ساخرون، مناخوليا.. السوق السوداء وأسعار الذهب والدولار
خارج عنبر العقلاء، وخلف سور سرايتنا الصفراء، ستجد كل المواطنين أصبحوا علماء فى الاقتصاد، يحددون سعر الدولار في السوق السوداء، بينما هم لا يملكون سنتا واحدا في بيوتهم.. ويرفعون سعر الذهب ويخفضونه كل على هواه وحسب معلوماته من فيسبوك ليس إلا، بينما هو في الحقيقة لم يشتر ذهبا طوال حياته، اللهم إلا دبلتين وغويشة قد اشتراهما يوما ما عندما راح يخطب عروسته..
أما خطيبته فأعادتهم له من جديد بعد أن صارت زوجة وأما لأبنائه كى يبيعهم ليساعدوه على شراء لبس العيد للأولاد وتسديد المصاريف الدراسية.. وهذه هى علاقته وعلاقتها الوحيدة بالذهب بيعا وشراء، والتى يراها كل منهم أنها كافية لأن يصبح خبيرا في سوق المال والأعمال..
مناخوليا السوق السوداء وأسعار الذهب والدولار التى سيطرت على عقول الكثيرين ممن هم خارج سور العباسية ويتناقلونها في بوستاتهم ليل نهار دون رابط أو ضابط أو حتى وازع أخلاقى يمنعهم من الإفتاء فيما لا يعلمون، بينما تجدهم في نفس الوقت ليسوا مهمومين إلا بأسعار الزيت والسكر والأرز، ولا يطمحون إلا في الاستثمار في كيلو لحمة أو فرخة ترم عظامهم المنهكة من الجلوس خلف شاشات التليفونات واللابات والكمبيوتر..
أما نحن هنا في عنبر العقلاء فنضرب كفا على كف لما وصل إليه حال هؤلاء القاطنين خارج مستشفى العباسية، ونحمد الله على كوننا لا نشترى ولا نبيع ولا تشغلنا الأسواق سواء كانت سوداء أو بيضاء!