كعك العيد الطازج من فرن البنك للمواطن!
كل عام وحضراتكم بخير وسعادة، وعيد فطر سعيد، وقد لفت نظري في هذا العيد أسعار الكعك تلك التي ارتفعت بصورة كبيرة عن العام السابق تجاوزت 70 %؛ مما أثر بالطبع على حركة الشراء، خاصة أن الأسر المصرية لم تفق بعد من احتياجات رمضان والمدارس وملابس العيد الخ، كما أن تلك الأسر لم تعد كالعادة تقوم بصنع الكعك في المنازل كما كان متبعا منذ سنوات قليلة، وإنما لجأت معظم الأسر الآن إلى شراء الكعك جاهزا..
رغم أن بهجة العيد الحقيقية كانت تظهر في تجمع الأسرة والأحباب في المنزل لصنع الكعك ونققشه، وإدارة ماكينة البسكويت، والتسابق من الكبار والأطفال على ذلك، وحمل الصاجات من المنازل للأفران، ورص الكعك عليها، وانتظار تسويته في الأفران بلهفة، كل تلك المظاهر من الخير والسعادة اندثرت مع زمن تقطعت فيه الصلات وأوصال الأرحام والسعادة..
وانتهى الوقت إلى الاهتمام بالنت ووسائل التواصل على حساب التجمعات العائلية المحببة في ظاهرة نجح الغرب من خلالها في تقطيع العلاقات الحميمة بين أفراد المجتمع المصري والعربي.
ولما لم يكن لدى الأسر وقت لصنع الكعك في المنزل كان الحل الشراء، وهنا كانت الأسعار الكبيرة للكعك التي تجعل رب الأسرة الفقير والمتوسط يئن منها ولا يستطيعها سبيلا، خاصة لو أراد شراء أكثر من كيلو للأسرة، فقد بلغ الكيلو من الكعك السادة المتوسط 240 جنيها في بعض الأماكن، ويزداد السعر مع الحشو ومستلزمات الإنتاج المختلفة..
الكعك بالقسط
وهذا الأمر جعل عددا من البنوك تتعاون مع بعض الشركات والمتاجر لتوفير الكعك بالقسط على فترة تصل إلى 12 شهرا بدون فوائد ملموسة أو بأقل فائدة ممكنة؛ ليتسنى للكثير شراء الكعك، وليأتي الزمن الذي يشتري فيه الناس الكعك بالتقسيط، فقد أعلن بنكا الأهلي ومصر وغيرهما التعاون مع الشركات لإتاحة أصناف عديدة من كعك وبسكويت العيد بنظام التقسيط.
وأظن أن الأسرة التي ستشتري الكعك بالتقسيط ستحافظ عليه حفاظا كبيرا، فرب الاسرة سيرفض أن يهدر الابن أي قطعة، وسيأمر بالحفاظ عليه لأن لم يتم دفع أقساطه بعد، وستقترح الأم أن يتم تناول البسكويت بعد دفع قسطه مع قسط الثلاجة لترتاح في الأكل، وسيحتفظ الأب بالفاتورة ليحق له المطالبة بتخفيض الأقساط إن جاء الكعك غير مطابق للمواصفات..
كما سيكون التفاخر بين ربات الأسر بمصدر الكعك فهذه تفاخر بأن زوجها أحضر الكعك من فرن البنك الأهلي الطازج المميز بالعجوة الجميلة، بينما الثانية تفاخر بأن كعك بنك مصر أفضل كعك خاصة المحشو بالملبن، وستذكر ثالثة أن كعك بنك فيصل هو الكعك الحلال خاصة السادة حتى لا يشوبه شائبة السكر المستورد، بينما سترد أخرى أن بنك مصر به فرع المعاملات الكعكية الإسلامية والتي تراعي أن يكون الكعك بالسمن البلدي وليس الهولندي الحرام، وسيتفق الجميع على مقاطعة كعك البنوك الغربية.
وأقترح هنا تيسيرا على المواطنين أن يكون استلام الكعك بعجوة أو ملبن والغريبة بالزبيب والمكسرات من الفرع الرئيسي، أما الكعك والغريبة السادة مع البسكويت يكون الاستلام من الفروع غير الرئيسية للبنوك تسهيلا على العملاء، على أن يحدد البنك درجة العجوة وجودتها، والملبن من حيث الطازج وغير الطازج، وينبغي أن يلحق بالفرع الرئيسي فرن صغير ليعيد تسوية بعض الكعك الذي لم يأخذ حقه في التسوية..
ليتسلم العميل كعك العيد مطابق للمواصفات ويوقع بالاستلام على ذلك حتى نمنع التلاعب، كما ينبغي أن يحدد عدد الكعكات والغريبة التي يسمح لموظفي البنك بالتهمها يوميا أثناء تسليمهم لعلب الكعك للمواطنين حتى لا يكون هناك أهدار لكعك عام، ومنعا للرشوة والمحسوبية.
كما أوصي بأن تنشئ البنوك برنامج خاص في ماكينات الصرف تحت مسمى سداد خدمة أقساط الكعك؛ ليتسنى للمواطنين دفع الاقساط بسهولة دون التزاحم على الفروع، أو تنشئ شباك خاص بسداد أقساط كعك العيد، ومن الممكن أن يكون هناك موظفون مخصوصون لتحصيل اقساط الكعك من المنازل، وللترشيد من الممكن تحصيل أقساط الكعك على فاتورة الكهرباء أو المياه، وعلى المواطن الذي يرغب في تخفيض القسط لعدم مطابقة المواصفات أن يحضر عينة من ذلك الكعك والغريبة ويذيقها للسيد رئيس فرع البنك ليحكم بنفسه على الكعك..
ومن هنا ينبغي أن تقوم البنوك العاملة في مصر بعقد دورات تدريبية للمديرين في الأفران برئاسة طباخين معتمدين ليكون للمدير خبرة بالكعك المغشوش أو غير المطابق للمواصفات عندما يتذوقه من المواطن.
وينبغي أن تتصدر صورة مدير البنك وهو يرتدي الزنبيل فوق رأسه ويمسك بكعكة يتذوقها في حب ولهفة كل إعلانات البنك ليكون ذلك جاذبا لعملاء الكعك. ويجب ان تكون هناك لجنة في البنوك مهمتها استلام الكعك من العميل الذي قد يستهلك كمية من الكعك ويرغب بإرجاع الكمية الباقية بحالتها ليختصر من الأقساط ويستلم مخالصة الكعك..
ومهمة اللجنة أن تفحص الكعك والبسكويت والغريبة، وتستبعد ما أكل منه بعض الاطفال أو غير السليم أو ما ليس عليه سكر بودرة أو من سقط الزبيب عنه، ثم تقوم اللجنة بحصر عدد الكعك والغريبة وترجع للأفران أو المتاجر ما هو بحالة الفرن وذلك للتخفيف على المواطنين. ودمتم، وكل عام وأنتم بخير.