ساخرون.. غراب البين يكتب: افرحوا بالعيد يا شوية بنى آدمين
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين.. فوقفت على سور بلكونة الست صفية أم الواد الأهبل اللى اسمه ماندو، جلست وانكمشت بين أجنحتى وقبل أن أغمض عينى سمعت صوت صراخ ماندو الأهبل وهو يقول: لا دى مش بتاعت العيد.. أنا عايز جزمة جديدة للعيد وعايز كوتشى، ولبس جديد للعيد.
ثم سمعت صوت الست صفية وهى تحاور أبو العيال وتقول له: أديك شايف العيال أهوه.. تقدر تقولى أعملهم إيه.. التلات عيال عايزين كل واحد طقمين للعيد.. وكمان اعمل حسابك أنا عايزة أشترى كحك العيد والغريبة والبيتيفور.. دا غير الترمس والفول السودانى والبنبونى والطوفى والذى منه.. وكمان عايزة أغير الستاير.. وعايزين نشترى الرنجة والفسيخ بتوع العيد زى كل سنة..
واستمرت الست صفية فى استعراض قائمة طلباتها حتى فوجئت بصوت زوجها الهادئ وهو يقول: خدى مرتبى على مرتبك واشترى كل اللى انتى عايزاه بس سيبيلنا فلوس نعيش بيها لغاية آخر الشهر.. طبعا الست صفية لطمت على خدودها وقالت: لا يا حبيبى.. خُد انت مرتبى واعمل كل اللى بتقول عليه.
وهنا أدركت أن الليلة دى مافيهاش نوم فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى قاق قاق، فراحت الست صفية وزوجها يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر..
فهربت مسرعا قبل أن يفتحوا شيش البلكونة ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم تصرفاتكم هى التى تُنكد عليكم وعلى أبنائكم معكم؟! يا ريت الست صفية واللى زيها يقتصدوا فى تنفيذ عاداتهم فى التجهيز للعيد.. حاولوا تفرحوا وتدخلوا الفرحة على قلوب أبنائكم بأقل التكاليف!