (فريد) مثل (سكارى) جمع (سكران) و(أسارى) جمع (أسير)، إنهم يأتون إلى الله زُمرا وجماعات، ولكن كل منهم جاء منفردًا عما كان له في الدنيا من مال وأهل وولد وأتباع، بدليل أنه قال: {وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ}.
معنى خولناكم
وتابع الشيخ الشعراوي: و(خوَّله) أي جعل له خَدَمًا من الأتباع ومن المريدين، ومن المقَّدر والمضيَّق عليهم في الرزق ومن العائشين في نعمته، جاء كل منهم منفردا عما له في الدنيا كما خلقكم الله أول مرة، أي كما دخلتم في الدنيا! {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، وقوله الحق: (جئتمونا) أي كأن الإنسان الذي أذنب يكاد يقدم نفسه للعذاب معترفًا أنه يستحق هذا العذاب إقرارًا منه بالذنب، فكأن الإنسان يبلغ منه الحزن على ما فعله والتوبيخ لنفسه التي انصرفت عن الحق فيقول لنفسه: أنت تستحقين العذاب.
انفصام الروابط وتشتت الجمع
ثم أكمل الشيخ الشعراوي: من قول الله تعالى «وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نرى مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ الذين زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَآءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ»، و(البيْن) هو ما يفصل أو ما يصل، فعندما نجد اثنين قاعدين وبينهما (بين) فهذا البين فاصل وواصل، فإن اعتبرته واصلًا، أقول: تقطّع هذا، أي وقع التقطع بينكما، وانفصمت الروابط بينكم وتشتت جمعكم، وإن كان البين فاصلا فقد وصلوا أنفسهم بالأصنام، وماذا كانت صلة هؤلاء بالأصنام التي يشركونها في العبادة؟ كانوا يقدمون لها القرابين، وغير ذلك، وهذه الأصنام وكل من جعلوه شريكا مع الله سيفر منهم يوم القيامة، وهكذا يتحقق قوله الحق: «لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ».
وأتم الشيخ الشعراوي: ويواصل سبحانه: «وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ»، و(ضلّ) أي تاه وغاب، ما كنتم تبحثون عنهم فلا تجدونهم مصداقا لقوله الحق: «إِذْ تَبَرَّأَ الذين اتبعوا مِنَ الذين اتبعوا» (البقرة: 166).
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.